تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وهذا سند صحيح إلى جعفر:

فبشْر بن موسى مترجم في السير للذهبي (13/ 352) ونقل توثيقه عن الخطيب والدار قطني.

والحميدي إمام مشهور.

وبشر بن السري ثقة متقن كما في التقريب.

وأما المخالفة:

فقد خولف جعفر في رواية حديث السجود على الحجر الأسود.

فقد رواه ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر قال: رأيت ابن عباس جاء مسبَّدا رأسه (انظر معنى التسبيد في مصنف عبد الرزاق فقد سئل عنه ابن جريج فبينه) حتى أتى الركن فسجد عليه ثم قبَّله ثم سجد عليه ثم قبَّله ثم سجد عليه ثم قبّله.

قلت: وقد جاء هكذا موقوفا على ابن عباس عند الشافعي في الأم (2/ 257) ومن طريقه البيهقي في الكبرى (5/ 151) وعند عبد الرزاق (5/ 37) وابن أبي شيبة (3/ 326) و أخبار مكة للفاكهي (1/ 114) وأخبار مكة للأزرقي (1/ 328) وضعفاء العقيلي (1/ 200) كلهم من طريق ابن جريج.

قلت: وهذا سند صحيح , وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند عبد الرزاق.

وقال العقيلي: حديث ابن جريج أولى.

قلت: لا أشك في صحة كلام العقيلي رحمه الله , فابن جريج إمام مشهور, فتقدم روايته على رواية جعفر بن عبد الله بن عثمان الذي لا يعرف عنه غير توثيق الإمام أحمد له، مع ما فيه من كلام كما سبق, ولا سيما إذا تذكرنا أنه اضطرب فيه كما مر , فمرة جعله من مسند ابن عباس ومرة من مسند عمر.

فالراجح إن شاء الله تعالى الوقف , والله أعلم.

ملاحظات:

1. وقع إسناد أثر ابن عباس الموقوف عند الشافعي هكذا: عن ابن جريج عن أبي جعفر.

وجزم الشيخ الألباني في الإرواء (4/ 311) بأن أبا جعفر هو محمد بن على بن الحسين الباقر.

قلت: وهذا خطأ بلا شك , لأن ابن جريج إنما يروي هذا الأثر عن محمد بن عباد بن جعفر كما في المصادر السابقة.

وما جاء في إسناد الشافعي يفسر بشيئين:

• إما أن يقال: أبو جعفر هي كنية محمد بن عباد , فقد ذكر المزي في تهذيب الكمال في الرواة عنه ابنه جعفر , مما يدل على أن له ابنا اسمه جعفر.

• أو يقال صواب العبارة: ابن جعفر كما جاء في بعض نسخ الأم للشافعي , نبه على ذلك محققه , فيكون قد نسب إلى جده.

2. أفسد محقق مصنف عبد الرزاق إسناد هذا الأثر وقد تعقبته على ذلك في تعليق لي على ذلك الموضع , ثم رأيت محقق مسند الطيالسي تعقبه بمثل ما ذكرته , فليراجع كلامه في حاشية الطيالسي (1/ 33)، وتعقب أيضا الشيخ الألباني بمثل ما ذكرته في الملاحظة السابقة.

أحاديث أخرى في الباب

• روى أبو يعلى في مسنده (1/ 134) عن ابن عمر قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد عليه ثم عاد فقبله وسجد عليه ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع.

قلت: وسنده واه , فيه عمر بن هارون البلخي وهو متروك، و كذبه بعضهم, انظر الميزان للذهبي (3/ 228) والإرواء للألباني (4/ 311).

حديث آخر

• روى الدار قطني (2/ 289) والبيهقي في الكبرى (5/ 121) عن يحيى بن يمان ثنا سفيان عن ابن أبي حسين عن عكرمة عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد على الحجر.

قال البيهقي: قال سليمان – قلت: وهو الطبراني, والبيهقي يرويه من طريقه -: لم يروه عن سفيان إلا ابن يمان. وابن أبي حسين عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.اهـ

قلت: وهو ثقة كما في التقريب – أعني: ابن أبي حسين -.

قلت: ولكن سند البيهقي ضعيف بل رفعه منكر:

وذلك لأن يحيى بن يمان كما في التقريب:صدوق عابد يخطئ كثيرا وقد تغير.

ثم إنه خولف في رفع الحديث.

فرواه ابن أبي شيبه في المصنف (3/ 326) قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن حسين بن عبد الله عن عكرمة أن ابن عباس سجد عليه.

قلت: فقد خالف ابن يمان وكيع بن الجراح في أمرين:

• رفع الحديث: فوكيع وقفه، وابن يمان رفعه.

• في تسمية شيخ سفيان: فوكيع سمَّاه حسين بن عبد الله.

قلت: وهو ضعيف، وقد تركه بعضهم.

وابن يمان سمَّاه: ابن أبي حسين، وقد عرفت أنه ثقة.

ومما لا ريب فيه حينئذ أن رواية ابن يمان منكرة لضعفه أولا. وثانيا: لمخالفته لوكيع الإمام الجبل.

والخلاصة: أنه لا يصح حديث ابن عباس من هذا الطريق , بل رفعه منكر كما علمت.

ملاحظة:

بيان هذه العلة الثانية وهي المخالفة مما فات الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الإرواء (4/ 311 , 312) فليستدرك ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير