قلت: ((فائدة: ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/723): ((قال الذهبي في الكاشف: ((وثِّق)).
قلت ـ يعنى الألبانى ـ: يشير إلى أن ابن حبان وثَّقه، وأن توثيقه هنا غير معتمد، لأنه يوثِّق من لا يعرف، وهذا اصطلاح منه لطيف، عرفته منه في هذا الكتاب، فلا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده، كما يتوهم بعض الناشئين في هذا العلم)).
وأقول: يا أخى الكريم. لماذا خصصت هذا القول بقولك ((فائدة))، فإن كنت تعتقده فائدة، فاعلم أنه من الأقوال التى ردها أكثر فضلاء زماننا على الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ ولم يذعنوا لقبوله، بل حكموا بخطئه وبعده عن واقع الأمر وحقيقته، وأنا كذلك أقول. ولا يغيبن عنك، أخى الكريم، أن ((علم الجرح والتعديل)) من الدين، وأساس هذا العلم معرفة معانى مصطلحات القوم وأحكامهم، ولا ينبغى لمن أراد التميز والنبوغ أن ينقاد فيه لكل قولٍ استناداً إلى وجاهة قائله، وكم أفسد التقليد رجالاً لولاه لكانوا أئمة يقتدى بهم.
فاعلم إن كنت لا تعلم، واشدد بكلتا يديك على هذا الإيضاح، واجعله من فوائد المطارحات الهادفة النافعة، أن الحافظ الذهبى أطلق هذا الاصطلاح ((وُثِقَ)) على جماعةٍ كثيرين من الثقات الذين خرَّج لهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وأنا ذاكر لك منهم عشرة فقط للدلالة على صدق قولى، وكبرهانٍ بيِّنٍ على خطأ المقال الآنف نقله، والذى وصفته بالفائدة:
(1) خليفة بن كعب التميمى أبو ذبيان البصرى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 375/1410): وثق.
(2) صفوان بن يعلى بن أمية التميمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 504/2409): وثق.
(3) صلة بن زفر العبسى أبو العلاء الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 505/2414): وثق.
(4) عباد بن موسى الختلى أبو محمد الأبناوى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 532/2576): وثق.
(5) عبيد الله بن عبد الله بن أبى ثور القرشى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 681/3560): وثق.
(6) عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب التيمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 83/4194): وثق.
(7) محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبى طالب الهاشمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 206/5082): وثق.
(8) محمد بن النعمان بن بشير بن سعد أبو سعيد الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 227/5188): وثق.
(9) ميسرة بن عمار الأشجعى الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 310/5753): وثق.
(10) هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 336/5963): وثق.
فهؤلاء عشرة من ثقات رجال ((الصحيحين))، وصفهم الحافظ الذهبى بقوله عن كل واحد منهم ((وثق)). فهل بقيت، أخى الكريم، على اعتقادك وتصديقك أنه ((لا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده))، كما قال الشيخ الألبانى ـ عفا الله عنه وطيَّب ثراه ـ!!.
وأزيدك إيضاحاً بذكر أحاديث واحدٍ منهم، وليكن ميسرة الأشجعى، وله عندهما حديثان. وقبل ذا، إليك توثيقه، فقد قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 253): ((ميسرة بن عمار، ويقال ابن تمام الأشجعي كوفى. روى عن: أبى حازم، وسعيد بن المسيب، وأبى عثمان النهدي، وعكرمة. روى عنه: الثوري، وزائدة، وأسباط بن نصر، وأبو داود عيسى بن مسلم الطهوي. سئل أبو زرعة عن ميسرة بن عمار، فقال: كوفى ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 484). وقال الحافظ العسقلانى ((التقريب)) (1/ 555): ((ثقة)).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 05 - 04, 01:54 ص]ـ
أبعد النجعة محقق " الترغيب " لابن شاهين، وهو صالح الوعيل، فقال: " أخرجه أحمد في المسند 2/ 192، ورجاله رجال الصحيح "!!
وله أخطاء كثيرة في تعليقه على هذا الكتاب.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 05 - 04, 01:59 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
الكاتب: أبو محمد الألفى
فاعلم أنه من الأقوال التى ردها أكثر فضلاء زماننا على الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ ولم يذعنوا لقبوله، بل حكموا بخطئه وبعده عن واقع الأمر وحقيقته، وأنا كذلك أقول.
قلت - أبوالمنهال -: من غيركم رد على الشيخ في ذلك؟