صحّة حديث " إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده ... "؟؟؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 08 - 02, 09:25 ص]ـ
للشيخ الفاضل [عمر بن عبد الله المقبل]
رواه أبو داود ـ وغيره كما سيأتي ـ في 2/ 761، باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده ح (2350) فقال:حدثنا عبد الأعلى بن حماد،حدثنا حماد،عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة – رضي الله عنه - 61556; قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- 61541;: "إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ".
تخريجه:
*أخرجه الدارقطني 2/ 128 ح (2162) من طريق أبي داود.
*وأخرجه الحاكم 1/ 426 من طريق الحسن بن سفيان،عن عبد الأعلى بن حماد به بلفظه.
*وأخرجه أحمد 2/ 510،وفي 4/ 423، والحاكم 1/ 203،205 من طرق عن حماد بن سلمة به بلفظه.
*وأخرجه أحمد 2/ 510، وابن جرير 2/ 175 عن أحمد بن إسحاق الأهوازي، والبيهقي 4/ 218 من طريق أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن أحمد الرياحي، (أحمد، والأهوازي، والنرسي، والرياحي) عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظه، لكن زاد أحمد، والأهوازي، والرياحي في حديثهم: " وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر ".
*وعلقه ابن حزم في المحلى 6/ 233 عن حماد بن سلمة،عن حميد،عن أبي رافع أو غيره،
عن أبي هريرة موقوفاً بلفظ:" أنه سمع النداء، والإناء على يده، فقال: أحرزتها ورب الكعبة ".
*وأخرجه أحمد 2/ 423 عن غسان بن الربيع البصري،عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد، عن الحسن مرسلاً بلفظه.
الحكم عليه:
إسناد أبي داود متصل ورجاله ثقات،سوى محمد بن عمرو، فإنه صدوق له أوهام.
وحديث الباب صححه الحاكم، وجوّد إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة 1/ 52.
وقال أبو حاتم الرازي – كما في العلل لابنه 1/ 123 - 124، 256 - 257 عن طريق حماد عن محمد بن عمرو: " ليس بصحيح "، ولم يبين أبو حاتم سبب ذلك، وهناك أسباب يمكن أن يعزى إليها عدم تصحيحه للحديث وهي:
1 – تفرد حماد عن محمد بن عمرو بن علقمة بالحديث.
2 – رواية الحديث عن حماد على أوجه مختلفة وهي أربعة – كما تقدم في التخريج.
3 – خطأ حماد في الإسناد الآخر، وهو روايته عن عمار بن أبي عمار، قال أبو حاتم:
" أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة " ا هـ.
فهذه إشارة من أبي حاتم إلى وهم حماد في رفعه – والله أعلم – ويؤيد هذا أن حماداً قد اختلف عليه – كما تقدم – فكأنه لم يضبط هذا الحديث.
وأما قول شعبة: كان حماد يفيدني عن عمار بن أبي عمار، وقول ابن المديني: هو أعلم الناس بثابت، وعمار بن أبي عمار – كما في السير 7/ 445،446 – فلا ينافى ما ذهب إليه أبو حاتم من تعليل الوجه المرفوع، إذ يحمل ثناء شعبة وابن المديني عليه على العموم، وكلام أبي حاتم مستثنى من هذا العموم ليتم الجمع بين أقوال الأئمة ما دام ذلك ممكناً.
هذا، وقد جاء معنى هذا الحديث عن جماعة من الصحابة ومنهم:
1 – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أخرجه أحمد 3/ 348 من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن الرجل يريد الصيام، والإناء على يده ليشرب منه، فيسمع النداء؟ قال جابر: كنا نتحدث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ليشرب ".
وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن الهيعة، وقد تقدم الكلام عليه مراراً، ولم أقف على من تابعه.
2 – بلال بن رباح رضي الله عنه:
أخرجه أحمد 6/ 12 وغيره من طريق أبي إسحاق السبيعي،عن عبد الله بن معقل المزني، وفي 6/ 13 من طريق شداد مولى عياض بن عامر، كلاهما (عبد الله، وشداد) عن بلال ـ رضي الله عنه – " أنه جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يؤذنه بالصلاة، فوجده يتسحر في مسجد بيته " هذا لفظ حديث شداد.
وإسنادا الإمام أحمد فيهما ضعف، أما الطريق الأول، ففيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، ولم أقف له على طريق صرّح بالسماع، وأيضاً فلم أقف على ما يبين إداراك عبد الله بن معقل لبلال.
وأما الطريق الثاني فهو منقطع، لأن شداداً لم يدرك بلالاً، كما قال أبو داود وغيره،وهو أيضاً لا يعرف، كما نقله ابن حجر عن الذهبي في تهذيب التهذيب 4/ 291.
ولذا قال الحافظ في التقريب /264: " مقبول، يرسل ".
¥