تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في التأذين في أذن الصبيِّ بعد ولادته

ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[26 - 01 - 03, 01:38 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

الأحاديث الواردة في التأذين في أذن الصبيِّ بعد ولادته

فهذه دراسة حديثية لحديث مشهور بين الناس قولاً وعملاً، درج على العمل به كثيرٌ من الحريصين على السنَّة النبويَّة، كنت نشرتها في مجلة منابر الهدى الجزائرية في عددها الرابع ـ السنة الثانية، وأنشرها اليوم في هذا الموقع لتعميم الفائدة، وفيها زيادة عمَّا ورد هنالك.

وهو حديث يُروى عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في التأذين في أذن الصبيِّ حين يولد، وورد الحديث من طرق أخرى عن غير أبي رافع، وحديث أبي رافع أقواها إسناداً على ضعفه، وبقية الطرق شديدة الضعف لا تصلح للاعتبار فضلاً عن الاحتجاج، أردت بيانها حتى لا يغترَّ من وقف عليها في كتب الحديث، فيظن أنَّ كثرة طرقه تزيده قوة ليصل إلى درجة الاحتجاج، وقد وقفت على خمسة طرق للحديث مرفوعة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي كالتالي:

الطريق الأول: حديث أبي رافع رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أخرجه أبو داود في السنن، كتاب: الأدب، باب: في الصبي يولد فيؤذن في أذنه (5/ 333) (50105) ـ واللفظ له ـ والترمذي في السنن، كتاب: الأضاحي، باب: الأذان في أذن المولود (4/ 82) (1514)، وأحمد في المسند (6/ 9، 391، 392)، وعبد الرزاق في المصنف (4/ 336)، والطيالسي في المسند (2/ 273) (1013)، والبزار في المسند (9/ 325) (3879)، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (رقم:54)، والطبراني في المعجم الكبير (3/ 30) (2578)، والروياني في المسند (1/ 455)، وابن حبان في المجروحين (2/ 128)، والحاكم في المستدرك (3/ 179)، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين (4/ 1، 179)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 305)، وشعب الإيمان (15/ 96، 98) (8252، 8253)، وأبو محمد البغوي في شرح السنة (5/ 60) (2816)، كلهم من طرق عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه رضي الله عنه قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة)).

وقال الترمذي: ((حديث حسن صحيح)).

وقال الحاكم: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه) لكن تعقبه الذهبي فقال: ((عاصم ضُعِّفَ)).

وبه أعلّه الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 149) فقال: ((مداره على عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف)).

قلت: ورواه حماد بن شعيب بإسناد آخر عن عاصم، مخالفاً بذلك الثوري، أخرجه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 313) (926)، (3/ 31) (2579) عن عاصم، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع بلفظ: ((إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أذّن في أُذن الحسن والحسين رضي الله عنهما حين وُلدَا وأمر به)).

فجعل بدل عبيد الله بن أبي رافع عليَّ بن الحسين، وهذا منكر، فشعيب بن حماد الحمَّاني ضعفه غير واحد، ومنهم من قال: ((منكر))، كما في الميزان (2/ 119)، واللسان (2/ 348) ومخالفته للثوري توهن حديثه.

وقال الهيثمي: ((رواه الطبراني في الكبير، وفيه حماد بن شعيب، وهو ضعيف جدًّا)). مجمع الزوائد (4/ 60).

فحديث أبي رافع مداره على عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي المدني، وهو ضعيف الحديث، وعامة أهل العلم على تضعيفه، وكان مغفَّلاً، حتى قال عنه شعبة بن الحجاج: ((عاصم بن عبيد الله، لو قيل له: مَن بنَى مسجد البصرة؟ لقال: فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم)). المعرفة والتاريخ للفسوي (2/ 778).

وضعفه ابن معين، وأحمد، والبخاري، وغيرهم، وقال ابن حجر في التقريب: ((ضعيف)).

انظر ترجمته مطولة في: تهذيب الكمال (13/ 500 ـ 506).

فالحاصل من هذا كلِّه أنَّ حديث أبي رافع ضعيف، من أجل عاصم بن عبيد الله.

الطريق الثاني: حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير