قيل لأبى عبد الله: روى عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبيه: بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم ... ، فأنكره وقال: إنما هذا حديث طارق ما سمعت هذا من حديث قتادة ولا من حديث شعبة.
قلت لأبى عبد الله: شبابة أي شيء يقول فيه؟ فقال: شبابة كان يدعو إلى الإرجاء، وحكى عن شبابة قولا أخبث من هذه الأقاويل ما سمعت عن أحد بمثله، قال: قال شبابة: إذا قال فقد عمل، قال: الإيمان قول وعمل كما تقولون فإذا قال فقد عمل بجارحته - أي بلسانه - حين يتكلم به، قال أبو عبد الله: هذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقول ولا بلغني، قلت: كيف كتبت عن شبابة؟ فقال لي: نعم كتبت عنه قديماً شيئاً يسيراً قبل أن نعلم أنه يقول بهذا، قيل له: كنت كلمته في شيء من هذا؟ قال: لا.
قال: وحدثني بعض الأشياخ أن شبابة قدم من المدائن قاصداً للذي أنكر عليه أحمد بن حنبل، فكانت الرسل تختلف بينه وبينه، قال: فرأيته تلك الأيام مغموماً مكروباً، قال: ثم انصرف إلى المدائن قبل أن يصلح أمره عنده.
حدثنا عبد الله قال: سمعت أبى يقول: حديث حدثناه هشيم عن نعيم بن حكيم عن أبى مريم عن على في الحج سجدتين، فقال شبابة: قد سمعت من هذا الشيخ، وأنكره أبى - يعنى حديث نعيم عن شبابة -.
حدثنا عبد الله بن أحمد قال: كان أبى ينكر حديث شبابة عن شعبة عن مسعر كان ينتبذ لعبد الله في جر.
قال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين ترجمة (1607):
يروي عن: شعبة، وأخرج عنه: في الصحيح، إلا أن أحمد قدح فيه وغلطه وقال: كان داعية في الإرجاء.
قال الذهبي في الكاشف (ترجمة 2229):
شبابة بن سوار أبو عمر الفزاري مولاهم المدائني، عن: يونس بن أبي إسحاق وحريز بن عثمان، وعنه: أحمد وعباس الدوري، مرجىء صدوق، قال أبو حاتم: لا يحتج به، مات 206 ع.
قال الحافظ في التهذيب (ترجمة 3192):
قال أحمد بن حنبل تركته لم اكتب عنه للإرجاء، قيل له: يا أبا عبد الله! وأبو معاوية؟ قال: شبابة كان داعية.
وقال زكريا الساجي: صدوق يدعوا إلى الإرجاء، كان أحمد يحمل عليه.
وقال ابن خراش: كان أحمد لا يرضاه وهو صدوق في الحديث.
وقال جعفر الطيالسي عن ابن معين: ثقة.
وقال عثمان الدارمي قلت ليحيى: فشبابة في شعبة؟ قال: ثقة، وسألت يحيى عن شاذان؟ فقال: لا بأس به، قلت: هو أحب إليك أم شبابة؟ قال: شبابة.
وقال ابن الجنيد: قلت ليحيى تفسير ورقاء عمن حملته؟ قال: كتبته عن شبابة وعن علي بن حفص، وكان شبابة أجرأ عليها وجميعاً ثقتان.
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن عبد الله وقيل له روى شبابة عن شعبة عن بكير عن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر في الدباء؟ فقال علي: أي شيء تقدر أن تقول في ذاك - يعني شبابة - كان شيخاً صدوقا إلا أنه كان يقول بالإرجاء، ولا ينكر لرجل سمع من رجل ألفاً أو ألفين أن يجيء بحديث غريب، قال يعقوب: وهذا حديث لم يبلغني أن أحدا رواه عن شعبة غير شبابة.
وقال ابن سعد: كان ثقة صالح الأمر في الحديث وكان مرجئاً.
وقال العجلي: كان يرى الإرجاء، قيل له: أليس الإيمان قولا وعملاً؟ فقال: إذا قال فقد عمل.
وقال صالح بن أحمد العجلي: قلت لأبي كان يحفظ الحديث؟ قال: نعم.
وقال البرذعي عن أبي زرعة: كان يرى الإرجاء، قيل له: رجع عنه؟ قال: نعم.
وقال أبو حاتم: صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال ابن عدي إنما ذمه الناس للإرجاء الذي كان فيه، وأما في الحديث فلا بأس به كما قال ابن المديني، والذي أنكر عليه الخطأ ولعله حدث به حفظاً.
قال أبو محمد بن قتيبة: خرج إلى مكة وأقام بها إلى أن مات.
وقال البخاري: يقال مات سنة 4 أو 255.
وقال أبو موسى وغيره مات سنة 256.
قلت (الحافظ):
وذكره ابن حبان في الثقات وحكى الأقوال الثلاثة في وفاته وزاد لعشر مضين من جمادى الأولى.
وقال البخاري في تاريخه الأوسط والصغير: مات سنة 6.
وقال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل: كان يدعو إلى الإرجاء، وحكى عنه قول أخبث من هذه الأقاويل قال: إذا قال فقد عمل بجارحته، وهذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقوله، قيل له: كيف كتبت عنه؟ قال: كتبت عنه شيئاً يسيراً قبل أن أعلم أنه يقول بهذا.
وقال عثمان بن أبي شيبة: صدوق حسن العقل ثقة.
وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج حدثني أبو علي بن سختي المدائني حدثني رجل معروف من أهل المدائن قال: رأيت في المنام رجلاً نظيف الثوب حسن الهيئة فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل المدائن، قال من أهل الجانب الذي فيه شبابة؟ قلت: نعم، قال: فإني ادعوا الله فأمن على دعائي اللهم أن كان شبابة يبغض أهل نبيك فاضربه الساعة بفالج، قال: فانتبهت وجئت إلى المدائن وقت الظهر وإذا الناس في هرج، فقلت: ما للناس؟ فقالوا: فلج شبابة في السحر ومات الساعة.