تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرج الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _كما في " النَّشرِ " (2/ 311) _ من طريق شبل بن عبَّاد؛ قال: رأيتُ ابنَ مُحَيْصن وابنَ كثيرٍ الدَّاريَّ إذا بلغا: (أَلَمْ نَشْرَحْ) كَبَّرَا حتَّى يختما؛ ويقولانِ: رأينا مُجاهداً فعلَ ذلك، وذَكَرَ مُجاهدٌ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ كان يأمرُهُ بذلك.

أقولُ: هذا الأثرُ أوردهُ ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً عن شبل بن عبَّاد، فحذفَ الإسنادَ مَا بين الحافظين وشبلٍ، لذا فأنا مُتوقِّفٌ عن الحُكْمِ عليه حتَّى أَقِفَ على إسنادِهِ.

وأخرجَ الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، وأبو القاسمِ بنُ الفحَّامِ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _ كما في النَّشرِ " (2/ 311) _ من طريق حنظلةَ بنِ أبي سفيان؛ قال: قرأتُ على عكرمةَ بنِ خالدٍ المخزوميِّ، فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال: هيها، قلتُ: ومَا تُريدُ بهيها؟، قال: كَبِّرْ؛ فإنِّي رأيتُ مشايخنا ممَّنْ قرأَ على ابنِ عبَّاسٍ يأمرهم بالتَّكبيرِ إذا بلغوا: (وَالضُّحَى).

أقولُ: وهذا _ أيضاً _ ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً.

2 _ أثرُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللَّه عنه: ذكَرَ ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشرِ " (2/ 311) أنَّ الحافظَ أبا العلاء الهَمَذَانيَّ روى عن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه أنَّه كان يقولُ: إذا قرأتَ القُرآنَ فبلغْتَ بين المُفصَّلِ؛ فاحْمَدِ اللَّهَ، وكَبِّرْ بينَ كلِّ سورتينِ. وفي روايةٍ: فَتَابعْ بينَ المُفَصَّلِ في السُّورِ القِصَارِ، واحْمَدِ اللَّهَ، وكَبِّرْ بين كلِّ سورتينِ.

أقولُ: هكذا ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَقَّاً، ولم أقفْ على إسنادِهِ لأَحْكُمَ عليه.

ثالثاً: الآثارُ المقطوعةُ الواردةُ في التَّكبيرِ:

1 _ أثرُ مُجاهدِ بنِ جبرٍ المكِّيِّ: أخرجَ يعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَويُّ _ كما في " معرفة القُرَّاء " (1/ 178) ومن طريقه: أبو بكرٍ بنُ مُجاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ، حدَّثنا غيرُ واحدٍ، عنِ ابنِ جُريجٍ، عن حُميدٍ، عن مُجاهدٍ أنَّهُ كان يُكبِّرُ من خاتمَةِ: (وَالضُّحَى)، إلى خاتمَةِ: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، وإذا خَتَمَهَا قَطَعَ التَّكْبيرَ.

أقولُ: هذا إسنادٌ ضعيفٌ لسببينِ:

الأوَّلُ: جهالةُ شيوخِ الحُميديِّ المُبهمين.

الثَّاني: ابنُ جُريجٍ مُدلِّسٌ، وهو لا يُدلِّسُ إلاَّ عن مجروحٍ، ولم يُصرِّحْ بالسَّماعِ فيه.

وأخرجَ الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العلاءِ الهَمَذَانيُّ، وأبو القاسمِ بنُ الفحَّامِ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ أحمد بن عون القواس، حدَّثنا عبد المجيد، عنِ ابنِ جُريجٍ [جاء في الأصلِ: عبد الحميد بن جُريج، وهو تحريفٌ]، عن مُجاهدٍ أنَّهُ كان يُكبِّرُ من: (وَالضُّحَى) إلى: (الحَمْدُ).

أقولُ: وهذا ضعيفٌ _ أيضاً _؛ أحمد بن عون القواس هو: أحمد بن محمَّد بن عون، صدوقٌ له أوهامٌ، وعبد المجيد هو: ابنُ عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، صدوقٌ يُخْطىءُ، وابنُ جُريجٍ ذكرنا أنَّه مدُلِّسٌ، لا يُدلِّسُ إلاَّ عن مجروحٍ، وقد عنْعَنَهُ.

2 _ أثرُ حُميدِ بنِ قيسٍ الأعرجِ المكِّيِّ: أخرجهُ يعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَويُّ _ كما في " معرفة القُرَّاءِ الكبار " (1/ 177 _ 178) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ، حدَّثنا سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ؛ قال: رأيتُ حُميداً الأعرجَ يقرأُ والنَّاسُ حولَهُ، فإذا بَلَغَ: (وَالضُّحَى)؛ كبَّرَ إذا خَتَمَ كلَّ سورةٍ حتَّى يختمَ.

وأخرجه أبو عمرٍو الدَّانيُّ، وابنُ مُجَاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ سفيان بن عُيَيْنَةَ، به.

أقولُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير