تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التكبير في سور الختم]

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 10 - 02, 08:01 ص]ـ

السلام عليكم

اقتبست لكم هذه النقول من بحيث لي، بغرض طرحها عليكم للمناقشة والاستفادة مما عندكم.

[التكبير في سور الختم]

و هو أن يقول القارئ (الله أكبر) أو (الله أكبر و لله الحمد) أو (لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد) في أول كل سورة أو آخرها ابتداء من سورة الضحى إلى سورة الناس، و يتعلق بالتكبير مسائل: 1 - حكمه: التكبير سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يفعله أحيانا، جاء ذلك في الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه بسنده إلى البزي أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال قرأت على عكرمة بن سليمان و أخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين و شبل بن عباد فلما بلغت و الضحى قالا لي كبر حتى تختم كل سورة فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك و أخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، و أخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك و أخبره أبي أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره بذلك (1) وثبت ذلك موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الحافظان أبو عمرو الداني و أبو العلاء الهمداني و الإمام أبو بكر بن مجاهد عن أبي بكر الحميدي قال حدثني إبراهيم بن أبي حية التميمي قال حدثني حميد الأعرج عن مجاهد قال ختمت على عبد الله بن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أن أكبر فيها من (ألم نشرح) (2)، و ثبت ذلك أيضا عن جماعات من التابعين منهم مجاهد و الأعرج و ابن محيصن و ابن كثير (3)، و قد ترك جماعة من العلماء العمل بهذه السنة لأنه تفرد بها البزي و هو ضعيف في الحديث، قال الحافظ ابن كثير:فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي و كان إماما في القراءة، أما في الحديث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي، و قال في الجرح لا أحدث عنه (4) و كذا أبو جعفر العقيلي قال هو منكر الحديث (5) لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في


(1) مستدرك الحاكم 3/ 344 و قال صحيح على شرط الشيخين و تعقبه الذهبي في التلخيص بقوله (البزي قد تكلم فيه)
(2) النشر 2/ 310
(3) النشر 2/ 311
(4) الجرح و التعديل 2/ 71
(5) الضعفاء 1/ 127، و انظر أيضا لسان الميزان 1/ 283

شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة فقال أحسنت و أصبت السنة و هذا يقتضي تصحيحه لهذا الحديث (1) و هذا الأثر عن الشافعي رواه الحافظ أبو عمرو الداني بسنده إلى البزي قال: قال لي الشافعي: إن تركت التكبير تركت سنة من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم (2) و الجواب على من ترك العمل بسنة التكبير أو وصفها بأنها بدعة من وجوه: 1 - البزي إمام في القراءة حجة فيما يرويه من القراءات بإجماع العلماء، و التكبير مما يلتحق بالقراءة فينبغي أن يقبل تفرده به. 2 - ذكر بعض الحفاظ أن البزي لم يتفرد به بل وافقه الشافعي فقد روي السخاوي * في مسلسلاته بسنده إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه قال قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال قرأت على ابن كثير و ذكر حديث التكبير،وقد روى الحاكم بسنده إلى الشافعي أنه قرأ على إسماعيل قال قرأت على ابن كثير قرأ على مجاهد قرأ على ابن عباس قرأ على أبي بن كعب الذي قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لكن لم يذكر فيه التكبير (3) 3 - على فرض عدم صحة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت و قفه من فعل ابن عباس رضي الله عنهما و أمره به، وقال الحافظ ابن الجزري: اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم و من روى عنهم صحة استفاضت و اشتهرت و ذاعت و انتشرت حتى بلغت حد التواتر (4)، و حيث إن التكبير في هذه السور مما لا يقال من قبل الرأي فالموقوف فيه له حكم الرفع، و الله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير