تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث فيه ذكر بياض الأسود في الجنة]

ـ[المظفري]ــــــــ[08 - 09 - 02, 06:36 ص]ـ

عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعلمت مثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ قال نعم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ومن قال سبحان الله وبحمده كتبت له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون [ألف] حسنة فقال رجل كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل ولو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته ونزلت هذه السورة هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إلى قوله وملكا كبيرا قال الحبشي وإن عينَيّ لتريان ما ترى عيناك في الجنة؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم، فاستبكى حتى فاضت نفسه قال بن عمر لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده.

الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 436 (في مسند ابن عمر منه) - وعنه أبو نعيم في الحلية 3/ 319 - من طريق أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عمر، وسقط من سند المعجم الكبير ذكر عطاء، وذكره ابن حبان في المجروحين 1/ 170 ووقع عنده عن عطاء عن ابن عباس وكذا ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/ 320، وعطاء هو ابن أبي رباح.

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، تفرد به عفيف عن أيوب بن عتبة اليمامي، وكان عفيف أحد العباد والزهاد من أهل الموصل كان الثوري يسميه الياقوتة.

وعزاه إلى الطبراني كل من ابن كثير في تفسيره سورة الدهر 4/ 458 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 420 والمناوي في فيض القدير 2/ 435 والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 473، وذكره القرطبي في تفسيره 19/ 148 ولم يعزه إلى أحد

وقال ابن كثير: " وقد روى الطبراني ههنا حديثا غريبا جدا .. " ثم ذكر الحديث

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " رواه الطبراني وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف "

وذكره الذهبي ثم قال " قال ابن حبان وهذا باطل "، وترجم لأيوب بن عتبة هذا في السير 8/ 236 والميزان 1/ 462، وقال في الميزان " قال ابن حبان يخطئ كثيرا فمن ذلك عن عطاء عن ابن عباس فذكر هذ الحديث ثم قال ابن حبان باطل ".

ولفظ ابن حبان في كتابه المجروحين: " كان يخطئ كثيرا ويهم شديدا حتى فحش الخطأ منه ".

وأيوب بن عتبة من رجال سنن ابن ماجه، لم يرو له غيره من أصحاب الكتب الستة، وقيل إن من تفرد بالرواية عنهم ابن ماجه يغلب أن يكونوا ضعفاء.

وقد ضعف الأئمة أيوب بن عتبة: قال فيه ابن المديني والنسائي ويعقوب بن سفيان وأحمد وابن معين: ضعيف، ولكن قال أحمد في رواية عنه ثقة إلا أنه لا يقيم حديث يحيي بن أبي كثير، وقال ابن معين في رواية عنه لا بأس به وقال ابن عدي في حديثه بعض الإنكار وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو زرعة حديث أهل العراق عنه ضعيف ويقال إن حديثه باليمامة أصح (تهذيب الكمال 3/ 484 - 487، وانظر تقريب التهذيب /118)

قلت: فيمكن حمل ما تقدم من تحسين القول فيه عن أحمد وابن معين على خصوص حديثه باليمامة، والله أعلم، وأما هذا الحديث فهو من رواية أهل العراق عنه لأنه من رواية عفيف بن سالم الموصلي عنه، فالخلاصة أن الحديث ضعيف الإسناد، مع ما في متنه من النكارة

ولا ننس أن الجنة دار الحسن ويعطى فيها الإنسان ما تشتهيه نفسه ولكن الشأن في ثبوت هذه الألفاظ عنه صلى الله عليه وسلم

ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:38 م]ـ

جزاك الله خيرا ونفع بك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير