تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمامُ ابنُ خُزيمةَ _ رحمه اللَّه _: " أنا خائفٌ أنْ يكونَ قد أسقطَ ابنُ أبي بَزَّةَ، أو عكرمة بن سليمان من هذا الإسنادِ شبلاً، يعني: بينَ إسماعيل وابنِ كثيرٍ "، وقد تعقَّبهُ السَّخاويُّ _ كما في " العجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص:43) _ بقولِهِ: " وهو مُنْتقدٌ، فقد صرَّحَ الشَّافعيُّ بقراءةِ إسماعيل على ابنِ كثيرٍ، وأثبتها الذَّهبيُّ [فـ]ـقال: إنَّه آخرُ من قرأ عليه ".

أقولُ: عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد العدل _ الرَّاوي عنِ ابنِ خُزيمةَ _ كنيته: أبو محمَّدٍ،لم أقف له على ترجمةٍ، وقد روى عنه الحاكمُ في عدَّةِ مواضعَ من" المُسْتدركِ "، وصحَّحَ حديثَهُ، وهو غير عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد الفقيه النَّيْسابوريِّ، فهذا كنيته: أبو بكرٍ.

وخالَفَ أحمد بن فرح بن جبريل المقرىء _ وهو ثقةٌ _ فأعْضَلَهُ، وذكر فيه سببَ التَّكبيرِ، فرواه عن ابنِ أبي بَزَّةَ _ بإسنادِهِ _؛ أنَّ النَّبيَّ ? أُهْدِيَ إليه قطف عنبٍ جاءَ قبلَ أوانِهِ، فَهَمَّ أنْ يأكلَ منه، فجاءهُ سائلٌ؛ فقال: أطعموني ممَّا رزقكُمُ اللَّهُ، قال: فَسَلَّمَ إليه العنقودَ، فلقيه بعضُ أصحابِهِ، فاشتراهُ منه، وأهداهُ للنَّبيِّ ?، فعادَ السَّائلُ فسألَهُ، فأعطاهُ إيَّاهُ، فلقيهُ رجلٌ آخر منَ الصَّحابةِ، فاشتراهُ منه، وأهداهُ للنَّبيِّ ?، فعَادَ السَّائلُ فسألهُ، فانْتَهَرَهُ؛ وقال: " إنَّكَ مُلِحٌّ "، فانْقَطَعَ الوحيُ عنِ النَّبيِّ ? أربعينَ صباحاً، فقال المنافقونَ: قَلَى محمَّداً ربُّهُ، فجاءَ جبريلُ ? فقال: اقرأْ يا محمَّد، قال: " وما أَقْرَأُ؟ "، فقال: اقرأْ ? وَالضُّحَى ?، فَلَقَّنَهُ السُّورةَ، فأمرَ النَّبيُّ ? أُبَيّاً لمَّا بلغَ: ? وَالضُّحَى ? أنْ يُكبِّرَ مع خاتمةِ كلِّ سورةٍ حتَّى يختمَ.

ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً في " النَّشر " (2/ 304)، وقال: " هذا سِيَاقٌ غريبٌ جدّاً، وهو ممَّا انْفَرَدَ به ابنُ أبي بَزَّةَ _ أيضاً _، وهو مُعْضلٌ ".

أمَّا قولُ الذَّهبيِّ _ السَّابق _: من أنَّ ابنَ أبي بَزَّةَ قد تفرَّدَ به عن عكرمة بن سليمان، وكذلك قولُ الحافظِ ابنِ كثيرٍ في " تفسيره " (6/ 479): " فهذه سُنَّةٌ تفرَّدَ بها أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن عبد اللَّه البَزِّيُّ "، فَيَرِدُ عليه أنَّ الشَّافعيَّ _ رحمه اللَّه _ قد تابعه عند أبي يَعْلى الخليليِّ في " الإرشاد " (1/ 427) حيثُ قال: حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا عبد الرَّحمن بن أبي حاتمٍ، حدَّثنا محمَّد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، حدَّثنا الشَّافعيُّ؛ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين؛ قال: قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ، وقرأَ عبد اللَّه بن كثير على مُجاهدٍ، وقرأَ مُجاهدٌ على عبدِ اللَّهِ بن عبَّاسٍ، وقال عبدُ اللَّهِ بنُ عبَّاسٍ: قرأتُ على أُبيِّ بن كعبٍ، فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحَى ? قال لي: يا ابنَ عبَّاسٍ، كَبِّرْ فيها؛ فإنِّي قرأتُ على رسولِ اللَّهِ ?، فأمرني أنْ أُكبِّرَ فيها إلى أنْ أَخْتِمَ.

أقولُ: هذه مُتابعةٌ غير محفوظةٍ؛ فأحمد بن إبراهيم بن الخليل جدُّ أبي يَعْلى الخليليِّ ذَكَرَهُ الذَّهبيُّ في " تاريخ الإسلام " (ص:2473)، وترجم له ترجمةً مختصرةً، ولم يُورِدْ فيه قولاً لأحدٍ، فهو مجهولُ الحالِ، وباقي رجال الإسنادِ إلى الشَّافعيِّ ثقاتٌ، وأرى أنَّه لم يحفظه؛ فقد خالفه أبو عليٍّ الحسن بن مدرك، فزادَ في إسنادِهِ شبلاً، ولم يذكر التَّكبير _ أيضاً _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 25) من طريقه، أخبرنا عبد الرَّحمن بن أبي حاتمٍ، أخبرني محمَّد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم _قراءةً _، أخبرنا الشَّافعيُّ، حدَّثنا إسماعيل بن قسطنطين؛ قال: قرأتُ على شبلٍ _ يعنى: ابنَ عبَّاد _، وأخبرَ شبلٌ أنَّه قرأَ على عبد اللَّه بن كثيرٍ، وأخبرَ عبد اللَّه ابن كثير أنَّه قرأَ على مُجاهدٍ، وأخبرَ مُجاهدٌ أنَّه قرأَ على ابنِ عبَّاسٍ، وأخبرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّه قرأَ على أُبيِّ بنِ كعبٍ، وقرأَ أُبيُّ بنُ كعبٍ على رسولِ اللَّهِ ?.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير