تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً: كثرة من روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون هذه الزيادة، فقد روى التسليمتين عن النبي صلى الله عليه وسلم غير ابن مسعود جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم سعد ابن أبي وقاص (39)، وابن عمر (40)،وجابر بن سمرة (41)، والبراء (42)، وعمار بن ياسر (43)، وعقبة بن عامر (44)، وطلق بن علي (45)، وغيرهم (46)، وأصح هذه الأحاديث حديث جابر بن سمرة وحديث ابن مسعود وحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع، والثلاثة في مسلم، وحديث سعد ليس فيه بيان كيفية التسليم.

ثانياً: كثرة من روى هذا الحديث عن ابن مسعود غير أبي الأحوص بدون هذه الزيادة، فقد رواه عن ابن مسعود أبو معمر (47)، غير أنه لم يبين كيفية التسليم، ورواه الأسود علقمة (48)، ورواه مسروق بن الأجدع (49)، لكنه من رواية جابر الجعفي عن أبي الضحى عنه وجابر ضعيف إلا أن الراوي عنه شعبة وسفيان، ومن روى حديث مسروق عن غير جابر الجعفي فقد أخطأ.

هذه أمثل روايات هذا الحديث عن ابن مسعود،وقد روي عن غير هؤلاء عنه، وليس في شيء من هذه الروايات ذكر لهذه الزيادة.

ثالثاً: كثرة من روى حديث ابن مسعود عن أبي إسحاق السبعي، بدون ذكر هذه الزيادة، فقد رواه عن أبي إسحاق أيضاً خمسة من أصحابه لم يختلف عنهم في إسناده ولا متنه متابعين في ذلك ما ذكرت أنه الصواب عن الثوري وعمر بن عبيد وأبي الأحوص: وهم: الحسن بن صالح (50)، ومعمر (51)، وزائدة (52)، وشريك (53)، وعلي بن صالح (54).

وتابعهم على المتن جماعة،واختلف عنهم في الإسناد،وهم: زهير بن معاوية وإسرائيل ويونس بن أبي إسحاق وأبو الأحوص وإبراهيم بن طهمان وأبو بكر بن عياش وأبو ملك عبد الملك بن الحسين وخالد بن ميمون ويوسف بن إسحاق وحديج بن معاوية وأبو وكيع (55).

فعدة من روى هذه الحديث عن أبي إسحاق ثمانية عشر راوياً، كلهم متفقون على عدم ذكر هذه الزيادة في المتن، وإن اختلفوا في الإسناد، سوى ثلاثة؛ اختلف على اثنين منهم أصحابهما، أعنى الثوري وأبا الأحوص،وأكثر أصحابهما وأحفظهم على عدم ذكر هذه الزيادة،واختلفت النسخ عن الثالث أعني عمر بن عبيد في إثبات هذه الزيادة وعدم إثباتها عن بعض أصحابه عنه، بينما لم تختلف النسخ في عدم إثبات هذه الزيادة عن جل أصحابه وأحفظهم عنه.

رابعاً: أن من فضَّل في روايات هذا الحديث من الأئمة كأبي داود (56)،والدارقطني (57)،والطبراني (58)، مع ما عرف عنهم من الاعتناء التام بذكر أوجه الاختلاف والزيادات في الروايات (59)، لم يذكروا هذه الزيادة عن أحد من رواة هذه الحديث مع أنهم ذكروا روايات من رويت عنهم هذه الزيادة.

خامساً: أن شعبة بن الحجاج كان ينكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعاً،ولذلك لم يخرجه البخاري أصلاً ولم يخرجه مسلم عن طريق أبي إسحاق.

الحديث الثاني: حديث وائل بن حجر

روى هذا الحديث سلمة بن كهيل، وأختلف عنه فرواه سفيان (60)، و العلاء بن صالح (61)، ومحمد بن سلمة بن كهيل (62)، عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ فاتحة الكتاب جهر بآمين. قال: وسلم عن يمينه وعن يساره حتى رأيت بياض خده.

وخالفهم شعبة في الإسناد والمتن؛ فقال عن سلمة عن أبي العنبس عن علقمة عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: " ولا الضالين" قال: " آمين " فأخفى بها صوته، ووضع يده اليمنى على يده اليسرى، وسلم عن يساره.

نصوص النقاد في بيان خطأ شعبة في هذه الرواية

وهكذا رواه جماعة عن شعبة (63)، وهو المحفوظ عنه، ولذلك خطأه الحفاظ؛ فقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول حديث سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل في هذا الباب أصح من حديث شعبة، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع؛ قال: " عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس "، وإنما هو " حجر بن عنبس "، وكنيته: أبو السكن. وزاد فيه: " عن علقمة بن وائل "، وإنما هو: " حجر بن عنبس عن وائل بن حجر "، ليس فيه " علقمة "، وقال: " وخفض بها صوته "، والصحيح: " أنه جهر بها ".

وسألت أبا زرعة؛ فقال: حديث سفيان أصح من حديث شعبة، وقد رواه العلاء بن صالح (64)، وقال مسلم: " أخطأ شعبة في هذه الرواية، حين قال: وأخفى صوته " (65).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير