1ـ قسم منها متفق عليه بين الجميع، والخلف تبعا لهم في ذلك، فهذا يجب العمل به، ولا سبيل لنا إلا ذلك.
2ـ وقسم فيه اختلاف شديد، كالحديث المرسل يعمل به أو يرد،
وزيادة الثقة، ورواية المدلس، و المعاصرة مع إمكان اللقاء ونفي التدليس تكفي في قبول الرواية أم يضاف إليها السماع ولو مرة واحدة وغير ذلك. والمتأخرون اختلفوا بختلاف من تقدمهم.
وهذا النوع يجب فيه البحث عن الحق والصواب في المذاهب كلها
لا في مذهب واحد معين منها، فعلى من يستطيع الاجتهاد أن يستعرض آراء المذاهب المختلفة وأدلتها، ثم يأخذ بالأقوى والأرجح من حيث الدليل، لأن الحق ليس محصورا في مذهب واحد منها، بل هو مشاع ومشترك بين جميعها، فقد يكون الحق في مسألة ما مع البخاري
، وفي ثانية مع مسلم، وفي ثالثة مع أبي زرعة، وهكذا , فلو تمسكنا
بمذهب واحد، والتزمناه، لأضعنا كثيرا من الحق الموجود في المذاهب الأخرى، وهذا مما لا يجوز يفعله مسلم عاقل.
* من تأمل كلام الذهبي ودقق فيه يجده يثبت كلامي لا ينفيه.
* أبو حاتم الإمام كلامه حجة في الرجال والعلل إلا ماقام الدليل على خطئه ووهمه. ويظهر خطؤه بكلام العلماءأو بقواعد العلماء.
* قولك (أما ابن حزم فخال من أي تحقيق علمي) بل اعكس وأقول كلامك خال من أي تحقيق علمي ماهو إلا تهويل من غير دليل.
* كلام أبو حاتم بأن الأوزاعي لم يسمع من عطاء وإنما من رجل لم يسمه. ليس فيه جزم إنماهو ادعاءمنك بناء على أنه اطلع من الروايات على أضعاف ماوصل إلى ابن حزم والالباني ...
هل تجزم بأن ابا حاتم أحاط بالسنة حتى لم يفته منها حرف، لا أخال أنك تجزم بنعم، لأن الواقع يكذب ذلك فليس عندنا من تراثه إلا القليل المطبوع فكيف تدعي له هذه السعة وأنت لم تتصفح من كتبه إلا
القليل. وأخبرني هل كل ماذكره من العلل في كتاب (العلل) لابنه أصاب فيه ولم يخطىء، فإن قلت نعم فقد ادعية له العصمة وهذا خلاف
ماقرره الإمام الذهبي آنفا. وإن قلت لا (أي يخطىء) فلماذا تشنع على غيرك ماأبحته للنفسك؟
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 08 - 02, 05:07 ص]ـ
* أما ابن حزم رحمه الله تعالى فهو من حفاظ الحديث الكبار وهو
من الملمين بكتب السنة ـ باستثناء الترمذي وابن ماجة ـ جمع مالا يحصيه إلا الله من السنن والصحاح والمسانيد والمصنفات ... الخ (انظر السير: 18/ 202ـ 203) ورتبها في (الخصال) وهو من أحفل كتب الحديث ... ونجد في كتبه إحالة إلى كتب البعض مفقود والبعض طبع ناقص والبعض في عالم المخطوطات لم يطبع بعد. ولا يزال أهل العلم والفضل ينقلون أقواله وأحكامه ومرئياته على الأحاديث والرجال وغير ذلك
* أما شيخنا ناصر السنة وقامع البدعة ومحطم أغلال التقليد،
و كاسر أعناق التقليد، وقاطع أوراد وعروق وشريين التقليد الذي لا
يطعن فيه إلا جاهل أو حاسد، بل قال بعض أهل الفضل: الوقيعة في
الألباني من علامات أهل البدع، قال طارق بن عوض الله بن محمد: هذا العالم الفذ، الناقد البصير، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، جمع الله الناس على كلمته، مع أختلاف مذاهبهم وتنوع مشاربهم، فأخذ بأيدي الناس إلى العقيدة الصافية، والمنهج القويم، القائم على الأصول العلمية، المبنية على الدليل والبرهان، بعد أن كان أخذ الدين قبل ذلك وتلقيه بطريق التقليد والعشوائية.
ولقد كان الشيخ مثلا أعلى وقدوة حسنة في الجهر بالحق، فما كان يخاف في الله لومة لائم، بل كان يصدع بالحق الذي يعتقده، ويرد الباطل مهما كان صاحبه، لا يحابي، ولا يجامل، ولو على نفسه، فكم رأيناه يرجع عن خطئه بعد أن يتبين له الصواب، ويجهر بذلك، ويبينه بأبلغ بيان وأوضحه.
لقد كان أثر الشيخ الألباني واضحا على كتابات المعاصرين له، من الموافقين والمخالفين، فأصبح يندر اليوم أن تقف على حديث في كتاب إلا وللشيخ الألباني ذكلر من تصحيح أو تضعيف، ذكر ذلك من ذكره، وأخفاه من أخفاه، ويكفي أنه هو الذي بث في قلوب الناس أهمية التحقيق من الأحاديث، والبحث عن صحتها وضعفها.
إنه إذا كانت الشمس تقي الناس البرد وتشعرهم بالدفء، وإذا كانت النجوم تهدي الناس في الظلمات، فإن الشيخ الالباني كان شمسا ونجما وهاديا إلى الطريق المستقيم. (النقد البناء لحديث أسماء) (ص/5 ـ 6).
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 08 - 02, 07:38 ص]ـ
* القول بأن ابن حبان متأخر قول عجيب، لأن الفرق بينه وبين أبو حاتم حوالي (77) سنة فقط فهو على هذا متقدم، لذا نتمنى أن تعطينا الحد الزمني الفاصل بين المتقدم والمتأخر حتى نميز ذلك.
* بين ابن حزم والبخاري ثلاثة أنفس، قال علي: حدثنا عبدالرحمن
ابن عبد الله الهمداني، ثنا أبو إسحاق البلخي، ثنا الفربري، ثنا البخاري
والبخاري توفي قبل أبو حاتم. والحاكم توفي قبل ابن حزم رحمهم
الله جميعا.
* ومن تأمل السؤال الذي طرح على الإمام أحمد رحمه الله مع الجواب يجد ليس فيه التصريح من قريب أو بعيد عن رواية: بشر بن بكر،
عن الأوزعي , عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس. (المشهورة). إنما أنكر رواية الوليد بن مسلم ...
فهل عندك دليل على أن الإمام أحمد اطلع على رواية بشر أثناء
إجابته على السؤال المطروح عليه، وإن إجابته تشمله أيضا؛ فإن كان عندك ذلك فسارع به، وإن لم يكن عندك فما وجه تخطئة الإمام ابن حزم رحمه الله إلا من باب الظهور وقيل قديما (حب الظهور يقصم الظهور).
* واعلم أخي أنه لا حكم للخطاء ولا للنسيان ولا للإكراه، إلا حيث أوجب له النص حكما كالكفارة في قتل الخطأ،وإلا من شرب في نهار رمضان ناسيا أو مكرها فصومه صحيح، أو من تكلم في الصلاة ناسيا فصلاته صحيحة وغير ذلك.
* وماختمت به التعقيب من كلام الذهبي فإنه ينطبق عليك غاية الإنطباق، لأنك أنت الذي تتهجم على أهل العلم والفضل وتتنقص من أقدارهم،وتسفه آراهم، فإذا تكلمت لا تتكلم بحلم وعلم، أما أنا فأستفيد من المتأخرين والمتقدمين على حد سوء، ولا أهدر كلام هذا الإمام أو ذاك.
¥