والحديث الذي معنا علم أئمتنا علته فأنكروه، وإذا لم يكن كذلك لسكتوا عنه.
قال الإمام أبو حاتم رحمه الله (إنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (أما كلام هؤلاء الإئمة المنتصبين لهذا الشأن فينبغي أن يؤخذ مسّلماً من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفتهم واطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن واتصفوا بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح .... )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 08 - 02, 08:01 م]ـ
* الامام الأوزاعي ثبت قطعا سماعه من عطاء بن أبي رباح، وروايته عنه في الصحيحين. وإذا ثبت أنه أرسل في رواية عنه أو أكثر لا ينفي أصل سماعه منه وينبغي التحقق من الروايات التي ذكرت مما يستدل بها عن عدم سماعه من عطاء وإن ثبت السند الى عطاء فلا ينفي سماعه منه ولو جاء معنعنا، لان هذا هو الاصل حتى يتبين لنا خلاف ذلك.
وقد ذكرنا من قوى هذا الحديث المتنازع فيه وهم الأكثر بلا شك ولم يأتي المخالف الا بدعوى عدم السماع كما جاء في كلام الامام الجليل أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى. ولعله ظفر برواية فيها رجل لم يسمه عن عطاء ومع الاسف لم يسق لنا إسناده الى الأوزاعي كعادته إذا أراد أن يرجح رواية على رواية أخرى، أو طريق على طريق أخرى. حتى يتسنا لنا إجراء موازنة بينه وبين طريق بشر بن بكر ويقدم حينئذ الأحفظ والأثبت فتكون روايته هي الراجحة ومخالفه هي المرجوحة
فيأهل الإستقراء والسبر والتتبع هلا بحثتم لنا عن هذه الرواية لكي نجري عليها البحث العلمي؛ فإن صحت وليس هناك مايدفعها تركنا قول من صحح الحديث وأخذنا بقول من ضعفه بعلة الانقطاع بين الأوزاعي وعطاء، وإذ لم يتحقق ذلك فليس لنا إلا التسليم بمن صحح الحديث لأن بشر بن بكر وهو دمشقي نزيل تنيس راويه عن الأوزاعي ثقة مأمون وهكذا اشتهر السند من طريقه وليس فيه الانقطاع بين الأوزاعي وعطاء قال أبو محمد بن حزم في كتابه القيم " الاحكام " (2/ 21): وإذا علمنا أن الراوي العدل قد أدرك من روى عنه من العدول فهو على اللقاء والسماع، لان شرط العدل القبول والقبول يضاد تكذيبه في أن يسند الى غيره مالم يسمعه منه، الا أن يقوم دليل على ذلك من فعله وسواء قال: حدثنا أو أنبأنا، أو قال: عن فلان، أو قال: قال فلان: كل ذلك محمول على السماع منه. أ ـ ه.
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 08 - 02, 08:04 م]ـ
ومن صححه من أهل العلم والفضل صححه بعلم أيضا ولم يتكلموا جزافا وحاشاهم ذلك
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 08 - 02, 09:42 م]ـ
خير دليل أن الحديث محفوظ عن عطاء؛ ما رواه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 172/19051) قال: نا يحيى بن سليم، قال: نا بهذا الحديث ابن جريج فأنكر أن يكون عطاء يرى في النسيان شيئا. قال: وقال عطاء بلغني أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وسنده جيد، وفي يحيى بن مسلم الطائفي كلام لا يضر، وابن جريج وإن كان يدلس، فإنه قال: "إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعته". [كما في تهذيب التهذيب 6/ 359].
ولا تعارض بين المرسل والمتصل، فأحيانا ينشط الراوي فيسند الحديث، وأحيانا يقصر فيرسله، كما هو معلوم.
ومراسيل الحسن البصري ليست مردودة مطلقا بل اختلف الأئمة في قبولها وردها، فقد قال علي بن المديني "مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها". وقال أبو زرعة الرازي: "كل شيء يقول الحسن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجدت له أصلا ثابتا ما خلا أربعة أحاديث". (كما في تهذيب التهذيب2/ 232 - 233).
قلت: فهذا القول من هذين الإمامين الجليلين مبني على استقراء لمراسيل الحسن واعتبارها بأحاديث الثقات، وهذا ما ذهب إليه الشيخ حاتم العوني في كتابه الماتع (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس).
ومرسل الحسن؛ أخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 317/رقم1145) من طريق خالد بن عبد الله الطحان وابن أبي شيبة في المصنف (4/ 82/18036) عن عبد الله بن إدريس وعبدالرزاق في المصنف (6/ 409/11416) ثلاثتهم عن هشام –وهو ابن حسان- عن الحسن قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تجاوز لكم عن ثلاث: الخطأ والنسيان وما أكرهتم عليه".
وهذا سند صحيح، وله طرق أخرى هذا أقواها.
واحتج بهذا الحديث الشافعي في كتاب الأم (7/ 329)، وقواه السخاوي في تخريج الأربعين وفي المقاصد الحسنة، وحسنه شيخ الإسلام ابن تيمية واحتج به في مواطن من مصنفاته.
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 08 - 02, 12:47 ص]ـ
* عذرا حدث خطأ في الإحالة إلى كتاب الإمام العقيلي " الضعفاء" (3/ 145)، والصواب (4/ 145).
قال مبارك: لا زلت أبحث في المخطوطات التي تضمه مكتبتي لعل أجد السند:
ـ بشر بن بكر عن الأوزاعي عن رجل عن عطاء عن ابن عباس.
ـ بشر بن بكر عن الأوزاعي قال: بلغني عن عطاء عن ابن عباس.
ـ أو من طريق آخر غير طريق بشر عن الأوزاعي عن رجل عن عطاء
عن ابن عباس.
* قلت: جزى الله الشيخ الكريم المفضال أبا إسحاق التطواني خيرا, فقد تمم ما أغفله تكاسلي فلك مني خلص الشكر والتقدير.وجزك الله كل المشاركين خيرا على هذه الفوائد الطيبة
¥