وحكم بوضعه الشيخ محمد أحمد عبد القادر الشنقيطي-رحمه الله- في رسالة خاصة سماها: "تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق".
وأقره عليه وقرظ رسالته الشيخ عبد العزيز ابن باز-رحمه الله-.
وقال اللكنوي: (قد ثبت من رواية عبد الرزاق أولية النور المحمدي خلقاً، وسَبْقته على المخلوقات سبقاً وقد اشتهر بين القصاص حديث: ((أول ما خلق الله نوري)) وهو حديث لم يثبت بهذا المبنى وإن ورد غيره موافقاً له في المعنى) (4).
فقوله: (ثبت) باطل ومردود بما سبق بيانه.
وقوله: (ورد غيره موافقاً له في المعنى) باطل -أيضاً- ليس له مستند من الكتاب، ولا من السنة؛ بل هو مردود من وجوه:
الوجه الأول: أنه لم يرد فيما ادعاه نص من كتاب، ولا سنة؛ فهو قول على الله بلا علم.
الوجه الثانى: ما ورد من حديث أبي رزين-رضي الله عنه-أنه قال: يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: (كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء) (5) فالحديث صريح في أن العرش أو الماء أول المخلوقات، ولو كان النور المحمدي- بزعمهم- مخلوقاً لما أغفله النبي –صلى الله عليه وسلم-.
الوجه الثالث: أن المحققين من أهل العلم لم يقل أحد منهم-فيما وقفت عليه- بأن النور المحمدي-بزعمهم- أول مخلوق وإنما هو من دين الصوفية ومن قلدهم الذي فارقوا به جماعة المسمين والله أعلم.
الوجه الرابع: أنه على رواية (أول ما خلق الله نور نبيك من نوره) باطل لمعارضته لبشرية النبي-صلى الله عليه وسلم- إذ من المقطوع به أن نبينا محمداً-صلى الله عليه وسلم-من بني آدم وآدم خلق من طين لا من نور.
وفي الحديث غير ما سبق ذكره من المخالفات وانظرها في رساله الأخ الصادق محمد إبراهيم الموسومة بـ"خصائص المصطفى بين الغلو والجفا" (ص/83 - 89).
ثم إن ثبت الحديث –ودون ذلك خرط القتاد- فمعناه: أنه –صلى الله عليه وسلم-أول ما خلق الله من النبيين كما في حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ((كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث)) (6)
وسنده ضعيف، والصحيح أنه عن قتادة مرسلاً (7). والله أعلم.
يتبع الباقي في موضوع مستقل إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
الهوامش:
1 - الحاوي للفتاوي (1/ 223 - 325).
2 - ملحق قصيدة البردة لعبد الله الغماري (ص/75).
3 - المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير (المقدمة: ص/7)
4 - الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص/43).
5 - رواه أحمد في مسنده (4/ 11) والترمذي في سننه (5/ 288رقم3109) وابن ماجه (1/ 64رقم182) وابن حبان في صحيحه (14/ 8 - 9رقم6141) وغيرهم وهو حديث حسن.
6 - رواه ابن أبي حاتم [كما في تفسير ابن كثير (ص/1052)] وابن عدي في الكامل (3/ 49،372،373) وأبو نعيم في الدلائل (ص/6) وتمام في الفوائد (4/ 207رقم1399) وغيرهم وضعفه الألباني-رحمه الله- في “سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة” (2/ 115رقم661).
7 - رواه ابن سعد في الطبقات (1/ 149) وأبو نعيم في الدلائل [كما في البداية والنهاية (2/ 298)].
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[19 - 01 - 03, 06:21 ص]ـ
جزاك الله عنا خير الجزاء يانصب الراية
ـ[د. علي رمضان]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:49 م]ـ
هل من نسخة موافقة لللمطبوع بصيغة الشاملة؟؟؟؟؟؟؟؟ وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[24 - 10 - 10, 10:29 ص]ـ
وقال أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد بن سنان العَوفي، ثنا إبراهيم بن طَهمان، عن بُدَيل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمّد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنّة التي أسكنها ءادم وحوّاء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وءادم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبر أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه" اهـ، إسناد جيد قوي. وهو يفيد أن معنى كونه نبيًّا: إظهار ذلك في العالم العلوي قبل نفخ الروح في ءادم عليه السلام.
هل قصد أنّ الحديث صحيح؟؟