ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[29 - 01 - 05, 04:56 م]ـ
الأخ أحمد الشبلي (ومن الطريف أن أكون مشاركا لك في النسبة) ليس الأمر كما فهمت، فلو رجعت قليلا لوجدت في مشاركتي ومشاركة الشيخ أبي خالد أن الخليلي أسندها من طريق الشافعي ... الخ فارجوك مراجعة ما ذكر أعلاه وقراءته بتمعن.
محبك ابو عبد الباري (الشبلي) ابتسامة.
ـ[الحارثي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 09:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذا الموضوع الماتع حقاً.
ولي ملاحظة ثم اقتراح بناءً عليها:
أما الملاحظة فهي تأكيد لما قاله الإخوة الأفاضل الذين بينوا أنه لا بد أن نسلم للمختصين في كل فن بفنهم وإلا فإن العلم سوف يضيع بين الجهلة وأنصاف المتعلمين!
فكل أهل فن أدرى بفنهم وربما يتواتر عند أهل الفن ما لم يتواتر عند غيرهم كما أكد على ذلك شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمة الله عليه. وهذا أمر مشاهد لا يستطيع أحد إنكاره! فإنك تجد من يهتمون بالعربية مثلاً مجمعين على تلقي اخبار ومعاني تواترت لديهم لم تتواتر عند غيرهم! وكذلك اهل التفسير وأهل الحديث وأهل الأنساب وأهل السير وغيرهم. وحتى أهل الشعر والأدب.
ولذلك فلا بد من الرجوع إلى أهل الاختصاص من القراء وقد سألت أكثر من عالم من علماء القراءة فأكد لي تواتر التكبير (عملياً) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أن هناك إجماع عملي على التكبير، والإجماع العملي أقوى في تقرير أية مسألة من الرواية الخبرية المجردة التي يمكن أن يتطرق إليها احتمال الضعف أو احتمال النسخ!
وقد أجمع القراء على تلقي قراءة ابن كثير إمام أهل مكة في القراءة بالقبول بما فيها التكبير من الضحى إلى آخر القرآن، كما أن التكبير ثابت من وجه عندنا في رواية حفص.
ويكفي هنا ما نقله أحد الإخوة جزاهم الله خيراً عن إمام القراءات ابن الجزري رحمه الله وهو قوله: "اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم و من روى عنهم صحة استفاضت و اشتهرت و ذاعت و انتشرت حتى بلغت حد التواتر" ولا شك أن المقصود بالتواتر هنا التواتر العملي. وتواتر أسانيد القراء فهي لا تحصى. هذا مالدي على ضعف عندي وقلة بضاعة.
أما الاقتراح الذي أقترحه فهو أن نصنف العلوم الشرعية والعلوم التابعة لها والمتعلقة بها كاللغة والتاريخ وغيرهما ونستقرئ ما أجمع عليه أهل كل اختصاص من الناحية العملية أو العرفية وذلك بالاستعانة بأهل الاختصاص أنفسهم. وإذا وافق الإخوة الكرام من المشرفين وغيرهم على ذلك فأرجو أن يوجهوا الدعوة للمختصين للمساهمة في هذا الموضوع وجزاهم الله خيرا.
واضرب مثالاً على ما قلت: فأهل الأنساب مثلاً أجمعوا على نسب رسول الله صلى الله عليه وسل إلى عدنان. ومثلهم أهل السيرة، الذين أجمعوا على تلقي اخبار بعينها عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ومثلهم أهل الحديث كذلك. وأيضاً أهل القراءة أجمعوا على القراءات المتواترة واعتنوا بها وبكيفيات القراءات.
فلماذا لا تصنف العلوم ثم يبحث عن الإجماعات العملية عند أصحابها حتى لا نرى مثل هذه الاستشكالات التي لا يجوز أن نراها أصلاً!
وأذكر أخيراً بأن علم المصطلح قام ليبحث فيما اختلف فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته من حيث القبول أو الرد أما ما أجمع عليه وتواتر علماً أو عملاً فلا يجوز ان يخضع لهذا العلم. وإلا فكم من حديث كان ضعف إسناده واضحاً ولكن الأمة تلقته بالقبول وعملت به منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يدون بهذا الإسناد في دواوين الحديث!
ومن أمثلة ذلك تعليق حافظ المغرب ابن عبد البر -رحمه الله- على حديث: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" فقال في "التمهيد" (16/ 218 - 219): "وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده وهو عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به ولا يخالف في جملته أحد من الفقهاء وإنما الخلاف في بعض معانيه"اهـ.
وقد ذكر كثير من الإخوة جزاهم الله خيراً بإمامنا في القراءة صاحب الرواية التي أطبقت فيما بين الخافقين وهو الإمام حفص -رحمه الله-! أشهر رواة عاصم وأصحهم رواية عند القراء ومع ذلك فهو ضعيف عند المحدثين فهل ترد روايته عن عاصم لأجل ذلك؟!
والحمد لله أولاً وآخراً.