تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكتب يحيى (العدل) صبيحة الاثنين السابع عشر من ذي القعدة لسنة ثلاث وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[28 - 01 - 03, 09:49 ص]ـ

قلت: الذي تبين لي بعد جمع طرق حديث حميد والنظر فيها: أن الحديث في لفظه اختلاف مرده في الغالب إلى حميد نفسه: إذ جاء مرة عنه موقوفا على أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- في حديث إسماعيل بن جعفر، وحماد بن سلمة (رواية عفان)، وابن أبي عدي، ومالك بن أنس، ومعاذ بن معاذ. ولفظ إسماعيل: قال أنس: (صليت مع أبي بكر، وعمر، وعثمان؛ وكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين). والبقية بنحوه.

أما مالك فخالف في لفظه فقال: (قمت وراء أبي بكر، وعمر، وعثمان: فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم). وقد اختلف عليه (كما سبق).

وجاء مرة عنه موقوفا على أبي بكر وعمر في حديث ابن عُيَيْنَةَ.

وجاء موقوفا على أبي بكر في حديث سهل بن يوسف من قول حميد: (أن أبا بكر كان يفتتح القراءة بالحمد لله رب العلمين).

وجاء مرفوعا مع ذكر الخلفاء الثلاثة في حديث أبي كامل عن حماد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد، وابن أبي عدي في (روايته عند ابن حبان، وابن الأعرابي)، ومروان بن معاوية، ومعمر بن راشد. ولفظ حماد: (أن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأبا بكر، وعمر، وعثمان: كانوا يستفتحون القرآن بالحمد لله رب العالمين). والباقون نحوه.

وجاء موقوفا على أبي بكر، وعمر، وعثمان؛ مع الشك في رفعه في حديث هُشَيْم، ولفظه: (أن أبا بكر، وعمر، وعثمان: كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين). قال حميد: وأحسبه ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم).

وجاء موقوفا على أبي بكر وعمر مع الشك في رفعه في حديث زهير بن معاوية، ولفظه: أن أبا بكر، وعمر (ويرى حميد أنه قد ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) ... ثم ذكر نحوه".

وقد تعقب ابن حجر في النكت (2: 758، 759) ابن الصلاح في قوله عند حديثه على رواية حميد عن قتادة: "وقد ورد التصريح بذكر قتادة بينهما فيما رواه ابن أبي عدي عن حميد، عن قتادة، عن أنس -رضي الله تعالى عنه- فآلت رواية حميد إلى رواية قتادة".

فقال الحافظ: "قلت: هذا يوهم أن حميدًا لم يسمعه من أنس (رضي الله عنه) أصلا، وإنما دلسه عنه، وليس كذلك، فإن حميدا كان قد سمعه من أنس -رضي الله تعالى عنه- لكن موقوفا بلفظ (فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم). ... وهكذا رواه عن حميد حفاظ أصحابه كعبد الوهاب الثقفي، ومعاذ بن معاذ، ومروان بن معاوية الفَزَارِيّ، وغير واحد موقوفا، إلا أنه عندهم بلفظ (كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين)، ورواه المزني، عن الشافعي، عن ابن عُيَيْنَةَ، عن حميد؛ سمعت أنسا عنه به، وشذ بعض أصحاب حميد، فرفع هذا اللفظ عنه أيضا".اهـ.

وهذا اعتراض غير وجيه من وجهين:

الأول: أن هذا اللفظ الأول المذكور شاذ كما بينته مفصلا في رواية مالك، فإنما الثابت سماع حميد له لفظ: (كان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما- يفتتحان القراءة بالحمد لله رب العالمين) رواية ابن عُيَيْنَةَ وغيره.

الوجه الثاني: خلط بين رواة الرفع ورواة الوقف، وتبعه عليه السَّخَاوِيّ في فتح المغيث (1: 266 ـ 267) وقد فصلت ذلك آنفا؛ وفيه أن الثقفي، والفَزَارِيّ، وسواهم رفعوه. وقد يفسر هذا بما قال ابن معين (آنفا) أن حميدا كان إذا قال: عن قتادة، عن أنس رفعه، وإذا قال: عن أنس لم يرفعه. وبهذا تعلم أن الرفع والوقف كلاهما ثابت عن حميد (والله أعلم).

والخلاصة: أن هذا الاختلاف لا يوجب رد الحديث؛ فالرفع ثابت لحميد سماعه من قتادة بلا شك، ويحتمل أن يكون حميدًا سمعه من أنس مباشرة، لكنه شك في رفعه كما في رواية زهير و هُشَيْم. أما الوقف: فقد كان حميد مرة يذكر الخلفاء الثلاثة، ومرة يذكر أبا بكر وعمر، ومرة يذكر أبا بكر لوحده، على حسب نشاطه في الحال؛ فكل حدث بما سمع منه.

هذا والله أعلم .. وبهذا ختمنا الكلام حول طرق هذا الحديث .. وما فيه من علل ونكات علمية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كتب الفقير إلى عفو الله .. أبو عبدالله يحيى العدل ضحوة الثلاثاء السادس والعشرين من ذي القعدة لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 08 - 03, 03:56 م]ـ

للفائدة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير