ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 08 - 08, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وهذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله:
583 - " يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة و يبقى من كان يسجد في الدنيا
رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 124:
أخرجه البخاري (8/ 538 - فتح): حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: هكذا ساقه البخاري في " التفسير " و هو قطعة من حديث أبي سعيد الطويل في رؤية الله في الآخرة ساقه بتمامه في " التوحيد " (13/ 362 - 364): حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث به، بلفظ:" فيقول - يعني الرب تبارك و تعالى للمؤمنين - هل بينكم و بينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق فيكشف عن ساقه فيسجد ... " و أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " (ص 344) بسنده عن يحيى بن بكير به و قال: " رواه البخاري في " الصحيح " عن ابن بكير و رواه عن آدم ابن
أبي إياس عن الليث مختصرا و قال في هذا الحديث: يكشف ربنا عن ساقه.
و رواه مسلم عن عيسى بن حماد عن الليث كما رواه ابن بكير. و روي ذلك أيضا عن عبد الله
بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: أخرجه مسلم في " الإيمان " من " صحيحه " (1/ 114 - 117): حدثني سويد بن سعيد قال: حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به. إلا أنه قال: " ... فيقولون نعم، فكشف عن ساق ... " ثم ساقه عن عيسى بن حماد عن الليث به نحوه لم يسق لفظه. و من طريق هشام بن سعد: حدثنا زيد بن أسلم به نحوه لم يسق لفظه أيضا و إنما أحال فيهما على لفظ حديث حفص. و قد أخرج حديث هشام ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 113) و كذا الحاكم (4/ 582 - 584) و قال: " صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي و فيه عنده: " نعم، الساق، فيكشف عن ساق ". و أخرجه ابن خزيمة و أحمد أيضا (3/ 16 - 17) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق حدثنا زيد بن أسلم به بلفظ " قال: فيكشف عن ساق ". و لفظ ابن بكير عند البخاري " هل بينكم و بينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق ". و هو لفظ مسلم عن سعيد بن سويد إلا أنه قال: " نعم " مكان " الساق ". و جمع بينهما هشام بن سعد عند الحاكم كما رأيت و هي عند مسلم و لكنه لم يسق لفظه كما سبق.
و جملة القول: أن الحديث صحيح مستفيض عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد. و قد غمزه الكوثري - كما هي عادته في أحاديث الصفات - فقال في تعليقه على " الأسماء " (ص 345): " ففي سند البخاري ابن بكير و ابن أبي هلال و في سند مسلم سويد بن سعيد ". قلت: و إذا أنت ألقيت نظرة منصفة على التخريج السابق تعلم ما في كلام الكوثري هذا من البعد عن النقد العلم النزيه، فإن ابن بكير لم يتفرد به عن الليث بل تابعه آدم عند البخاري كما رأيت في تخريجنا و في كلام البيهقي الذي تجاهله الكوثري لغاية في نفسه و تابعه أيضا عيسى ابن حماد
عند مسلم على أن ابن بكير و إن تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، فذلك في غير روايته عن الليث، فقال ابن عدي: " كان جار الليث بن سعد و هو أثبت الناس فيه ". و أما سويد بن سعيد، فهو و إن كان فيه ضعف من قبل حفظه فلا يضره ذلك هنا لأنه متابع من طرق أخرى عن زيد كما سمعت و رأيت.
و مثل ذلك يقال عن سعيد بن أبي هلال، فقد تابعه حفص بن ميسرة و هشام بن سعد و عبد الرحمن بن إسحاق، فاتفاق هؤلاء الثلاثة على الحديث يجعله في منجاة من النقد عند من ينصف.
نعم لقد اختلف في حرف منه، فقال الأول: " عن ساقه " و قال الآخرون: " عن ساق ".
و النفس إلى رواية هؤلاء أميل و لذلك قال الحافظ في " الفتح " (8/ 539) بعد
أن ذكره باللفظ الأول: " فأخرجها الإسماعيلي كذلك. ثم قال: في قوله " عن ساقه " نكرة. ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ: يكشف عن ساق. قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعضاء و جوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء ".
¥