ـ[النقّاد]ــــــــ[05 - 11 - 02, 11:02 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن وفقه الله ..
لي على تعليقك ملاحظات .. :
أما ما قلته في رواية جعفر بن سليمان , وأن قتيبة بن سعيد قد روى الحديث عن جعفر ولم يذكر هذه اللفظة.
فالجواب هو ان عبد الملك شيخ جليل صدوق لم يمس بضعف.
وأما رواية قتيبة , فإن قتيبة اختصر الحديث جداً , فاقتصر على قوله:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار فيسلم على صبيانهم , ويمسح على رؤوسهم , ويدعو لهم ".
ولم يذكر القصة أصلاً , فهل تقول بأن القصة غير ثابتة؟
ثم إن عبد الملك لم ينفرد بشيء لا يحتمل , فالقصة والدعاء قد وردا من حديث غيره عن ثابت - شيخ شيخه - , وعن أنس صحابي الحديث , من وجوه أخرى.
وهذه أمارة حفظه. فتأمل.
وأما إعلال رواية قتادة بشعيب وعمران:
فشعيب بن بيان يكفيه أن يحتج به مثل النسائي , ويخرج له في
" المجتبى " (465) , وفيه أن علي بن المديني - على جلالته وتحريه - كتب عنه.
ولعل هذا هو مستند الذهبي حين قال عنه: " صدوق " , في
" المغني " , و" الميزان " , و " الكاشف ".
ومستند ابن حجر حين قال عنه: " صدوق يخطئ " , في " التقريب ".
والذي يظهر أنه في آخر مراتب الحسن , فلا يحتمل منه التفرد , بله المخالفة.
إلا أنه هنا لم يتفرد ولا خولف , فالحديث مروي من غير طريقه عن ثابت , وعن أنس.
وأما تضعيف عمران القطان ففيه نظر.
فإن الرجل صدوق , وقد قال ابن شاهين: إنه من أخص الناس بقتادة.
فمثل هذا لا ينبغي رد حديثه ما لم يتبين خطؤه , وعن قتادة خاصة.
وأما عدم التفاتك إلى حديث يحيى بن أبي كثير , فظاهر كلامك واستدلالك أن المنقطع عندك شديد الضعف , لا ينفع في باب الشواهد والمتابعات!!
فهل تلتزم بهذا؟
ثم لا بد من ملاحظة أن تقوية هذا الحديث - كما أشار إليه ابن حجر , وسبق نقل عبارته - بسبب تعدد طرقه وتعاضدها.
فالاعتراض على أفرادها ليس بجيد؛ لأن من يقوي الحديث إنما يقويه بمجموعها لا بإسناد واحد منها.
وليس فيها إسناد شديد الضعف.
وأما تعليقك على كلام شيخ الإسلام وما نقله عنه ابن مفلح:
فليتك تبين لي ماذا يفهم من قول عبد القادر - الذي استظهره شيخ الإسلام -:
" إنما يقال هذا إذا أفطر عنده ".
هل فيه أن هذا الذكر يقال أو لا يقال؟
ثم ماذا عن ما نقلتُه عن شيخ الإسلام من " الكلم الطيب "؟
ثم أليس الأولى البقاء على ظاهر الحديث الذي لم يأت ما يدل على خلافه , وقد قالت به العلماء؟
والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[06 - 11 - 02, 12:02 ص]ـ
الشيخ الكريم .. شهركم مبارك.
لدي بعض الملاحظات حول نقاشكم مع الأخ الفاضل النقاد ولعلي احتفظ بها وأتابع ما يدور لأستفيد منكم.
وأقصر الكلام حول رواية معمر عن ثابت. وأفيدكم بأني لم أراجع ما أحلتم عليه ولعلي أرجع إليه قريباً. ولا أظن أن هذا يمنع المدارسة.
نعم الخاص مقدم على العام، ولكن بشرط أن لا يتعارض مع خاص مثله.
فإذا تعارض خاص وخاص تكون النصوص العامة مرجحة.
وهذا ما أراه في رواية معمر عن ثابت فابن حبان وثقه قائلاً: "وكان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً" ومثل هذا التوثسق كما لا يخفاكم من ابن حبان له وزنه، ثم جاء في صحيحه فروى له عن ثابت في ما يزيد عن أربعة عشر موضعاً.
فدل ذلك على أنه يرى معمراً ثبت في ثابت أو أن هذا هو الأصل فيه.
ولم أرى جرحاً مفسراً بيناً يفيد تضعيف روايته عن ثابت مطلقاً. بل ما نقل يؤيد ما ذهب إليه الذهبي من كونها أخطاء احتملت في سعة ما يروي.
وكذلك ما ذكرتموه -أحسن الله إليكم- من أن البخاري ومسلم ينتقيان، هو خلاف الأصل في من يرون عنهم، فالأصل احتجاجهما بمن رويا عنهما فإذا ثبت جرح في الراوي يفيد تضعيفه ورأينا الشيخين قد احتجا به علمنا بعد ذلك أنهم انتقيا بعض حديثه.
أما إذا أشكل وتساوى جرح وتعديل كانت روايتهما له ترجيحاً لجانب توثيقه.
الشيخ الفاضل هذا ما جال بخاطري فبحت لكم به، ولعلي أراجع ما أحلتم عليه فأجد ما غفلت عنه.
وجزاكم الله خيراً لسعة صدركم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 11 - 02, 03:48 م]ـ
الأخ الكريم الفاضل (حارث همام) حفظه الله وسدده، جزاك الله خيرا على هذه المداخلات المفيدة 0
أما بخصوص رواية معمر عن ثابت فهذا موقفالبخاري منها
قال ابن حجر رحمه الله في هدي الساري في ترجمة معمر بن راشدص 444 (معمر بن راشد صاحب الزهري كان من أثبت الناس فيه قال بن معين وغيره ثقة إلا أنه حدث من حفظه بالبصرة بأحاديث غلط فيها قاله أبو حاتم وغيره
وقال العلائي عن يحيى بن معين حديث معمر عن ثابت البناني ضعيف وقال بن أبي خيثمة عن بن معين إذا حدثك معمر عن الزهري وابن طاوس فحديثه مستقيم وما عمل في حديث الأعمش شيئا وإذا حدث عن العراقيين خالفه أهل الكوفة وأهل البصرة
وقال عمرو بن علي كان معمر من أصدق الناس وقال النسائي ثقة مأمون
قلت أخرج له البخاري من روايته عن الزهري وابن طاوس وهمام بن منبه ويحيى بن أبي كثير وهشام بن عروة وأيوب وثمامة بن أنس وعبد الكريم الجزري وغيرهم
) ولم يخرج له من روايته عن قتادة ولا ثابت البناني إلا تعليقا ولا من روايته عن الأعمش شيئا ولم يخرج له من رواية أهل البصرة عنه إلا ما توبعوا عليه عنه واحتج به الأئمة كلهم
) انتهى
فلعلك عرفت كيفية تخريج البخاري لرواية معمر عن ثابت
وقال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (3\ 386) وهاتان الروايتان المعلقتان ليستا على شرط البخاري، لأن رواية معمر عن ثابت رديئة، قاله ابن معين، وابن المديني، وغيرهما، فلذلك لايخرج البخاري منها شيئا) انتهى
وأما تخريج مسلم لها فسبق أن نقلت لك كلام ابن القيم رحمه الله
((ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه))
فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة ومن ضعف جميع حديث سيىء الحفظ
فالأولى طريقة الحاكم وأمثاله
والثانية طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله
وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن والله المستعان) انتهى0
¥