ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[05 - 11 - 02, 07:42 م]ـ
تابع لبحثنا السابق في تخريج حديث " الخراج بالضمان " خلاصة القول:
قلت: و نخلص مما سبق إلى أن الحديث، تبعا لما جزم به الأئمة البخاري و أبو حاتم و غيرهما، لا يثبت، في حدود ما انتهى إليه البحث مما وقفنا عليه من طرق.
و قد صححه جمع من العلماء، و اعتمدوا في ذلك على تقويته بالمتابعات، و هو وجه معتبر، لكننا و الحق يقال، نميل إلى أن المتابعات في الحدود المشار إليها لا تكفي للرفع من شأنه إلى درجة الإحتجاج، فالإشكال يبقى في نقدنا في حال مخلد بن خفاف إذ لم نقف بعد على دلائل معتبرة تقوي من حاله و لو في الإعتبار مما جعلنا نتهيب أن نعتد بمتابعته، لا سيما بعدما جزم النقاد و أئمة العلل كالبخاري و غيره بتهافت حاله و عدم ثبوت سند الحديث بل نكارته
و الله تعالى أعلم.
و الوجه القوي في إثباته هو عمل الأمة به و تلقيه بالقبول في نقدنا كما جزم به أبو حاتم الرازي رحمه الله.
هذا ما انتهينا إليه بشأن هذا الحديث، فإن أصبت فمن الله تعالى و أحمده، و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و أستغفر الله تعالى.
أقوال الأئمة:
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير (1/ 243): (محمد بن المنذر الزبيري قال إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو زيد محمد بن المنذر الزبيري قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه الخراج بالضمان. و قال مسلم بن خالد عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي ? و لا يصح. و رواه جرير عن هشام ولم يسمعه من أبيه عن عائشة عن النبي ?. قال أبو عبد الله: و لا يصح).
و قال الإمام الترمذي في سننه (3/ 582): (قال هذا حديث حسن غريب من حديث هشام بن عروة قال أبو عيسى وقد روى مسلم بن خالد الزنجي هذا الحديث عن هشام بن عروة ورواه جرير عن هشام أيضا وحديث جرير يقال تدليس دلس فيه جرير لم يسمعه من هشام بن عروة و تفسير الخراج بالضمان هو الرجل يشتري العبد فيستغله ثم يجد به عيبا فيرده على البائع فالغلة للمشتري لأن العبد لو هلك هلك مال المشتري ونحو هذا من المسائل يكون فيه الخراج بالضمان.قال أبو عيسى: استغرب محمد بن إسماعيل هذا الحديث من حديث عمر بن علي. تراه تدليسا؟ قال: لا).
و قال في العلل (191): (سألت محمدا عن حديث ابن أبي ذئب عن مخلد بن خفاف عن عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن الخراج بالضمان، فقال: مخلد بن خفاف لا أعرف له غير هذا الحديث وهذا حديث منكر).
و قال بن أبي حاتم في الجرح و التعديل (8/ 347): (مخلد بن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري يقال إن لخفاف ولأبيه ولجده صحبة كانوا ينزلون غيقة و يأتون المدينة كثيرا. روى عن عروة بن الزبير روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن أبى ذئب، سمعت أبى يقول ذلك.حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبى عنه فقال لم يرو عنه غير أبى ذئب وليس هذا إسناد تقوم به الحجة يعنى الحديث الذي يروى مخلد بن خفاف عن عروة عن عائشة عن النبي ? أن الخراج بالضمان، غير أني أقول به لأنه أصلح من آراء الرجال).
و قال بن عدي في الكامل بعد أن أورد رواية عمر المقدمي: (وهذا يعرف بمسلم بن خالد عن هشام بن عروة وقد رواه بعض الضعفاء أيضا عن هشام بن عروة).
و قال بن عدي بعد أن أورد رواية مخلد (6/ 444): (وكنا نظن أن هذا الحديث لم يروه عن مخلد غير بن أبي ذئيب كما ذكره البخاري أيضا حتى حدثناه أحمد بن عيسى الوشاء ثنا الحسن بن عبيد الله البالسي ثنا الهيثم بن جميل ثنا يزيد بن عياض عن مخلد بن خفاف عن عروة عن عائشة قالت قضى رسول الله ? أن الخراج بالضمان.قال الشيخ: وقد روى أيضا عن غير الزهري وهشام بن عروة عن عروة عن عائشة، فأما حديث الزهري يرويه شيخ ليس بالمعروف يقال له مصعب بن إبراهيم الجهني عن ابن جريج عنه ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس عن محمد بن آدم عن مصعب
و أما حديث هشام بن عروة فرواه عن هشام مسلم بن خالد الزنجي وغيره قال الشيخ وروى عن عمر بن علي المقدمي عن هشام ومخلد بن خفاف معروف بهذا الحديث لا يعرف له غيره).
¥