تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 06:42 م]ـ

قال أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني (قال عنه شيخ الإسلام إسماعيل الأنصاري أحفظ من رأيت من البشر) ت 428هـ في كتابه رجال مسلم (تفسيره غير معتمد يقال إنه لم ير ابن عباس)، قال الخليلي (ت 446هـ) في الإرشاد: وأجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه (أي التفسير) من ابن عباس، ولم يزد!!.

لكن قال الطحاوي في شرح معاني الآثار ج3/ص279بعد أن روى أثرا عن ابن عباس من طريقه (وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله غير أن قوما من أهل العلم بالآثار يقولون إنه صحيح وإن علي بن أبي طلحة وإن كان لم يكن رأى ابن عباس رضي الله عنهما فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما).

قال المزي في تهذيب الكمال بينهما مجاهد، قال الذهبي في الميزان وأخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد.

وهذا القول لم يسندوه إلى أحد من أئمة الجرح والتعديل المتقدمين الذين نفوا سماعه من ابن عباس ولم يزيدوا على ذلك شيئا حتى الطحاوي لم يسم أحدا بل أبهم وقال عنهم قوم من أهل العلم بالآثار وأظن أن الطحاوي يقصد بذلك الإمام أحمد بن حنبل حيث روى بعد ذلك عن الإمام أحمد قوله لو أن رجلا رحل إلى مصر فانصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح ما رأيت رحلته ذهبت باطلا ورواه أيضا أبو جعفر النحاس من طريق الطحاوي وأجيب عن هذا بأنه لايثبت عن الإمام أحمد فالراوي عنه هو الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم قال عنه الحاكم ليس بالقوي وقال الدارقطني أيضا ليس بالقوي وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء، وأيضا المعروف عن الإمام أحمد تضعيف علي بن أبي طلحة، ولو ثبت عن الإمام أحمد فليس فيه البتة إثبات سماع ابن أبي طلحة من أحد من تلامذة بن عباس.

قال العلامة المعلمي في التنكيل بعد أن قال بالإنقطاع بينه وبين ابن عباس ولا دليل على أنه لا يروي عنه بواسطة غيرهما والثابت عنهما (مجاهد وسعيد بن جبير) في تفسير الصمد خلاف هذا. وقال أيضا الإمام الألباني في تعليقه على التنكيل رادا على هذا القول (ولكن أين السند بذلك؟).

بل ثبت عن أحد أئمة الجرح والتعديل نفيه لأخذ ابن أبي طلحة التفسير عن أحد فقد أخرج الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بسنده الصحيح عن الحافظ الفقيه يعقوب بن إسحاق الهروي قوله سئل صالح بن محمد (جزرة) عن علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير قال من لا أحد. (ذكره كذلك المزي في تهذيب الكمال معلقا).

قال ابن كثير في تحفة الطالب ج1/ص380: هذا الإسناد فيه انقطاع لأن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس. وكذلك أعله ابن القيم في إغاثة اللهفان بالانقطاع.

وقال ابن الملقن خلاصة البدر المنير ج2/ص348:من رواية علي بن أبي طلحة عنه (أي ابن عباس) وهو مرسل قاله ابن أبي حاتم وغيره.

ومما يدل على عدم ثبوت هذا الطريق عن ابن عباس قول الإمام الشافعي الذي رواه عنه بإسناده أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شاكر القطان ت 407هـ في فضائل الإمام الشافعي: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث.

ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، ورواه كذلك البيهقي في مناقب الشافعي في باب ما يستدل به على معرفته بصحة الحديث. فكيف وقد روي من هذا الطريق ما يجاوز الألف أثر عن ابن عباس في كتب التفسير.

وقد أعل هذا الطريق بالإنقطاع من أهل العلم المعاصرين العلامة المعلمي والشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني وغيرهم الكثير من طلبة العلم مثل الشيخ علي الحلبي والشيخ عبدالله العبيلان (مشافهة) والشيخ زكريا الباكستاني وغيرهم.

وقد روي من هذا الطريق العديد من الآثار المنكرة عن ابن عباس مثل القول بأن الحروف المقطعة في القرآن هي من أسماء الله عزوجل وتأويل قوله تعالى يوم يكشف عن ساق والقول بموت عيسى عليه الصلاة والسلام والقول بعدم إبدء المرأة شعرها لأحد إلا لزوجها ولا حتى محارمها والقول بالإشهاد عند الطلاق وغير ذلك الكثير.

ويروى أيضا من هذا الطريق عن ابن عباس ما يخالف الثابت عنه من طرق أخرى صحيحة مثل تفسير قوله تعالى إلا اللمم وغير ذلك أيضا.

ويروى أيضا من هذا الطريق ما يخالف الثابت عن مجاهد وسعيد بن جبير كما أشار إلى ذلك العلامة المعلمي في التنكيل وقد وقفت على العديد من الأمثلة الدالة على ذلك.

وقد احتج بعضهم على صحة هذا الطريق باعتماد البخاري عليه في التعليق عن ابن عباس في صحيحه وبرواية ابن أبي حاتم من هذا الطريق في تفسيره وقد أجاب عن ذلك الإمام الألباني في تعليقه على التنكيل فارجع إليه. (وأزيد فأقول ما قاله الأخ محمد الأمين جد وجيه وله حظ كبير من النظر).

وتباكى بعضهم فقال هل يعقل أن نضعف هذا الطريق وقد روي منه الكثير من الآثار فكيف نقول عن هذا كله ضعيف هكذا بكل بساطة، فيقال قد روي عن ابن عباس من طريق العوفيين العدد الكبير من الآثار في كتب التفسير جاوزت الألف عند ابن جرير الطبري ومع ذلك فهذا الطريق مجمع على ضعفه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير