تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهولم يوافق الثقات في هذا الحديث، فلا يحسن هذا الحديث بحال.

وقد ضعفه الذهبي كما مر، وكذلك العراقي كما أورده الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين) (8/ 596) فنقل عن العراقي قوله:-

" فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري ".

قلت: وهذا هو الراجع عندي، وإن حسنه الفضلاء، والله أعلم.

قلت: الأخ الفاضل المبارك (هل تذكر ما قلته من قبل عن اسمك؟ هذه دعابة لك)، والله إني لأحبك في الله عز وجل.

الأخ الفاضل: جزاك الله خيرا على ما قدمت، وأيضا لأنك جعلتني أعيد النظر في هذا الحديث، وظهر لي وهم فيه يأتي ذكره، ولكن لي بعض الملاحظات منها:

أولا: أما يكفيك تضعيف من سبقنا من المتقدمين في تضعيف هذا الحديث؟

فقد أورده ابن حبان في (الجروحين) في ترجمة علي بن مسعدة.

وابن عدي في (الكامل)

وكذا الذهبي في (ميزان الاعتدال)

وأيضا قوله السابق ذكره في (التلخيص) وغيرهم ممن ضعف الحديث.

وأيضا ممن ضعفه من المعاصرين كما تعلم.

ثانيا: لماذا قارنت بين قول البخاري: "فيه نظر"، وقوله: "سكتوا عنه "؟

أليس قوله: "فيه نظر" تضعيفا له؟ هل توافقني على ذلك أم لا؟

وصنيعك هذا (على قولك) يشبه من يقارن بين قول العالم "ضعيف جدا" و "ضعيف"، نعم الأول أشد، ولكن هل الثاني تضعيف أم لا؟

وقد تفضل محمد الأمين بنقل بعض التوضيح لهذه القاعدة عند العلماء من قول البخاري: "فيه نظر"، فجزاه الله خيرا.

ثالثا: وجدت الألباني قد حسن حديثا أخر له في (الصحيحة) [2841]، وكأنه يقبل حديثه، وهذا كان ظني، ولكن وجدته قد ضعف حديث "الإسلام علانية، والإيمان في القلب"، فقال في (شرح العقيدة الطحاوية) (هامش رقم 427): [إسناده ضعيف، فيه علي بن مسعدة، قال العقيلي في (الضعفاء): قال البخاري: "فيه نظر"، وقال عبد الح الأزدي في (الأحكام الصغرى) (ق 3/ 2): "حديث غير محفوظ"].

وقال [434]: [ضعيف كما سبق آنفا].

قلت: وقد وقع في (الإبانة)، وذكره الذهبي في (التاريخ) على أنه حديث واحد بإسناد واحد، فما يقال في طرفه الأول يقال في الطرف لأخر.

رابعا: قد وهمت في عزوي للحديث لزهد أحمد، والصواب ما ذكره التطواني فهو ليس مرفوعا، وراجع كلامه.

خامسا: وهم من ظن أن قتادة لم يسمع من أنس رضي الله عنه، بل روايته عنه في الصحيحين وغيرهما فقد روى البخاري وحده (200)، ومسلم (219) [بالمكرر] من الأحاديث من طريق قتادة عن أنس، وحقا والله سبحان من لا يسهو.

سادسا: قد اتهم قتادة بالتدليس، ولكن علة تفرد علي بن مسعدة أشد من القول بتضعيف الحديث بتدليس قتادة.

سابعا: أقول هنا كما يقول غيري في كثير من الأحاديث، أين أصحاب قتادة على كثرتهم من هذا الحديث؟؟؟

ثامنا: العجب من ابن الغرس حيث قال: صحيح!!

نقله العجلوني في (كشف الخفاء) [1969] حيث قال: " قال في التمييز: أخرجه الترمذي وابن ماجه وسنده قوي، وقال ابن الغرس: صحيح، وقيل: ضعيف "

وقال الزبيدي في (الإتحاف) (8/ 596): "وفي أمالي أبي زرعة: حديث فيه ضعف"

قال الزبيدي: "فكأنه تبع فيه والده "

تاسعا: لم أكن أول من يضعف الحديث، بل آخذ بقول من ضعفه، وقد ذكر لك خليل بن محمد قول الإمام أحمد عن الحديث، فقد قال: هذا حديث منكر.

أخيرا: العبد الفقير يطلب منك أن تسأل العلماء المعاصرين عن هذا الحديث، أمثال الحويني ومشهور والهلالي وغيرهم من المعاصرين المشهود لهم بالعلم والصلاح - ولا نزكي على الله أحدا - ولا أعلم قولهم في هذا الحديث، ولكن ظني أنهم سيضعفونه، والله أعلى وأعلم، وأخبرني بقولهم جزاك الله خيرا.

هذا ويسعدني دائما النقد البناء المخلص لبيان الحق، والحمد لله وحده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير