حديث التكبير الذي قيل إن البزي تفرد به ليس كذلك، بل ورد بسند جيد رواه الخليلي في الإرشاد، ونقله العلامة الحويني في تنبيه الهاجد - الجزء الرابع وصححه الشيخ هناك، فلعل بعض الإخوة ينقل لنا نص كلامه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 06:02 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا على رفع مثل هذا الموضوع فهو من الزمن الجميل.
ثم جزاك الله خيرا على إضافتك، وليت من يتيسر له تنبيه الهاجد أن ينقل كلام الشيخ الحويني.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[22 - 10 - 04, 11:21 ص]ـ
رجعت لنتبيه الهاجد فكان فيه ما يلي (ص349 رقم 355) ط.1 مكتبة البلاغ - دبي:
وأخرج الحاكم في المستدرك (3/ 304) من طريق أحمد بم محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت (والضخى) قال لي: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، وأخبرني عن عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمر بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تكلم فيه.
وأخرجه المخلص في الفوائد ومن طريقه الذهبي في الميزان (1/ 145) من طريق ابن صاعد ثنا البزي أحمد بن محمد بن القاسم به.
قال الذهبي: هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي، قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
ومعنى كلام الذهبي أن البزي تفرد به.
وقد صرح بذلك ابن كثير في تفسيره (8/ 445) فقال: فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي من ولد القاسم بن أبي بزة، وكان إمام في القراءات، فأما في الحيث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي وقال: لا أحدث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث.
قلت - والكلام للحويني -: رضي الله عنكما
فلم يتفرد به البزي فقد تابعه الإمام الشافعي رحمه الله قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فذكر مثله.
أخرجه أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (ص427 - 428) قال: حدثنا جدي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا الشافعي به.وهذا سند جيد
وقال ابن كثير أيضا: حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة فقال له: أحسنت وأصبت السنة، وهذا يقتضي صحة هذا الحديث.
قلت - والكلام للحويني -: فواضح أن ابن كثير لم يقف على رواية الشافعي المسندة في ذلك، وإنما صحح الحديث بناء على قول الشافعي " أصبت السنة " وتصحيح الحديث بمثل هذا القول فيه نظر لا يخفى على من تأمله والله أعلم
انتهى كلام الحويني بنصه.
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 10 - 04, 02:31 م]ـ
من باب الفائدة كنت قد طرحت هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير
سؤال لأهل التخصص في القراءات؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=620)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 02:45 ص]ـ
الذي يتضح من كلام المصححين والمضعفين أن مناط المسألة هو: قبول رواية البزي فيما هو إمامُ به كقبولها من غيره، فمن قال بذلك فالختم سنة ثابتة عنده، ومن لا فلا.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 10 - 04, 09:07 ص]ـ
أخي الكريم أبا إبراهيم _ وفقه الله _
كلا، ليس مناط المسألة قبول رواية البزي أو عدم قبولها، لأن البزي لم ينفرد به كما أفاد الفضلاء في المشاركات السابقة، فقد أخرجه أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (ص427 - 428) قال: حدثنا جدّي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا الشافعي قال قرأت على إسماعيل بن قسطنطين فلما بلغت سورة الضحى قال: " كبر حتى تختم " ... وساق الحديث بمثل ما رواه البزي.
كذلك أيضاً أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 56) ومن طريقه أخرجه المزي في تهذيب الكمال (24/ 366) بإسناد الخطيب إلى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا الشافعي قال حدثنا إسماعيل بن قسطنطين به.
فاتضح بذلك أن البزي لم ينفرد به!
فالبزي يرويه عن عكرمة عن إسماعيل بن قسطنطين
وابن أبي حاتم يرويه عن ابن عبد الحكم عن الشافعي عن إسماعيل بن قسطنطين به.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 07:58 م]ـ
فضيلة الشيخ أبو خالد السلمي:
قرأت ذلك حفظك الله، وقولي هو على فرض التسليم بأنه تفرد بها البزي كما نُقل.
وجزاك الله خيرا ..
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي أسئلة عما تقدم من الإخوة الأفاضل جزاهم الله خيراً
1 - قال الشيخ الفاضل أبو خالد السلمي في جوابه عن اعتراض ابن تيمية: "ثانيا: لم ينفرد البزي برواية التكبير عن ابن كثير بل رواه عنه أيضا الإمام الشافعي كما سبق"
لكن الذي سبق هو قوله حفظه الله:
"ذكر بعض الحفاظ أن البزي لم يتفرد به بل وافقه الشافعي فقد روي السخاوي * في مسلسلاته بسنده إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه قال قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال قرأت على ابن كثير و ذكر حديث التكبير،وقد روى الحاكم بسنده إلى الشافعي أنه قرأ على إسماعيل قال قرأت على ابن كثير قرأ على مجاهد قرأ على ابن عباس قرأ على أبي بن كعب الذي قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لكن لم يذكر فيه التكبير"
فهذا يظهر منه تأكيد تفرد البزي بالتكبير، إلا إذا كانت الإحالة على "ذكر بعض الحفاظ" لا على ما أسنده السخاوي، فهل من مزيد توضيح لهذه المتابعة؟
2 - إذا نظرنا إلى ما ورد سوى الخبر المرفوع عن المسألة، فهل يمكن لأحد الفضلاء أن يسرد الآثار التي ورد فيها التكبير من غير طريق البزي؟
3 - هل ورد عن أحد من السلف إنكار التكبير في سور الختم؟
أعجبني هذا القول "وإثبات التكبير كإثبات المدود والإمالات والإدغامات، لايحتاج إلى إسناد مرفوع وإلا لأبطلنا القراءات كلها بما فيها رواية حفص الذي كان ضعيفا في الحديث وانفرد بمواضع كثيرة في القراءة التي يقرأ بها عامة الناس اليوم، والله أعلم"
وهو قوي بشرط ثبوت التكبير عن ابن كثير أو عن الصحابة رضي الله عنهم، والله أعلم.
¥