الأمر الأول: أنه أيسر في التخريج - في بعض الأحيان على الأقل -، فمن الصعب التخريج من كتاب تحفة الأشراف إذا لم تكن تعرف سند الحديث، أو طرفاً منه.
كيف تخرج الأحاديث التي يشير إليها الترمذي بقوله: وفي الباب عن فلان وفلان من الصحابة الكرام. أو التي يشار إليها في كتب التخريج: ولأبي هريرة نحو هذا الحديث. وقد روي عن جابر نحوه.
إذا لم أكن أعرف من الحديث إلا صحابيه ومعناه فمن الصعب الاستفادة من الترتيب على الرواة.
الأمر الثاني: جمع طرق الحديث الواحد في مكان واحد، انظر مثلا في المسند الجامع طرق وروايات حديث البسملة لأنس، وكذا حديث القنوت، وحديث العرنيين له، وغير ذلك كثير.
إن اتباع طريقة الترتيب على الرواة سوف تفرق هذه الطرق أمام الناظر والباحث، والإحالة إلى الطرق الأخرى لنفس الحديث لن تعطي الباحث النتيجة التي يجنيها من رؤية طرق الحديث مجتمعة.
لهذا فأنا بحكم تجربتي المتواضعة في التخريج أرى أن ترتيب مسانيد الصحابة على الموضوعات فيه فائدة كبيرة.
ولقائل أن يقول: الفائدتان التي ذكرت تحصل بالترتيب على أبواب الفقه، فلماذا لم تختر ترتيب مجمع الزوائد، أو الإتحاف أو المطالب.
فأقول: إن الترتيب على أبواب الفقه فيه فوائد كبيرة جليلة، في باب الاستنباط والاستدلال، بل حتى في التخريج، خاصة إذا لم يكن الباحث يعرف صحابي الحديث، فليس أمامه إلا البحث بالاعتماد على معنى الحديث.
وهو في هذه الحالة - عند عدم معرفة الصحابي - يتفوق على الترتيب على المسانيد، ولكني اخترت هذا الأخير لأمرين:
الأمر الأول: أنه يضيق ويحدد دائرة البحث إذا عُلم الصحابي، ويعطي نتيجة أدق إذا كان الصحابي غير مكثر، فبإمكان الباحث أن يجرد مسنده كله بحثا عن حديثه، فقد يروى بغير اللفظ الذي يبحث عنه، وقد يروى ضمن حديث مطول فيه مواضيع أخرى تجعله يصنف في باب غير الذي يتوقعه فيه.
الأمر الثاني: أنني على أمل أن يوفقني الله لاتمام هذا المشروع وأن يطرح فيه القبول، لأنطلق إلى جرد مجموعة أخرى من الكتب على نفس المنوال، ثم أضع كتابا جامعا لما قمت به، مختصرا بذكر المتون، مرتباً على الموضوعات، وعلى الأغلب على ترتيب مجمع الزوائد. فمن أراد البحث على المسانيد فأمامه الكتب المطولة، ومن أراد البحث على الأبواب فأمامه المختصر الجامع.
هذا ما أهدف إليه، والله وحده يعلم ماذا سوف أحقق منه.
أساأل الله لي ولكم التوفيق لخدمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأختم بما جاء في ترجمة بقي بن مخلد في سير أعلام النبلاء (13/ 291): قال ابن حزم: ومسند بقي روى فيه عن ألف وثلاثمئة صاحب ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنف، وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله.
ـ[المُصنف]ــــــــ[06 - 06 - 03, 12:33 ص]ـ
الأخ العزيز نبيل جرار الكتاب الذي ذكره الأخ الحبيب أبو الوفا العبدلي باسم " الأربعون حديثا في حقوق الأخوان للسيد محي الدين محمد بن عبدالله الحسيني ابن زهرة الحلبي، (565 - 639) كتاب شيعي لا يصلح لمشروعك حفظك الله وهو من اصدار دار الأضواء/ بيروت والمحقق هو نبيل رضا علوان وكتب الأهداء هكذا:
سيدي و مولاي صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن صلوات الله وسلامة عليك، اليك اهدي هذا المجهود المتواضع، عبدكم الصغير نبيل رضا علوان.
ولم أكن سمعت عن هذا الكتاب ولا عن مؤلفه من قبل ولولا أن ذكره أخونا أبو الوفا لما عرفته، ثم استلمت مصورته اليوم فسارعت إلى تنبيهك وتنبيه الأخ أبو الوفا حفطكما الله تعالي وأصل الكتاب موجود في مركز جمعة الماجد في دبي.
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[06 - 06 - 03, 01:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي (المصنف) على هذا التنبيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 06 - 03, 12:01 ص]ـ
نسأل الله للأخ نبيل التوفيق في مشروعة المفيد.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 02 - 05, 08:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا المشروع الجبار.
وأوصيك بالصبر والتريث والمراجعة والدقة فإن هذا العمل ليس من السهولة بمكان.
ونفعنا الله بك.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:04 م]ـ
سدد الله الشيخ الكريم نبيل وأعانه على إتمام هذا المشروع .. آمين ولكن الله الله في الأسانيد لا تحذف ..
ـ[خادمة السنة]ــــــــ[03 - 02 - 05, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الحديث
¥