تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[منهج المتقدمين بين الادراكات الإجماليه والتدقيقات والتفصيلية]

ـ[ابن حزم]ــــــــ[17 - 05 - 03, 07:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

والصلاة والسلام على من دعا إلى التمسك بسنته، ونهى عن رددها وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد لا يشك شاك أن العلوم الشرعية قد نضبت ـ في فترة السبات الذي مرت به أمتنا الحبيبة ــ نضوبا بينا في النوع والكيف. وأنها صحت مع الصحوة المباركة، وعلوم الحديث كغيرها كان لها نصيب من الأمرين.

كانت البداية الأولى لهذه الصحوة مع الشيخين أحمد شاكر والشيخ ناصر الدين الألباني رحمهم الله، لكن هذه الصحوة المباركة كانت تحمل في داخلها حملين عظيمين؛ هما: الموت الذي أصاب هذه العلوم والمرض الذي مهد له، فكان عاديا أن يظهر ذلك في تلك الصحوة المباركة، لكن الذي ليس عاديا هو رفض الإكمال لتلك الصحوة المباركة، وتقويم تلك البداية الموفقة. وكنت وأنا في بداية الطلب أشعر بضرورة القيام بهاتين المهمتين، فقد كان يستوقفني الحكم على الحديث لهذين الشيخين يتعارض مع حكم آخر للأئمة الكبار كأحمد والبخاري، فاقع في الاضطراب بأي الحكمين آخذ. وفي أثناء دراستي للمصطلح كنت أجد بعض المصطلحات التي لم أجد من يقنعني بها إقناعا أرضى به ولكن أهز رأسي نادبا فهمي حيث لم أستطع أن أفهم أهم أمر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المتواتر لا تعريفه ولا ....... وبين ما نار الأسى تكويني والحيرة تقذف بي في كل واد إذ قال لي أحد الأصدقاء وجدت لك كتابا قد ينفعك، قلت الله الله به فأتاني فأخذته فإذا عنوانه المنهج المقترح لفهم المصطلح قلت ما أحوجني إليه ثم أن شدت قائلا

جعلت لعراف اليمامة حكمه وعراف نجد إنهما شفياني

فلما قرأته وجدته الدواء الذي كنت أبحث عنه، فشفى وكفى.

وقام بالعمل الذي ذكرت أن الصحوة المباركة كانت في حاجة إليه، وعرف صاحبي مني ذلك،وقال لي:هذا واحد من تيار يدعوا إلى منهج المتقدمين.قلت: هتي أسماءهم. وكتبتها من عنده،ثم نزلت إلى المكتبات وشريت كل ما كتبوا. فقرأت كل ما كتبه الشيخ لميلباري،والشيخ السعد، والشيخ ناصر الفهد، والشيخ الشريف حاتم الشريف.

خرجت بالنتيج التالية ــ بعد قرائة متفحصة مدققة مدفوعة بنهم الشهوة ـ (منهج المتقدمين بين لادراكات الإجمالية والتدقيقات التفصيلية)

لم أكتب هذا البحث للمقلدين لأن المقلد لا عقل له إنما يفكر بعقل من يقلد، ونحن وقتنا أثمن من أن نضيعه في مخاطبة النوكى والمغفلين وإنما كتبته لطالب العلم الذي يعرف قيمة التحقيقات العلمية ويعرف أن العلم نقل مصحح أو عقل مبرهن، ذك الذي أعلم أنه سوف يسر بما كتبت،ويعذرني إذا لم أقنعه،ويعلم أني لم أتكلم إلا بدليل، فذك حسبي منه. فإن لم أظفر بذلك فحسبي أني لن أعدم عند ربي أجرا أو جرين.

فأشد فرحا قائلا:

فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خرابـ

وليتك تحلوا والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضابـ

إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب ترابـ

والبحث سيدور على هذه النقاط. (من) و (لم) و (وكيف) (وما النتيجة) (وما الثمرة) فمن أدرك

هذه النقاط وأجاب عنها بتفصيل كامل فهو صاحب التدقيقات التفصيلية ومن أجب إجابة إجمالية فهو صاحب الإدراكات الإجمالية وطريقتي هي أن أطرح السؤال ثم أدع الشيخ يجيب. والله أسأل التوفيق في القول والعمل والإخلاص فيهما.

والبداية مع الشيخ لميلباري والسؤال من منهم المتقدمون؟

يقول الميلباري بعد أن قسم أهل الحديث إلي قسمين أهل رواية وأهل نقل بين منهم أصحاب لاصطلاح:

فبذلك أصبح النقاد في المرحلة الأولى العمدة في مباحث علوم الحديث، والمصدر الرئيسي لمصطلحاتها، وأما المتأخرون فتتبع لهم يتمثل دورهم في النقل والتهذيب والاستخلاص، والاختصار دون التأسيس والإبداع، كما شهد بذلك الواقع، فمن الطبيعي إذن بروز تباين منهجي بين حفاظ المرحلة الأولى وأئمة المرحلة الثانية في مجال علوم الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير