تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التيسير بمعرفة أهم مصنفات رواة الحديث (الباب الأول)]

ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[10 - 01 - 03, 09:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

أما بعد:

فلا يخفى على إخواني الأفاضل طلاب العلم – وفقهم الله تعالى – أهمية دراسة الجانب العملي التطبيقي لعلم الحديث الشريف، والتدرب عليه، والإحاطة بأكبر قدر ممكن من المصنفات الحديثية – سواء المشتملة على المرويات أو تراجم الروة – ومعرفة مناهج أئمة الحديث – رحمهم الله تعالى - في مصنفاتهم الحديثية، كل ذلك مع التمرين والتمرس لكيفية قراءة المخطوطات قراءة صحيحة، مع حل ما يطرأ عليها في كثير من الإشكالات المختلفة والتي تختص كل مخطوطة منها بشكل معين من هذه الإشكالات، حيث أن عدم إدراك طلاب العلم -ولاسيما المهتمين بعلم الحديث منهم- بهذه المصنفات واكتفائهم بدراسة الجانب النظري فقط، كأن يطلعوا على كتاب أو أكثر في علم المصطلح فحسب، مما يؤدي إلى آثار سلبية غير مرضية، وهذه الآثار – وللأسف – قد ظهرت ظهورًا بينًا، وأضحت واضحة المعالم لكل المشتغلين بهذا العلم الشريف، حيث أصبح من لا علم لهم يتناولون مصنفات أئمتنا المخطوطة، ويقومون بتحقيقها دون أدنى ممارسة للجانب العملي لهذا العلم الشريف، ودون أدنى إحاطة بمناهج الأئمة في مصنفاتهم الحديثية، ودون أدني ممارسة صحيحة لقراءة المخطوطات، وقد رأينا تجرأ كثير من هؤلاء حيث قاموا بتحقيق المخطوطات الحديثية الضخمة، والتي قاموا بطبعها في ستة أو عشرة مجلدات أو أكثر من ذلك، فأفسدوها وخربوها، حتى تمنى أكثر أهل العلم أن لم تكن هذه المخطوطات طبعت بهذه الكيفية، وأنها لو كانت في أسر خزانات المخطوطات لكان خيرًا لها من أن يقوم أمثال هؤلاء بتخريبها بقصد تخريجها، وقد شارك هؤلاء المخربين لمصنفات أئمتنا عدد كبير من الناشرين الذين ليس لهم هم إلا السعي وراء الربح المادي الكبير، فقاموا بإسناد أو شراء هذه المصنفات الضخمة المحققة – زعموا – ثم طبعوا منها آلاف النسخ ووزعوها في شتى أنحاء العالم.

الأمر الذي جعل المتمكنين من هذا العلم الشريف أنهم إذا راموا بإصلاح ما أفسده هؤلاء المخربون بإعادة تحقيق ما خربوه من مصنفات أئمتنا لم يجدوا من الناشرين من يقوم بطبعها ونشرها، لعلم هؤلاء الناشرين أن الطبعة السابقة المُخربة قد انتشرت، وقام بشرائها أكثر طلاب العلم، وأن أكثر هؤلاء الطلاب ليس لديهم القدرة المادية لشراء طبعة أخرى لنفس الكتاب، فتظل النسخة المخربة على ما هي عليه في الانتشار، حتى يحدث الله بعد ذلك أمرًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وإني لما كنت أقوم بتدريس كتاب: ((الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث)) للحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – لمجموعة من إخواني طلاب العلم، كنت أهتم في خلال شرحي على الجانب العملي التطبيقي، لعلي أن أكون لبنة في تدارك الأمر المزري الذي حل بمؤلفات أئمتنا – رضي الله عنهم -، فقمت بتدريس أهم المصنفات الحديثية المشتملة على المرويات، سواء المرفوع منها أو الموقوف أو ما شابه، ثم عرجت على ذكر أهم وأشهر المصنفات المهتمة برواة الحديث، وبعد ذلك أعرج على مناهج الأئمة في مصنفاتهم الحديثية – إن شاء الله تعالى -، وكنت في أول الأمر أثناء شرحي للمصنفات المهتمة بالمرويات كنت أمليها على إخواني مشافهة، دون أن أكتبها على الكمبيوتر بخلاف عادتي في ذلك، بسبب بعض المشاغل، وبعد أن انتهيت من هذه المشاغل قمت بكتابة أهم وأشهر المصنفات الحديثية المهتمة برواة الحديث على الكمبيوتر، فمن أجل هذا السبب قمت بتقديمها على الإنترنت قبل تقديمي للمصنفات الحديثية المشتملة على المرويات؛ وإلا كانت الأخيرة هي الأولى في تقديمها، إلا أني أعد إخواني الكرام بتقديم لهم ما أخرت كتابته عقب الإنتهاء من كتابتها إن شاء الله تعالى، ثم أقوم – ثالثًا – بكتابة مناهج الأئمة في مصنفاتهم الحديثية، وتقديمها لإخواني الكرام أن شاء الله تعالى، عسى الله تعالى
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير