[تخريج حديث في فضل المؤذنين]
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[07 - 01 - 03, 06:33 م]ـ
< center> بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أزواجه وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
وبعد فهذه مشاركة صغيرة مني في تخريج هذا الحديث:
< center> إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله عز وجل
وقد روي من حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله بن أبي أوفى وأبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين
1 - حديث أبي هريرة: جاء عنه مرفوعاً وموقوفاً.
1 - أ- المرفوع:
*رواه عبد بن حميد في المسند (1438 - منتخب) أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبان بن أبي عياش، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحب عباد الله إلى الله الذين يراعون الشمس والقمر "
أبان: متروك.
1 - ب- الموقوف:
*ذكره البيهقي في السنن (1/ص379) من طريق أبي الشيخ أبنا ابن أبي عاصم، حدثنا محمد بن أحمد أبو يوسف، حدثنا محمد بن سلمة، عن واصل بن أيوب الأسواري، عن أبي هريرة قال: " ألا إن خيار أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم لمواقيت الصلاة ".
واصل بن أيوب لم أعرفه، ولم يذكره المزي في شيوخ محمد بن سلمة.
2 - حديث أنس بن مالك:
*رواه الطبراني في المعجم الأوسط (5/ 4808) -ومن طريقه ابن حجر في أمالي الأذكار (1/ص321) - قال: حدثنا عبيد بن عبد الله بن جحش الأسدي، قال: ثنا جنادة بن مروان الأزدي الحمصي، قال: ثنا الحارث بن النعمان، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أقسمت لبررت، إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر "
قال الطبراني عقب حديث تالٍ له: لم يرو هذه الأحاديث -كذا عند الحافظ وفي المطبوع [الحديث]- عن أنس إلا الحارث اهـ
قال الحافظ: هو ابن أخت سعيد بن جبير، وقد ضعفه البخاري وأبو حاتم، والراوي عنه بضم الجيم وتخفيف النون ضعفه أبو حاتم أيضاً وخالفه ابن حبان فذكره في الثقات
وقال: هذا حديث غريب.
قلت: عبارة أبي حاتم: ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بسر. . . اهـ
قال الذهبي في الميزان: اتهمه أبو حاتم اهـ فيما قال الحافظ في اللسان: أراد أبو حاتم بقوله [كذب] أخطأ اهـ
3، 4 - حديثا عبد الله بن أبي أوفى وأبي الدرداء وما فيهما من الاختلاف:
*رواه ابن شاهين في الأفراد (ق83/ب) -ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ص320) - والمخلص في الأمالي (8) -ومن طريقه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (16/ص327) - عن يحيى ابن صاعد (ح) ورواه ابن صاعد -أيضاً- في زوائد الزهد لابن المبارك (1304) عن الحسين بن الحسن المروزي (ح) والحاكم في المستدرك (1/ص51) -وعنه البيهقي في السنن (1/ص379) - من طريق بشر بن موسى (ح) وأبو نعيم في الحلية (7/ص227) من طريق ابن أبي عاصم: كلهم عن عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله عز وجل ".
قال الحاكم: هذا إسناد صحيح، وعبد الجبار العطار ثقة، وقد احتج مسلم والبخاري بإبراهيم السكسكي اهـ
قال البهقي: تفرد به عبد الجبار بن العلاء بإسناده هكذا وهو ثقة اهـ
قال الحافظ: كلا! فلم يخرج البخاري لعبد الجبار، ثم هو معلول. . . اهـ
قال ابن شاهين: تفرد به سفيان -هو ابن عيينة- عن مسعر، ما حدث به عنه غيره، وهو حديث غريب صحيح حسن، حدث به عن ابن عيينة يحيى بن أبي بكير الكرماني اهـ
زاد في نقل الحافظ عنه: ما رواه ثقة عنه إلا عبد الجبار.
قلت: رواية يحيى هذه
*أخرجها ابن صاعد في زوائد الزهد (1305) -وعنه ابن شاهين في الأفراد (ق83/ب) - عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن محمد بن حميد الرازي، عن يحيى به.
وابن حميد صح أنه يكذب، فمثله لا تقبل روايته للمتابعات.
*ونقل الحافظ عن الدارقطني في الأفراد قوله: وروي عن محمد بن إدريس الشافعي، عن ابن عيينة.
ولم أقف عليه.
< center> فصل
وخولف عبد الجبار في رفعه:
*قال ابن أبي الدنيا في الأولياء (28): حدثنا هارون بن معروف، نا سفيان، عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي، عن ابن أبي أوفى، فذكره موقوفاً.
لكن ظاهر كلام الحفاظ أن الرفع ثابت عن سفيان.
قال أبو نعيم: تفرد سفيان برفعه. اهـ
< center> فصل
قال الحاكم: وإذا صح مثل هذه الاستقامة لم يضره توهين من أفسد إسناده اهـ يعني بذلك ما
*رواه ابن المبارك في الزهد (1303) -ومن طريقه الحاكم (1/ص56) (ح) ووكيع في الزهد (349) (ح) والبيهقي من طريق جعفر بن عون: ثلاثتهم عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي قال: حدثني بعض أصحابنا عن أبي الدرداء أنه قال: " إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى الناس والذين يراعون الشمس والقمر ".
قال أبو نعيم: ورواه خلاد وغيره عن مسعر موقوفاً اهـ
قال الحاكم: هذا لا يفسد الأول ولا يعلله فإن ابن عيينة حافظ ثقة، وكذلك ابن المبارك، إلا أنه أتى بأسانيد كمعنى الحديث الأول اهـ
قلت: الذي يظهر رجحان وقف الحديث على أبي الدرداء من رواية مسعر والله أعلم.
ثم إن إبراهيم السكسكي ضعفه شعبة وأحمد والعقيلي والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكر المتن وهو إلى الصدق آقرب منه إلى غيره ويكتب حديثه كما قال النسائي اهـ ولم يخرج له مسلم خلافاً لما ذكر أبو عبد الله الحاكم رحمه الله، وقال الساجي -كما في تهذيب التهذيب: تفرد بحديث عن ابن أبي أوفى مرفوعاً. . . وذكره.
< center> فصل
* ورواه وكيع في الزهد (345) قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال أبو الدرداء. . . فذكره.
وهذا فيه انقطاع بين الحسن وأبي الدرداء، ومبارك بن فضالة ذكروه بالتدليس، ومع هذا هو شاهد لا بأس به للرواية الموقوفة السابقة.
والله تعالى أعلم.
فائدة
قال الحاكم عقب روايته الحديث: قال بشر بن موسى: ولم يكن هذا الحديث عند الحميدي في (مسنده) اهـ
فهل يفهم منه أن الحميدي قصد إلى استيعاب رواية ابن عيينة في مسنده؟
¥