و من تتبع ما أنتجته النهضة العلمية في القرن الرابع عشر بالهند و مصر و الشام و غيرها من المعارف و المؤلفات و الرسائل و غيرها: علم أن الهند – ولا سيما حيدر اباد دكن – الفضل الأكبر في ذلك بما نشرته من كتب الحديث، و كتب الرجال، فان شأن الهند – و خاصة دائرة المعارف – في الحديث لا يقل عن شأنها في الرجال، و حسبك أن من مطبوعات دائرة المعارف (كنز العمال)، و (مسند الطيالسي)، و (المستدرك)، و (السنن الكبرى) للبيهقي و غيرها ..
وقد قررت طبع (مسند الإمام إسحاق بن راهويه)، و (مسند أبي عوانة).
كما طبعت في علم مصطلح الحديث أهم المؤلفات فيه: (علوم الحديث) للحاكم و كتاب (الكفاية للخطيب البغدادي.
وقد أخذت الدائرة بنصيب من سائر العلوم، كاللغة و النحو و الفلسفة و الرياضيات و التاريخ.و لكن إذا كان في طبع مؤلفات أسلافنا في هذه العلوم و نحوها حفظ و نشر لأعمال نوابغ الإسلام، ففي طبع كتب الحديث و الرجال – فوق ذلك – حفظ و نشر الإسلام نفسه ...
على إن حاجة التاريخ إلى معرفة أحوال ناقلي الوقائع التاريخية أشد من حاجة الحديث إلى ذلك فان الكذب و التساهل في التاريخ أكثر، بل إن معرفة أحوال الرحال هي من أهم أنواع التاريخ، و العلوم الدينية و التاريخية أولى العلوم بالحفظ، لأنه إذا ضاع منها شئ لم يمكن تداركه بعد ختم النبوة.
إما العلوم الأخرى فليست كذلك، لأنها نتيجة العقول و التجارب، فإذا ضاع منها شئ يمكن استنتاجه ثانيا، و هكذا ..
و لن تزال دائرة المعارف – إن شاء الله تعالى - مجدة في سعيها، مستمرة في عملها، معتمدة على فضل الله تبارك و تعالى و حسن توفيقه، ثم على عناية صاحب الجلالة السلطان – سلطان العلوم – السلطان مير عثمان علي خان بهادر – حفظه الله كشأنه دائما في العناية بالدائرة و بغيرها من معاهد العلم التي عمرت بها البلاد و حييت بها العباد ..
طوبى لدكن ما حوت ـه من معاهد المعارف
فيها رياض العلم تتحـ ف باللطائف كل طائف
أثمارها متدليا ت طوع كفي كل قاطف
و حياضها بالعذب تر وي كل مرتشف و غارف
فيها الجوامع و المدا رس و المطابع و المتاحف
و من الجوامع أمها الـ كبرى تحير كل واصف
بجر به التقت العلو م من السوالف و الخوالف
و ترى بها دارا لتر جمة التآليف و الطرائف
و بها كما علمت رجا ل العلم دائرة المعارف
نشرت علوما ما لها من معدن إلا الصحائف
هذا رشاش من فواضل ذي الفضائل والعوارف
عثمان من عمت موا هبه الموافق و المخالف
يرعى المخالف من رعيـ ته كما يرعى المؤالف
مغرى بما فيه السعادة و العلى لا بالزخارف
فليحي سلطان العلو م و إنها معنا هواتف
} تمت بحمد الله [
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[03 - 11 - 02, 09:54 ص]ـ
ما شاء الله
بورك فيك أخي الكريم، وأظن أن هذا البحث قد طبع وحقق من قبل علي الحلبي وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 02, 09:58 ص]ـ
وفيك بارك الله،
نعم الأمر كما ذكرت من الطباعة، وقد طبعه كذلك الشيخ طارق عوض الله، وله عليه تعليقات مفيدة0
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[03 - 11 - 02, 10:53 ص]ـ
تصحيح الأبيات:
وقع في الأبيات (وهي من مجزوء الكامل) بعض الأخطاء تصحيحها كما يقتضي قانون العروض:
طوبى لدكن ما حوت ـه من المعاهد والمعارف
فيها رياض العلم تتحـ ف باللطائف كل طائف
أثمارها متدليا ت طوع كفي كل قاطف
و حياضها بالعذب تر وي كل مرتشف و غارف
فيها الجوامع و المدا رس و المطابع و المتاحف
و من الجوامع أمها الـ كبرى تحير كل واصف
بجر به التقت العلو م من السوالف و الخوالف
و ترى بها دارا لتر جمة التآليف والطرائف (تحذف الواو)
و بها كما علمت رجا ل العلم دائرة المعارف
نشرت علوما ما لها من معدن إلا الصحائف
هذا رشاش من فواضل ذي الفضائل والعوارف
عثمان من عمت موا هبه الموافق و المخالف
يرعى المخالف من رعيـ ته كما يرعى المؤالف
مغرى بما فيه السعادة و العلى لا بالزخارف
فليحي سلطان العلو م و إنها معنا هواتف
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:29 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن .. هل من تسجيل صوتي لها أو أي تسجيل للشيخ المعلمي - رحمه الله -؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 05, 03:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، ولا أعلم أن للشيخ المعلمي رحمه الله تسجيلا صوتيا.
¥