وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب " المراجعات " عبد الحسين الموسوي نقلا عن كنز العمال (6/ 155 و 217 - 218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد، معرضا عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي!
وكم في هذا الكتاب " المراجعات " من أحاديث موضوعات، يحاول الشيعي أن يوهم القراء صحتها، وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على مذهبهم! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في فضل علي رضي الله عنه، بل حشر كل ما روي فيه! وعلي رضي الله عنه كغيره من الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع القواعد في " مصطلح الحديث " يكون التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات، ثم اعتمدوا جميعا على ما صح منها، لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات المسائل المختلف فيها بينهم، أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم، بل كل محاولة في سبيل ذلك فاشلة. والله المستعان.
3/ 895 - لاتسبوا عليا؛ فإنه ممسوس في ذات الله تعالى.
ضعيف جدا. رواه أبو نعيم في " الحلية " (1/ 68): حدثنا سليمان بن أحمد: ثنا هارون بن سليمان المصري: ثنا سعد بن بشر الكوفي: ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه مرفوعا.
قلت: وهذا سند واه جدا، مسلسل بعلل عدة:
الأولى: إسحاق بن كعب فإنه " مجهول الحال " كما قال ابن القطان والحافظ.
الثانية: يزيد بن أبي زياد وهو الدمشقي، قال الحافظ: " متروك ".
الثالثة: سعد بن بشر الكوفي لم أعرفه، وأخشى أن يكون وقع في اسمه تحريف، فقد أورد الحديث الهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/ 130) وقال: " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه سفيان بن بشر أو بشير، متأخر، ليس هو الذي روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي بعضهم ضعيف ".
الرابعة: هارون بن سليمان المصري لم أجد من ذكره.
ومما سبق تعلم تقصير الهيثمي في الكلام عليه، والإفصاح عن علله التي تقضي على الحديث بالضعف الشديد، إن سلم من الوضع الذي يشهد به القلب، والله أعلم.
4/ 4881 – " هَذا عليٌّ قَدْ أَقْبلَ في السَّحابِ ".
موضوع. أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (ص124) عن مَسعدَةَ ابن اليَسَعِ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال:
كسا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عِمامةً – يقال لها: السَّحَاب -؛ فأقبل علي رضي الله عنه وهي عليه فقال صلى الله عليه وسلم: ... فذكره. فحرَّقها هؤلاء فقالوا: عليٌّ في السحاب!
قلت: وآفته مسعدة هذا؛ قال البخاري في " التاريخ " (4/ 2/26):
" قال أحمد: ليس بشيء، خرقنا حديثه، وتركنا حديثه منذ دهر ". وقال الذهبي: " هالك. كذبه أبو داود ".
ثم ساق له حديثين مما أُنكر عليه؛ هذا أحدهما، لكنه ذكر فيه أن قوله في آخره: فحرَّفها هؤلاء ... ؛ هو من قول جعفر عن أبيه.
وقد أورد الحديث الشيخ أبو الحسين المَلَطِيُّ الشافعي في كتابه: " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " في " باب ذكر الرافضة وأصنافهم واعتقادتهم " (ص 19 – 20) فقال عقبه:
" فتأولوه – هؤلاء – على غير تأويله ".
5/ 4882 – " أُوصِي مَنْ آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوَلايَةِ عَلِيَّ، فَمَنْ تَوَلاهُ تَوَلانِي، ومن تَوَلانِي فَقَدْ تَولَّى الله ".
ضعيف جدا. أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " (12/ 120/1) من طريق الطبراني: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: نا أحمد بن طارق الوابِشِي: نا عمرو بن ثابت عن محمد بن أبي عُبَيْدةَ بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه أبي عبيدة عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه مرفوعا.
ثم روى من طريق آخر عن عبد الوهاب بن الضحاك: نا ابن عَيَّاش عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي عبيدة به.
ومن طريق ابن لهعية: حدثني محمد بن عبيد الله به.
ثم أخرجه من طريقين آخرين عن أبي رافع به. ولفظ الترجمة لهذه الطرق.
وأما لفظ الطبراني؛ فهو:
¥