تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

توجد رسالة بعنوان " بذل المجهود فيما ورد من الأذان والإقامة في أُذُني المولود " لـ " باسم طاهر عناية " جزاه الله خيرا، اثبت أنه لا يثبت حديث في ذلك.

وإليكم مقدمة الكتاب:

المقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " [آل عمران: 102]

" يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " [النساء:1]

" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [الأحزاب: 70 - 71]

أما بعد

فاعلم - أرشدنا الله وإياك إلى الحق – أنه سبحانه حَفظ دينه، وصان شريعته، واختار لها البقاء محفوظة مصونة، تَعيَّدنا عز وجل بما شرع في كتابه، وما بَيَّنه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت وصَحَّ عنه، فلا يجوز لأحد كائنا من كان أن يتعبّد الله إلا بما شرع، وتَعَبُّدهُ سبحانه بغير ما شرع يشمل ما ابتدعه الناس، وعملوا به من أحاديث لم تثبت سواء كانت تلك الأحاديث غير الثابتة في الأحكام أو في الفضائل ونحوها على حد سواء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا يجوز أن يُعْتَمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة [1].

وقال الإمام الشوكاني رحمه الله: الضعيف الذي يبلغ ضعفه إلى حد لا يحصل معه الظن لا يثبت به الحكم ولا يجوز الاحتجاج به في إثبات شرع عام، وإنما يثبت الحكم بالصحيح والحسن لذاته أو لغيره، لحصول الظن بصدق ذلك وثبوته عن الشارع [2].

وقال رحمه الله أيضا: ما وقع التصريح – يعني عن الحديث – بصحته أو حُسنه جاز العمل به. وما وقع التصريح بضَعفه لم يجُز العمل به وما أطلقوه ولم يتكلموا عليه، ولا تكلم عليه غيرهم لم يجُز العمل به إلا بَعْد البحث عن حاله إن كان الباحث أهلا لذلك [3].

وقال شيخنا الألباني _ رحمه الله -: وجملة القول أننا ننصح إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أنْ يدعو العمل بالأحاديث الضعيفة مطلقا، وأن يوجهوا همتهم إلى العمل بما ثبت منها عن النبي صلى الله عليه وسلم، ففيها ما يغني عن الضعيفة، وفي ذلك مَنجاة من الوقوع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأننا نعرف بالتجربة أن الذين يخالفون في هذا قد وقعوا فيما ذكرنا من الكذب لأنهم يعملون بكل ما هب ودب من الحديث، وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله (كفى بالمرء كَذبا أن يحدث بكل بما سمع) رواه مسلم في مقدمة صحيحه [4] وعليه أقول: كفى بالمرء ضلالا أن يعمل بكل ما سمع ا. هـ. [5]

ومن الأحاديث غير الثابتة والمنتشرة اليوم ما ورد من الأذان والإقامة في أُذُني المولود … وفيما يلي من الصفحات تحقيق علمي حديثي، ألجأني إلى بذل الجهد فيه ما سألني عن ثبوته بعض الإخوة، فقمت ببذل ما أستطيع من دراسة لأسانيده، والكلام عليها بما يليق بحالها، وخلصت إلى عدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي عدم مشروعيته، فَكُن أخي المسلم علىبينة من دينك ولا تتعبد الله إلا بما شرعه في كتابه أو بما ثبت عن نبيه تكن من الفالحين الراشدين، المتبعين الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، أن ينفع بهذا التحقيق، وأن يجعله لوجه الله خالصا، وأن لا يجعل لأحد فيه شيئا، فإن أصبت فذلك من الله وحده فله المنة والشكر، وإنْ أخطأت فمني ومن الشيطان، واستغفر الله على كل حال، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتب

باسم طاهر عناية

عفا الله عنه

بعد عشاء السبت 17 صفر 1413 هـ


[1] قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص84).

[2] إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول (ص48).

[3] نيل الأوطار (1:15).

[4] صحيح مسلم – المقدمة – (1/ 72 - 73) المطبوع مع النووي.

[5] مقدمة صحيح الجامع الصغير (1/ 51) ومقدمة ضعيف الجامع الصغير (1/ 51).

ـ[حارث]ــــــــ[28 - 04 - 04, 07:09 م]ـ
وهل وقفتم على زيادة أنه قرأ في أذنه الإخلاص، وحنكه بتمرة، وسماه؟؟؟؟
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير