تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:16 م]ـ

الأخ الفاضل أبو خالد السلمي، السَّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته:

حديث التكبير كنت قد خرَّجته في هذا الموقع المبارك سابقاً، وإليك إعادته:

تخريجُ حديثِ التَّكبيرِ منْ سُورَةِ الضُّحى

وَرَدَ في التَّكبيرِ حديثٌ واحدٌ مرفوعٌ للرسولِ صلى اللَّه عليه وسلم، و عددٌ من الآثارِ عنِ الصَّحابةِ والتَّابعين، وإليكَ تفصيلها:

أوَّلاً: الحديثُ المرفوعُ الواردُ في التَّكبيرِ:

هذا الحديثُ مدارُهُ على أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بزَّةَ، وقدِ اخْتُلِفَ عليه فيه:

فأخرجه الفاكهيُّ في " أخبارِ مكَّةَ " (رقم:1684) قال: حدَّثنا أحمدُ بن محمَّد بن أبي بَزَّةَ؛ قال: حدَّثنا عكرمة بن سليمان _ مولى بني شَيْبَةَ _؛ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين _ مولى بني ميسرة _ فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال: كَبِّرْ حتَّى تختمَ، فإنِّي قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ الدَّاريِّ _ مولى بني علقمة الكنانيِّين _، فأمرني بذلك، وأخبرني أنَّه قرأَ على مجاهدِ بنِ جبرٍ أبي الحجَّاج _ مولى عبد اللَّه بن السَّائب _، فأمره بذلك، وأخبره أنَّه قرأ على عبد اللَّه بن عبَّاسٍ، فأمره بذلك، وأخبره ابنُ عبَّاسٍ _ رضي اللَّه عنهما _ أنَّه قرأَ على أُبيِّ بنِ كعبٍ _ رضي اللَّه عنهُ _، فأمره بذلك، وأخبره أُبيٌّ _ رضي اللَّهُ عنهُ _ أنَّه قرأَ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، فأمره بذلك.

أقولُ: هذا حديثٌ مُنْكرٌ؛ فأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي بَزَّةَ هو: أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ القاسمِ بنِ أبي بزَّةَ، نُسِبَ إلى جدِّهِ الأعلى، وهو إمامٌ في القراءةِ، ثَبْتٌ فيها، لكنَّه ضعيفٌ مُنكرُ الحديثِ، قال أبو حاتمٍ: " ضعيفُ الحديثِ، لا أُحدِّثُ عنه "، وقال العُقَيْليُّ: " مُنْكرُ الحديثِ، يُوصِلُ الأحاديثَ "، أي: أنَّه يصِلُ الأحاديثَ المرسلةَ، وفيه إشارة إلى قلِّةِ ضبطِهِ، أمَّا عكرمةُ بنُ سليمانَ فهو: ابنُ كثيرٍ مولى بني شَيْبَةَ، وهو شيخُ الإقراءِ بمكَّةَ، وقد ذكره ابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديل " ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال عنه الذَّهبيُّ في " معرفة القُرَّاءِ الكبار " (1/ 147): " وقد تفرَّدَ عنه البَزِّيُّ بحديثِ التَّكبيرِ من: (وَالضُّحَى)، وعكرمةُ شيخٌ مستورٌ ما علمتُ أحداً تكلَّم فيه ".

وقد حَكَمَ أبو حاتمٍ على الحديثِ بالنَّكارةِ، فقد قال الذَّهبيُّ في " ميزان الاعتدال " (1/ 145): " هذا حديثٌ غريبٌ، وهو ممَّا أُنْكِرَ على البَزِّيِّ، قال أبو حاتمٍ: هذا حديثٌ مُنكرٌ "، وكذا حَكَمَ عليه الذَّهبيُّ فقال في " تاريخ الإسلام " (ص: 1888): " وقد تفرَّدَ بحديثٍ مُسَلْسَلٍ في التَّكبيرِ من: (وَالضُّحَى)، ... ، وقع لي عالياً، وهو حديثٌ منكرٌ ".

وقد تابعَ الفاكهيَّ عليه جماعةٌ؛ منهم:

أبو عبد اللَّه محمَّد بن علي بن زيد الصَّائغ _ وثَّقه الدَّارقطنيُّ في " سؤالات حمزة ابن يوسف السَّهميِّ عنه " _: أخرجه الحاكمُ في " المستدرك " (3/ 344 _ رقم:5325) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " شُعَب الإيمان " (2/ 371 _ رقم:2079) _.

قال الحاكمُ: " هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، ولم يُخرِّجاه "، وقد تعَقَّبهُ الذَّهبيُّ بقولِهِ: " البزِّيُّ قد تُكلِّمَ فيه "، وقال في " سير أعلام النُّبلاء " (12/ 51): " وصحَّحَ له الحاكمُ حديثَ التَّكبيرِ وهو مُنْكرٌ ".

وأبو بكرٍ أحمد بن عمرٍو النَّبيلُ _ وهو صدوقٌ كما قال ابنُ أبي حاتمٍ _: أخرجه ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشرِ في القراءاتِ العشر " (2/ 308).

والحسن بن الحباب _ وكان ثقةً، وهو الَّذي انفرد بزيادةِ: (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ) مع التَّكبيرِ عنِ البَزِّيِّ؛ كما قال الذَّهبيُّ في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 229) _: أخرجه عبد الباقي بن حسن المقرىءُ _ كما في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 177) _.

والحسن بن مخلد _ لم أقف على ترجمته _: أخرجه أبو الفيض الفادانيُّ في " العُجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص:42).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير