قال الترمذي: «وما ذكرنا في هذا الكتاب "حديث حسن"، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجهٍ نحو ذاك، فهو عندنا "حديث حسن". وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعانٍ. رُبَّ حديثٍ يكون غريباً لا يُروى إلا من وجهٍ واحد. مثل ما حدث حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال قلت يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة فقال لو طعنت في فخذها أجزأ عنك فهذا حديث تفرد به حماد بن سلمة عن أبي العشراء ولا يعرف لأبي العشراء عن أبيه إلا هذا الحديث وإن كان هذا الحديث مشهورا عند أهل العلم وإنما اشتهر من حديث حماد بن سلمة لا يعرف إلا من حديثه فيشتهر الحديث لكثرة من روى عنه».
فهو لا يرى تعارضاً بين الحسن والغرابة. ومصطلحات الترمذي "صحيح" "حسن" "غريب" كلها قد تشترك وقد لا تشترك في نفس المعنى. ومن الواضح من تعريف الحديث الحسن عنده أنه لم يستثن المجهول ولا المتروك، وإنما استثنى المتهم بالكذب. وعندي أمثلة لهذا لو شئت. أما شذوذ هذا الحديث فمنفي بتحسين الترمذي له.
هذا ولم يتفرد الترمذي بهذا المنهج -كما قد أسلفنا- لكن الأئمة المتقدمين متفقين عليه كذلك.
قال علي بن المديني في علله (1\ 94 #159): في حديث عمر –أن النبي ? قال: «إني ممسك بحجزكم عن النار» – قال: «هذا حديث حسن الإسناد. وحفص بن حميد مجهول، لا أعلم أحداً روى عنه إلا يعقوب القمي (صدوق يهم). ولم نجد هذا الحديث عن عمر إلا من هذا الطريق. وإنما يرويه أهل الحجاز من حديث أبي هريرة». فابن المديني إذاً يحسن الحديث الغريب الذي تفرد به مجهول العين الذي لم يرو عنه إلا شخص واحد ليس بالقوي.
وقال الترمذي (#652): حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا محمد بن جعفر عن إسماعيل بن صخر الأيلي (مجهول) عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر (جيد) عن أبيه (صدوق) عن جده قال: «قال رسول الله ?: من أحب أن يقرأ القرآن جديداً غضاً كما أُنزِل، فليسمعه من ابن أم عبد. فلما كان الليل انقلب عمر إلى عبد الله بن مسعود يستمع قراءته، فوجد أبا بكر قد سبقه، فاستمعا، فإذا هو يقرأ قراءة مفسرة حرفاً حرفاً». سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: «هو حديث حسن، حدثنا به عبد العزيز الأويسي». فالبخاري يحسن الحديث الذي يرويه مجهول.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 01 - 03, 02:32 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي محمد الأمين ...
كنتُ قد وعدتُ في تعقيب سلف أن أكتب فائدةً في بعض إطلاقات المحدثين (المتقدمين) للفظة: حسن.
وأثناء كتباتي التعقيب الطويل إذا بك تأتي بكلام الردُّ عليه في هذه الفائدة بعينها.
فلعلِّي أتعرَّض للرد على هذا الكلام ضمن الفائدة أو أعيد الصياغة لأجل ذلك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 01 - 03, 09:02 م]ـ
جيد
الذي أريد أن أذهب إليه من هذه المناقشة هو أن الحديث الحسن عند المتقدمين لا علاقة له بالصحيح والضعيف، وإنما له علاقة بالنكارة. فالحديث الحسن هو عكس المنكر (عند أكثر المتقدمين وليس كلهم). فقد يطلقون كلمة الحسن على أصح الأحاديث، وقد يطلقونها على حديث يرويه متروك، لكن متنه حسن!
ولو طبقت هذا المنهج، لوجدت من السهل للغاية فهم كلام الترمذي والبخاري وغالب الأئمة المتقدمين.
هذا مع التنبيه أن بعض المتقدمين (كالنخعي) يعكس الأمر ويطلق الحديث الحسن على الحديث المنكر. لكن هذا قليل.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 02 - 04, 05:52 م]ـ
للصلة بما كتب ههنا:
ينظر للمشاركة الخامسة من هذا الموضوع الذي على هذا الرابط:
فوائد نفيسة من كلام الشيخ عبدالله السعد حفظه الله ج (2). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16635)
وكذا ما سيأتي في المشاركة التالية له (الفائدة السادسة)؛ إنشاء الله تعالى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 02 - 04, 10:02 م]ـ
فائدة عن أبي موسى الذي روى عنه الثوري
في جز فيه أحاديث أبي عمر عبدالله بن محمد بن أحمد بن عبدالوهاب المقريء السلمي عن شيوخه [توفي: 394]
رواية أبي الفضل المطهر بن عبدالواحد البزاني عنه
3 - حدثنا محمد بن عمر بن حفص حدثنا شاذان حدثنا سعد بن الصلت عن سفيان الثوري عن أبي موسى الصغاني عن وهب بن منبه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((من سكن البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن، ومن اتبع الصيد غفل))
هكذا في المجموع المخطوط بدار الكتب المصرية رقم [1558]
الذي طبعه أحدهم باسم [الفوائد لابن مندة]
وهذا الحديث فيه (1/ 342)
ومن كان عنده المخطوط فليتأكد لنا من ذلك
فإن الرجل الذي طبع المجموع لا ناقة له ولا جمل بهذا العلم
(الفوائد لابن مندة!!) مطبوعه ومخطوطه، و طلب مبادلة المخطوط. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14637&highlight=%C7%E1%DD%E6%C7%C6%CF)
¥