- ثانيا: تخريج الأحاديث جاء من عالم شهد له القاصي والداني برسوخه في علم الحديث في هذا العصر وهو العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -، وقد خرج هذه الأحاديث في المجلد العاشر – القسم الثاني – من السلسلة الضعيفة وأفرد عنوانا لهذه الأحاديث:
أحاديث في فضل علي رضي الله عنه من كتاب " المراجعات ".
ولم اقتصر على ما في المجلد العاشر فقط، بل هناك تخريجات أخرى في مواطن من الضعيفة وغيرها أضفتها أيضا، وستجدونها في ثنايا البحث.
- ثالثا: حاجة أهل السنة من طلبة العلم وغيرهم لمثل هذا التخريج، وخصوصا بعض المواقع في " الشبكة العنكبوتية "، والتي كان الهدف منها فضح ما عند الرافضة من الزور والكذب.
- رابعا: ابتغاء الأجر من الله في نشر هذه الأحاديث لكي يكون المسلم السني على بينة من تدليس الرافضة، وأن لا يغتر بما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- خامسا: سأضع بعض التعليقات إذا وجدت إلى ذلك سبيلا مما تحقق الفائدة.
- سادسا: سأضع رقما متسلسلا لهذه الأحاديث، وبجانبه رقم الحديث في السلسلة الضعيفة.
وأسأل الله أن يتقبل منا هذا العمل، وأن يجعله خالصا لوجهه. آمين.
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكِتَابِ " الْمُرَاجَعَات "
1/ 893 - من سره أن يحيا حياتي، و يموت ميتتي، و يتمسك بالقصبة الياقوته التي خلقها الله بيده، ثم قال لها: " كوني فكانت " فَلْيَتَولَّ علي بن أبي طالب من بعدي.
موضوع. رواه أبو نعيم (1/ 86، 4/ 174) من طريق محمد بن زكريا الغلابي: ثنا بشر بن مهران: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة موقوفا. وقال: " تفرد به بشر عن شريك ".
قلت: هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه.
وبشر بن مهران قال ابن أبي حاتم: " ترك أبي حديثه ". قال الذهبي: " قد روى عنه محمد بن زكريا الغلابي، لكن الغلابي متهم ".
قلت: ثم ساق هذا الحديث. والغلابي قال فيه الدارقطني: " يضع الحديث ". فهو آفته.
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 387) من طرق أخرى، وأقره السيوطي في " اللآلي " (1/ 368 - 369)، وزاد عليه طريقين آخرين أعلهما، هذا أحدهما وقال: " الغلابي متهم ". وقد روي بلفظ أتم منه وهو
2/ 894 - من سره أن يحيا حياتي، و يموت مماتي، و يسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، و ليوال وليه، و ليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم الله شفاعتي.
موضوع. أخرجه أبو نعيم (1/ 86) من طريق محمد بن جعفر بن عبد الرحيم: ثنا أحمد ابن محمد بن يزيد بن سليم: ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى – أخو محمد بن عمران -: ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال: " وهو غريب ".
قلت: وهذا إسناد مظلم، كل من دون ابن أبي رواد مجهولون، لم أجد من ذكرهم، غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر، قال ابن أبي خاتم (1/ 1/73): " كتبنا عنه وهو صدوق ". وله ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (2/ق 113 - 114).
وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات، التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في إثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها، وهي فضيلة علي رضي الله عنه.
ثم الحديث عزاه في " الجامع الكبير " (2/ 253/1) للرافعي أيضا عن ابن عباس. ثم رأيت ابن عساكر أخرجه في " تاريخ دمشق " (12/ 120/2) من طريق أبي نعيم ثم قال عقبه: " هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين ".
قلت: وكيف لا يكون منكرا وفيه مثل ذاك الدعاء! " لا أنا لهم الله شفاعتي " الذي لا يعهد مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يناسب مع خلقه صلى الله عليه وسلم ورأفته ورحمته بأمته.
¥