ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 09 - 02, 01:48 ص]ـ
الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها في السلسلة الصحيحة (7) الحلقة الثانية.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث السادس:
1/ متنه: عن أبي رمثة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((أصاب الله بك يا بن الخطاب)) "صحيح لغيره".
وله قصة وهي:
عن الأزرق بن قيس -رحمه الله- قال: صلى بنا إمام لنا يكني أبا رمثة، فقال: صليت هذه الصلاة أو مثل هذه الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه، وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ثم سلم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خديه، ثم انفتل كانفتال أبي رمثة -يعني نفسه-، فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع، فوثب إليه عمر، فأخذ بمنكبه فهزه، ثم قال: اجلس، فإنَّه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- بصره، فقال: ((أصاب الله بك يا بن الخطاب)).
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه في: "ضعيف أبي داود"، ومشكاة المصابيح (1/ 306 - 307).
3/ تراجع عن تضعيفه فصححه في السلسلة الصحيحة (7/ 523 - 524).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [ ... وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"! ورده الذهبي بقوله: "قلت: المنهال ضعفه ابن معين،وأشعث فيه لين، والحديث منكر".
قلت: وبهما أعله المنذري في "مختصر السنن" ولذلك كنت أوردته في "ضعيف أبي داود"، فلما وقفت على متابعة شعبة وعبد الله بن سعيد الفزاري لهما على الشطر الثاني من حديثهما؛ قررت نقله إلى "صحيح أبي داود"؛ لأن الشطر الأول منه ليس فيه كبير شيء مع كونه موقوفاً، وكذلك كنت ضعفته في تعليقي على المشكاة (1/ 306 - 307)، فليصحح إذن بالطريق الأولى؛ والله ولي التوفيق، وهو الهادي لا إله إلا هو].
4/ التعليق: لفظ حديث الشاهد الذي صحح به الشيخ حديث أبي داود هو:
عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى العصر، فقام رجل يصلي [بعدها]، فرآه عمر، [لفأخذ بردائه أو بثوبه]، فقال له: اجلس؛ فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أحسن (وفي رواية: صدق) ابن الخطاب)).
فائدة: حديث أبي داود من طريق أشعث بن شعبة عن المنهال عن الأزرق ..
وقد توبع أشعث؛ تابعه عبد الصمد بن النعمان عند الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 316رقم2088). ولم يذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- هذه المتابعة في الموضع المذكور.
فآفته المنهال بن خليفة.
الحديث السابع:
1/ متنه: عن الأسود بن سريع -رضي الله عنه- قال: [كنت شاعراً فـ] أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، قد مدحت الله بمحامد ومِدَح وإياك.
فقال: ((أما إن ربك يحب الحمد - (وفي لفظ: المدح) -)). هات ما امتدحت به ربك.
قال: فجعلت أنشده، فاستأذن رجل طوال أصلعٌ، فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اسكت))، فدخل، فتكلم ساعة، ثم خرج، فأنشدته، ثم جاء فسكتنى، ثم خرج، فعل ذلك مرتين أو ثلاثاً.
فقلت: من هذا الذي سكتنى له؟ قال: ((هذا رجل لا يحب الباطل، [هذا عمر بن الخطاب])). "حسن صحيح"
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه بِـ"تَمَامِهِ" في: ضعيف الأدب المفرد (55/ 342)، والضعيفة (6/ 469 - 470رقم2922)، وأشار إلى ضعفه في "تحريم آلات الطرب" (ص/123).
3/ تراجع الشيخ عن تضعيفه فصححه في الصحيحة (7/ 544 - 547).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [والحديث جزم شيخ الإسلام ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص291) بنسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكنت قد أشرت إلى ضعفه في "تحريم آلات الطرب" (ص123)، وجزمت في "ضعيف الأدب المفرد" (55/ 342) أنه ضعيف بهذا التمام، وأحلت على "الضعيفة" (2922)، ولم أكن وقفت –حينذاك- على متابعة الزهري لابن جدعان، فسبحان من قد أحاط بكل شيء علماً، والمعصوم من عصمه الله.].
4/ التعليق: متابعة الزهري التي ذكرها الشيخ عزاها للطبراني في المعجم الكبير فيضاف إليه: أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 46).
الحديث الثامن:
¥