ولما عزاه ابن المطهر الشيعي لرواية أحمد، أنكره عليه شيخ الإسلام في رده عليه فقال: " لم يروه أحمد لا في " المسند " ولا في " الفضائل "، ولا رواه أبدا، وإنما زاده القطيعي [قال العلامة الألباني في الحاشية: يعني على كتاب أحمد في " فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم " انظر ص 431 – 432 من " المختصر "] عن الكديمي حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري، حدثنا عمرو بن جميع، حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا. فعمرو هذا قال فيه ابن عدي الحافظ: " يتهم بالوضع ". والكديمي معروف بالكذب، فسقط الحديث، ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا، ففي " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ... " وأقره الذهبي في " مختصره " (ص452 - 453).
ثم وجدت الحديث رواه أبو نعيم أيضا في " جزء حديث الكديمي " (31/ 2) وسنده هكذا: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري، ثنا عمرو بن جميع عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبيه مرفوعا.
14/ 357 – علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، ومخذول من خذله.
موضوع. أخرجه الحاكم (3/ 129)، والخطيب (4/ 219) من طريق أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكره وقال: " صحيح الإسناد ". وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: " بل والله موضوع، وأحمد كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك "!
قلت: وفي " الميزان ": قال ابن عدي: " يضع الحديث ". ثم ساق له هذا الحديث، وقال الخطيب: " هو أنكر ما روى ".
15/ 358 – السُّبَّق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
ضعيف جدا. رواه الطبراني (3/ 111/2) عن الحسين بن أبي السري العسقلاني، نا حسين الأشقر، نا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: هذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا فإن حسين الأشقر وهو ابن الحسن الكوفي شيعي غالٍ، ضعفه البخاري فقال في " التاريخ الصغير " (230): " عنده مناكير "، وروى العقيلي في " الضعفاء " (90) عن البخاري أنه قال فيه: " فيه نظر ". وفي " الكامل " لابن عدي (97/ 1): " قال السعدي: كان غالياً، من الشاتمين للخيرة " ووثقه بعضهم ثم قال ابن عدي: " وليس كل ما يروى عنه من الحديث الإنكار فيه من قبله، فربما كان من قبل من يروي عنه، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر، على أن حسينا في حديثه بعض ما فيه ".
قلت: وكأن ابن عدي يشير بهذا الكلام إلى مثل هذا الحديث فإنه من رواية الحسين بن أبي السري، فإنه مثله بل أشد منه ضعفا، قال الذهبي: " ضعفه أبو داود، وقال أخوه محمد: لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب، وقال أبو عروبة الحراني: هو خال أبي وهو كذاب، ثم ساق له هذا الحديث من طريق الطبراني.
وقال الحافظ ابن كثير في " التفسير " (3/ 570): " وهذا حديث منكر، لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر، وهو شيعي متروك "، ونقل نحوه المناوي عن العقيلي، ونقل عنه الحافظ في " تهذيب التهذيب " أنه قال: " لا أصل له عن ابن عيينة ".
وليس هذا في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي، والله أعلم.
وللموضوع تتمة ...
عبد الله زقيل "التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (1) " 18/ 10/02 13:29 التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (1)
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:59 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم.
موضوع رائع وثريّ .. وهو مفيد في باب الدفاع عن سنتنا الغرّاء ضد أباطيل و (دواخيل) الروافض ..
والله تعالى أعلم