وهذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي، ولو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا، وغاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه، وهذا حق كما دل عليه حديث مسلم وغيره.
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه (1/ 377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله مرفوعا. وأبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما. لكن الفضيل هذا وهو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " (ص 126) ثم أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " (ص 81) ولم يذكرا في ترجمته غير أن له كتابا! وأما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا، وكذلك ليس له ذكر في شيء من كتبنا، فهذا حال الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن كتبهم كما في المقدمة (ص 33).
11/ 351 – يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة.
موضوع. أخرجه الترمذي (4/ 328) وابن عدي (59/ 1، 69/ 1) والحاكم (3/ 14) من طريق حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال:
" لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " الحديث. وقال الترمذي: " هذا حديث حسن غريب ". وتعقبه الشارح المباركفوري فقال: " حكيم بن جبير ضعيف، ورمي بالتشيع ".
قلت: تعصيب الجناية برأس حكيم هذا وحده ليس من الإنصاف في شيء، وذلك لأمرين:
الأول: أن شيخه جميع بن عمير متهم، قال الذهبي: " قال ابن حبان: رافضي يضع الحديث. وقال ابن نمير: " كان من أكذب الناس " ثم ساق له هذا الحديث.
الثاني: إن ابن جبير لم يتفرد به عن جميع، فقد تابعه سالم بن أبي حفصة وهو ثقة، لكن في الطريق إليه إسحاق بن بشر الكاهلي وقد كذبه ابن أبي شيبة، وموسى بن هارون، وقال الدارقطني: " هو في عداد من يضع الحديث ". أخرجه من طريقه الحاكم أيضا، فتعقبه الذهبي بقوله: " جميع اتهم، والكاهلي هالك ".
وتابعه أيضا كثير النواء، رواه ابن عدي، فآفة الحديث جميع هذا، وقد قال ابن عدي: " عامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه ". ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" وحديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب ". وأقره الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " (ص 317).
12/ 352 – يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة.
موضوع. أخرجه الخطيب (12/ 268) من طريق عثمان بن عد الرحمن، حدثنا محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا.
قلت: وهذا سند موضوع، عثمان بن عبد الرحمن هو القرشي وهو كذاب كما تقدم مرارا. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" وأحاديث المواخاة كلها كذب ". وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " (ص460).
13/ 355 - الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل (يس) الذي قال: (يَا قَوْم اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) [يس: 20]، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) [غافر: 28]، وعلي بن أبي طالب هو أفضلهم.
موضوع. ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة " وابن عساكر عن أبي يعلى. ولم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء، غير أنه قال: " رواه ابن مردوية والديلمي ". لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية ": " هذا حديث كذب ". وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " (ص309) وكفى بهما حجة.
¥