وأمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يدعو به فقال: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) محمد/19
وحكاه الله عن المؤمنين الصادقين المخلصين فقال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر/10
فيستحب لجميع المسلمين الدعاء بالمغفر لإخوانهم المسلمين، الأحياء منهم والميتين، ولا شك أن الملائكة ستؤمن على دعائه وسيأتيه مثل ما دعا به.
روى عبد الرزاق في "المصنف" (2/ 217):
" عن ابن جريج قال: قلتُ لعطاء: أَستَغفرُ للمؤمنين والمؤمنات؟
قال: نعم، قد أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فإنَّ ذلك الواجبَ على الناس، قال الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: (اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ)
قلتُ: أفتدع ذلك في المكتوبة أبداً؟ قال: لا.
قلت: فبِمَن تبدأ، بنفسك أم بالمؤمنين؟
قال: بل بنفسي، كما قال الله: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ) " انتهى.
يقول ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1/ 298 - 299):
" والجميعُ مشتركون في الحاجة بل في الضرورة إلى مغفرةِ الله وعفوِه ورحمتِه، فكما يُحبُّ - أي المسلم - أن يَستغفرَ له أخوه المسلمُ، كذلك هو أيضاً ينبغي أن يستغفرَ لأخيه المسلم، فيصير هِجِّيراه: ربِّ اغفر لي ولوالديَّ وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات، وقد كان بعضُ السلف يستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يُداوم على هذا الدعاء كلَّ يوم سبعين مرَّة، فيجعل له منه وِرداً لا يُخلُّ به.
وسمعتُ شيخَنا - أي ابن تيمية – يذكرُه، وذكر فيه فضلاً عظيماً لا أحفظه، وربَّما كان مِن جملة أوراده التي لا يُخلُّ بها، وسمعتُه يقول: إنَّ جعلَه بين السجدتين جائزٌ، فإذا شهدَ العبدُ أنَّ إخوانه مصابون بمثل ما أُصيب به، محتاجون إلى ما هو محتاجٌ إليه لَم يمتنع من مساعدتهم إلاَّ لفرطِ جهله بمغفرة الله وفضلِه، وحقيقٌ بهذا أن لا يُساعَد، فإنَّ الجزاءَ من جنس العمل " انتهى.
فتضعيف الأحاديث السابقة هو تضعيف لأن تكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولخصوص الأجور المذكورة فيها، وذلك لا يعني عدم استحباب الاستغفار لجميع المسلمين والمسلمات.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=104460&ln=ara (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=104460&ln=ara)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 09 - 07, 03:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
فائدة:
حديث عبادة في المعجم الكبير للطبراني لأن الهيثمي خرج زوائد المعاجم الثلاثة
وهو في الجزء المفقود من المعجم - والله أعلم -
وأظن كتاب البدر المنير في زوائد المعجم الكبير للهيثمي مفقود أيضا
ولكن عرف الاسناد من كتاب مسند الشاميين للطبراني - والحمد لله
ذكرت هذا للفائدة حتى لا يظن ظان أن مسند الشاميين من موارد الهيثمي في كتابه في الزوائد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - 09 - 07, 06:32 م]ـ
قد كنت واضعا إياه كتوقيع لي بتخريجه وتحسينه اعتمادا على تحسين الشيخ الألباني عليه رحمة الله تعالى له - اعتمادا على تقوية الحافظ الهيثمي له - وقام بتنبيهي بعض الأفاضل بالملتقى إلى أن الشيخ الألباني ذكر - في هامش صحيح الجامع الصغير - أنه اعتمد على الهيثمي، ولم يرَ الشيخ الألباني الإسناد ليحكم عليه.
فلما وقفت على هذه الجملة من كلام الشيخ قمت من فوري بمحو التخريج والتحسين من التوقيع واقتصرت على ما ترونه من طلبي أن يغفر الله للمؤمنين والمؤمنات.
جزى الله من علمنا " خيرا " خيرا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاكما الله خيراً