تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جعفر الفرياني: سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول: قال لي أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح، فقلت: لأنا كنا نكتب من كتاب ابن وهب، ثم نسمعه من ابن لهيعة.

أقول يا أخي الفاضل:

ألا يعتد برواية (ابن لهيعة) خاصة التي من طريق قتيبة عنه

وهي عند الترمذي (ح 632) قال: حدثنا قتيبة أخبرنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. (الحديث)

وتتقوي بذلك رواية حسين المعلم المرفوعة.

وأما قول الإمام الترمذي رحمه الله (وهذا حديث قد رواه المثني بن الصباح عن عمرو بن شعيب نحو هذا. والمثني بن الصباح وابن لهيعة يضعفان في الحديث ولا يصح في هذا عن النبي صلي الله عليه وسلم شيء).

فأقول بالله التوفيق:

أولا: تضعيف الإمام الترمذي رحمه الله بناء علي ضعف ابن لهيعة عنده والمثني ولهذا قال (المثني بن الصباح وابن لهيعة يضعفان في الحديث).

ولم يذكر رحمه الله تعالي ما رواه حسين المعلم عن عمرو بن شعيب ولهذا قال أهل العلم كذا قال الإمام الترمذي وغفل عن طريق خالد بن الحارث عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب.

ثانياً: كذا قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالي في ما يقال بعد الوضوء (لا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء).

ورد عليه أهل العلم رحمهم الله تعالي بأن أصل الحديث مستقيم وإنما جاء الاضطراب في الأسانيد التي نقلها الترمذي.

وأما قول النسائي رحمه الله تعالي في ترجيح المرسل علي المتصل فقد قال العلامة الألباني رحمه الله تعالي في (صحيح الترغيب والترهيب) (1/ 471): بل إنه (النسائي) رجح المتصل، كما بينته في الأصل. ثم في (اداب الزفاف) (ص 256).

قلت: والظاهر والله تعالي أعلم أن هذا نقل من الإمام المنذري في الترغيب وتتابع عليه بعده المزي والزيلعي رحمهم الله تعالي.

وراجع كلام العلامة أحمد شاكر في (المسند) (10/ 151 - 152) (حديث رقم 6667).

ومن قول العلامة أحمد شاكر رحمه الله: فهذا تعليل عجيب ينقض بعضه بعضاً ...

(ملاحظة): لم يخرج الإمام أحمد في مسنده رواية ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب.

قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالي في (مسند أحمد) (حديث 6667): وكذلك مسند الإمام أحمد بين يدي، وأستطيع أن أجزم بالإستقراء التام، أنه لم يروه إلا من طريق الحجاج، بالاسناد الذي هنا، وبالاسنادين اللذين أشرت إليهما أول الكلام. فمن أين جاء الزيلعي بنسبة روايتي ابن لهيعة والمثني بن الصباح لمسند أحمد؟! ...

هذا وجزاك الله يا أخي خير الجزاء

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 11 - 02, 07:01 م]ـ

بالنسبة لما نقلته عن رواية قتيبة عن ابن لهيعة، فغاية مافيها أنها تفيد صحتة عن ابن لهيعة وأنه من حديثه، فقد كان ابن لهيعة يتلقن فيقبل التلقين، (يعني كان بعض الناس يقرأ عليه أحاديث غيره مما لم يروها فيقر به، فيروونها عنه فيما بعد) وهؤلاء الذين كانوا يتحرزون في روايتهم عن ابن لهيعة لم يكن يروون عنه إلا ما وجدوه في كتبه وأصوله، فلا يأخذون عنه ما لقنه، فهنا نقول إن رواية قتيبة تفيد أن ابن لهيعة روى هذا الحديث فعلا وليس مما تلقنه، فيبقى الضعف الذي في ابن لهيعة وعدم سماعه من عمرو بن شعيب، فلا تنفع هذه الرواية في التقوي، فقد يكون ابن لعيعة أخذ هذه الرواية عن العرزمي أو نحوه من المتروكين0

أما كلام النسائي فهو كما جاء في النسخ الخطية كما في طبعة الرسالة الجديدة (خالد بن الحارث أوثق عندنا من المعتمر، ورواية المعتمر أولى بالصواب)، وهكذا نقله المزي في تحفة الأشراف، وابن حجر في الدراية (كما ذكرته)، فهذا واضح تماما وفقك الله، ولا يصح ما ذكره الشيخ شاكر والألباني رحمهم الله بعد هذه الأدلة القوية0

وقد بينت فيما سبق وجه ترجيح النسائي للمرسل على الموصول، ولعلي أنقله لك هنا (ولعل ملحظ الإمام النسائي هنا، هو من حسين بن ذكوان المعلم الذي يرويه عن عمرو بن شعيب، فهو وإن كان ثقة إلا أن أهل العلم استنكروا عليه عددا من الأحاديث من روايته عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، كان يصلها وهي مرسلة، ومنها هذا الحديث 0

قال العقيلي في الضعفاء (1\ 250) (حدثنا محمد بن عيسى، قال حدثنا علي قال قلت ليحيى بن سعيد (القطان) أن يزيد بن هارون روى عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رجلا تزوج امرأة على عمتها، فقال يحيى (((((كنا نعرف حسين -يعني المعلم- بهذا الحديث المرسل))))) انتهى

وقال ابن عبدالبر في الإستذكار (25\ 16) ((ذكر حديثا في الديات من رواية الحسين بن ذكوان المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ثم قال (هذا الحديث يرويه غير حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، لايتجاوز به، (لايقول فيه): عن أبيه عن جده) انتهى

وهذا الحديث (الديات) فيه نكارة وقد ضعفه ابن عبدالبر قبل ذلك بقوله (25\ 12) وقد جاء عن عمرو بن شعيب خلاف ذلك، ولايصح، وسنذكره إن شاء الله)

فيحيى بن سعيد القطان، الذي قال عن أحاديث الحسين بن ذكوان (فيه اضطراب)، قد وضح هنا بقوله (كنا نعرف حسينابهذا الحديث المرسل)، فكأن الحسين كان يجعل حديث عمرو بن شعيب المرسل، عن أبيه عن جده، فنبه إلى هذا الإمام القطان رحمه الله، واستنكر ابن عبدالبر روايته لحديث الديات بذكر عن أبيه عن جده0

فلعل هذا ملحظ الإمام النسائي رحمه الله تعالى، وهو ملحظ قوي، فليس تقديمه لرواية المعتمر وهو الأقل حفظا، على رواية خالد بن الحارث وهو الأحفظ، إلا لأجل تصرف الحسين بن ذكوان المعلم، في جعله حديث عمرو بن شعيب المرسل عن أبيه عن جده، ورواية المعتمر هنا هي الجادة في حديث حسين المعلم عن عمرو بن شعيب0) انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير