تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن عمرو الفقيمي إلا عمرو بن عبد الغفار".

وهذا سند موضوع؛ عمرو بن عبد الغفار الفقيمي الكوفي رافضي كان يتهم بوضع الأحاديث في فضائل أهل البيت كما في ترجمته من لسان الميزان (4/ 369)، وأحمد بن محمد بن سوادة الكوفي يعرف بخشيش، قال فيه الدارقطني: "يعتبر بحديثه، ولا يحتج به"، وقال الخطيب: "ما رأيت أحاديثه إلا مستقيمة" كما في ترجمته من تاريخ بغداد (5/ 10).

3 - عمرو بن ثابت الكوفي: رواه الآجري في كتاب الشريعة (5/رقم1701) من طريق عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق بإسناده سواء مرفوعا.

ثم وجدت ابن قتيبة الدينوري قد رواه في المعارف من طريق أبي عتاب سهل بن حماد

قلت: سنده واه؛ عباد بن يعقوب هو الأسدي الرواجني رافضي جلد، وهو وإن كان صدوقا، فقد قال فيه ابن عدي في الكامل (4/ 384): "روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم". وشيخه عمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام الكوفي رافضي شتام، واختلف فيه اختلافا كثيرا، والأقرب أنه ضعيف إلى الترك أقرب، وتراجع ترجمته في تهذيب التهذيب (8/ 9).

وقد خولف عباد الرواجني فيه، فرواه الطبراني في الأوسط (5536) من طريق علي بن حكيم الأودي -وهو ثقة صدوق-، عن عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن حنش ابن المعتمر، عن أبي ذر مرفوعا نحوه.

فقال بدل أبي إسحاق السبيعي: سماك بن حرب، ولعل هذا الاضطراب في تسمية شيخ عمرو بن ثابت من عمرو نفسه، فقد تقدم أنه ضعيف.

وقد خولف المفضل بن صالح وعمرو بن ثابت؛ فرواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل حدثه، عن حنش، قال: رأيت أبا ذر فذكر الحديث.

قلت: وهذه الرواية أولى، فإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من الأثبات كان قائد جده، وكان يحفظ حديثه، وهو من المقدمين فيه، كما في تهذيب التهذيب (1/ 230). وقد رجح طريق إسرائيل الدارقطني في العلل (6/ 236/س1098).

تبين من هذا الإسناد أن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع هذا الحديث من حنش بن المعتمر، إنما رواه عنه بواسطة، فيبقى السند ضعيفا، لجهالة الرجل المبهم، وكذلك لانقطاعه بين حنش وأبي ذر، ولا تغتر بتصريح بالسماع، فالسند إليه ضعيف، وأبو ذر الغفار توفي في عهد عثمان.

يتبع ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتمة الموضوع:

وللحديث طرق أخرى واهية عن أبي ذر الغفاري لا بأس بذكرها:

1 -

الطريق الأولى: رواه الآجري في كتاب الشريعة (5/رقم1700) من طريق سيار بن حاتم، جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي هارون العبدي، قال: حدثني شيخ، قال سمعت أبا ذر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي ... الحديث)).

وسنده ضعيف جدا؛ فيه أبو هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين، قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (ص408): "متروك مشهور بكنيته، ومنهم من كذبه".

وشيخ أبي هارون العبدي المبهم لا يدرى من هو، ويحتمل أن يكون حنش بن المعتمر الكناني، والله أعلم.

2 -

الطريق الثانية: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538)، والبزار في مسنده (9/رقم3900)، وابن عدي في الكامل (2/ 306)، والطبراني في الكبير (3/رقم2636) و (12/رقم12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 273 - 274)، وابن الشجري في الأمالي (1/ 151) من طرق عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال)).

قال البزار: "هذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا عن أبي ذر من هذا الوجه، ولا نعلم تابع الحسن بن أبي جعفر على هذا الحديث أحد".

وقال ابن عدي -وذكر له نفس الحديث عن ابن عباس-: "وهذان الإسنادان، لا يرويهما غير الحسن بن أبي جعفر".

قلت: وهذا سند ساقط بمرة، الحسن بن أبي جعفر الجفري مجمع على تركه، ينظر ميزان الاعتدال (2/ 228).

وعلي بن زيد بن جدعان البصري، متكلم فيه من جهة حفظه.

وسعيد بن المسيب لم يسمع من أبي ذر شيئا كما في جامع التحصيل للعلائي (ص184).

3 -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير