تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[14 - 05 - 04, 11:11 ص]ـ

قال الإمام ابن تيمية كما في ((مجموع الفتاوى)) (8/ 150):

[وهذا التفسير ثابت عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة الوالبي، لكن يقال: أنه لم يسمع التفسير من ابن عباس ... ].

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 05 - 04, 11:38 ص]ـ

لعلي أعيد نشر ما ذكرته في ذلك الرابط، إذ فيه الرد على أسئلة الإخوة واستغراباتهم.

طريق أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف)، عن معاوية بن صالح (قاضي الأندلس)، عن علي بن أبي طلحة (مرسلاً)، عن ابن عباس. وهذه هي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح لعدة أسباب:

أولاً: بسبب الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فقد اتفق الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس. أما زعم البعض أنه أخذه من ابن جبير أو من مجاهد أو من غيرهما (على اضطرابهم في هذا الأمر) فليس عليه دليل. وقد أعلها بالانقطاع عدد من المحققين مثل ابن تيمية وابن كثير، وعدد من المعاصرين مثل المعلمي وأحمد شاكر والألباني وغيرهم.

ثانياً: اختلف العلماء في عبد الله بن صالح: منهم من جعله كذاباً، ومنهم من ضعّفه، ومنهم من صدقه. وجامع القول فيه ما قاله الإمام ابن حبان: «كان في نفسه صدوقاً، إنما وقعت له مناكير في حديثه من قبل جارٍ له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة. كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه، فيحدّث به». وقد قال عنه أبو زرعة: «كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به». ثم قال: «وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم هذا». ووافقه الحاكم على هذا. وقال أبو حاتم: «الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس». انظر تهذيب التهذيب (5

227).

هذا وقد شَغِبَ البعض علينا، فقال إن هذه صحيفة مكتوبة فلا يؤثر بها سوء حفظ عبد الله بن صالح إذا روى عنه ثقة. أقول: كلامنا واضح أنه عن الدس في كتب عبد الله بن صالح، وليس عن سوء حفظه. وإذا كان الخط الذي يزوّره جار ابن صالح من الإتقان بحيث أن ابن صالح نفسه لا يستطيع تمييزه عن خطه، فمن الأجدر أن الرواة عن ابن صالح كذلك لا يميزونه.

ثالثاً: علي بن أبي طلحة (وهو علي بن سالم بن المخارق الهاشمي) قد تكلم بعض العلماء فيه. قال عنه أحمد بن حنبل: «له أشياء منكرات». ونقل ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص75) عن أحمد أنه قال: «علي بن أبي طلحة ضعيف». وقال عنه يعقوب بن سفيان: «هو ضعيف الحديث، منكَر، ليس بمحمود المذهب». وفيه تشيّع، وكان يرى السيف على المسلمين.

(طبعاً فيه توثيق، لكن المقصود أنه في كلام من ناحية حفظه ومن ناحية عدالته)

رابعاً: معاوية بن صالح الحضرمي، فيه خلاف طويل كذلك. قال يعقوب بن شيبة: «قد حمل الناس عنه، و منهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت و لا بالضعيف، و منهم من يضعفه». قلت: من وثقه أكثر، لكن انتقدوا عليه إفرادات. والخلاف فيه تجده في ترجمته في التهذيب. وممن ضعفه –وليس قوله في التهذيب– ابن حزم في المحلّى (5

70). ولخّص ابن حجر حاله في التقريب بقوله: «صدوقٌ له أوهام».

ولذلك تجد في هذه الصحيفة بعض المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس. وإجمالاً فهي تفسير قيّم جميل، ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس لكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس. وقد علق البخاري نذراً يسيراً منها في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه، بسبب قرائن تشهد لذلك النذر اليسير بالصحة.

(والجملة الأخيرة يجب تأملها لأنها إجابة عن سؤال قد تكرر)

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 05 - 04, 04:01 م]ـ

قال الأخ المتبصر في تأييده لقبول هذه الصحيفة

أحسنتم بارك الله فيكم

و ما توصلتم إليه صواب و قد كنت قبل نحو عشر سنوات بحثت هذا الإسناد، و خلصت إلى أن الصحيفة جيدة الإسناد في الجملة، عدا ألفاظ فيها يتجاذبها النظر أو الحكم فيها بالوهم.

و هذا لا يضرها، فهذه صحيفة عمرو بن شعيب وقع فيها ما يستنكر و مثلها بهز بن حكيم و غيرها من الصحف الحديثية.

و الصحيفة احتج بها البخاري في تراجم أبواب التفسير من صحيحه، و دافع عنها أيضا النحاس تلميذ النسائي فقال: (و الذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس و إنما أخذ التفسير عن مجاهد و عكرمة و هذا القول لا يجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين و هو في نفسه ثقة صدوق).

و هذا الصواب، و لهذا اختارها البخاري و غيره و احتجوا بها في تفسير الآي.

و قد تكلم فيها جماعة فأعلوها بالانقطاع البيِّن بين علي و ابن عباس، و من هؤلاء العلائي في تفسير الباقيات الصالحات (ق4/ 2).

و لم أقف إلى ساعتي على من أعلها بأبي صالح كاتب الليث، سوى العلامة الألباني رحمه الله، و هو تعليل مردود من أوجه:

الأول: أن الصحيفة روها الإئمة الكبار كما قال الخليلي في الإرشاد و منهم البخاري والرازيان و الدارمي و جماعة، و هؤلاء يعرفون صحيح أبي صالح من ضعيفه، لا سيما البخاري، فإنه لا يخرج لمن لا يتميز صحيح حديثه من سقيمه كما صرح هو نفسه بذلك في مواضع.

و الثاني: أنها صحيفة فلا يضير رواية أبي صالح لها، و ما يتخوف منه تجاهها هنا منتف.

و الثالث: انه سمعها مرتين من معاوية بن صالح فأتقنها.

و لهذا اشتهرت الصحيفة بمعاوية بن صالح، دون راويها عنه، و كثر الحديث عنها حتى قال عنها الإمام أحمد مقولته السائرة (بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها الى مصر قاصدا ما كان كثيرا).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير