ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 01 - 03, 02:24 ص]ـ
هذه كتابة حول الحديث لأبي عمر أسامة عطايا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة كتبتها لبيان بطلان ما هو متداول بين الصوفية من حديث أولية النور المحمدي أبدؤها بذكر نص الحديث ثم تخريجه ثم الحكم عليه.
ورأيت من تمام الفائدة ذكر بعض الشواهد الباطلة التي قد يتوهم بعض من لا علم عنده أنها تشهد لهذا الحديث الباطل المكذوب.
فصل: نص الحديث المكذوب عن جابر-رضي الله عنه-قال: سألت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن أول شئ خلقه الله تعالى؟ فقال: ((هو نور نبيك يا جابر؛ خلقه الله ثم خلق فيه كل خير وخلق بعده كل شئ، وحين خلقه أقامه قدامه من مقام القرب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام: فخلق العرش من قسم، والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم.
وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام: فخلق القلم من قسم، واللوح من قسم، والجنة من قسم،
وأقام القسم الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء: فخلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء، والقمر والكواكب من جزء.
وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء: فخلق العقل من جزء، والعلم والحكمة من جزء، والعصمة والتوفيق من جزء.
وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة، ثم نظر الله -عز وجل- إليه، فترشح النور عرقاً، فقطر منه مائة ألف أربعة وعشرون ألف قطرة من النور، فخلق الله من كل قطرة روح نبي أو روح رسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء، فخلق الله من أنفاسهم الأولياء والشهداء والسعداء والمطيعين إلى يوم القيامة، فالعرش والكرسي من نوري، والكروبيون من نوري، والروحانيون والملائكة من نوري، والجنة وما فيها من النعيم من نوري، وملائكة السموات السبع من نوري، والشمس والقمر والكواكب من نوري، والعقل والتوفيق من نوري، وأرواح الرسل والأنبياء من نوري، والشهداء والسعداء والصالحون من نتاج نوري.
ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب فأقام الله نوري، وهو الجزء الرابع في كل حجاب ألف سنة، وهي مقامات العبودية والسكينة والصبر والصدق واليقين، فغمس الله ذلك النور في كل حجاب ألف سنة، فلما أخرج الله النور من الحجب ركبه الله في الأرض، فكان يضيء منها ما بين المشرق والمغرب كالسراج في الليل المظلم.
ثم خلق الله آدم من الأرض فركب فيه النور في جبينه، ثم انتقل منه إلى شيث، وكان ينتقل من طاهر إلى طيب، ومن طيب إلى طاهر إلى أن أوصله الله صلب عبد الله بن عبد المطلب، ومنه إلى رحم أمي آمنة بنت وهب، ثم أخرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين، وخاتم النبيين، ورحمة للعلمين، وقائد الغر المحجلين.
هكذاكان بدء خلق نبيك يا جابر)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش:
- هذا اللفظ من النفحات المكية واللمحات الحقية لمحمد عثمان الميرغني (ص/28 - 29).
@@@@@@@@@فصل: تخريج الحديث المكذوب @@@@@@@@@@@
لم أقف على من خرجه مسنداً.
وعزاه لـ (مصنف عبد الرزاق): السيوطيُّ في الخصائص الكبرى والقسطلاني (1) وابن عربي الصوفي (2) وأحمد رضا البريلوي (3) ومحمد عثمان عبده البرهاني (4) وجماعة آخرون من المتصوفة، وذكره الديار بكري في "الخميس في سيرة أنفس نفيس" (5).
ولم أقف عليه في شيء من كتب الحديث حتى كتب الموضوعات بلهَ مصنف عبد الرزاق فالعزو إليه إما وَهَم، وإما خلط بحديث آخر يأتي ذكره –إن شاء الله تعالى- في موضوع مستقل، وإما محض كذب وافتراء. والله أعلم.
وهو حديث مشهور بين الصوفية ذكره غير واحد منهم. وله ألفاظ عديدة سيأتي ذكر بعضها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1 - رَ: المواهب اللدنية (1/ 46).
2 - رَ: الفتوحات المكية (1/ 119).دار صادر تحقيق: د. عثمان يحيى الناشر: وزارة الثقافة المصرية سنة1392.
¥