تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(الفصل في المنازعات حول حديث الحج كل خمس سنوات)]

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[03 - 02 - 03, 02:53 م]ـ

الحمدُ للَّه الَّذي فرَضَ الحجَّ إلى بيته لِمَن اسْتطاعَ إليهِ سَبيلاً، فقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاَ وَمَنْ كَفَرَ َفإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ}.

والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمُرسلين، القائل (فيما صحَّ عنه): ((يا أيُّها النَّاسُ: قَد فرَضَ اللَّهُ عَليكُمُ الحَجَّ فحُجُّوا) فقالَ رجلٌ: أكُلَّ عامٍ يا رسُول اللَّهِ؟ فسكتَ حتَّى قالها ثلاثًا، فقال رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم): ((لو قُلتُ نعم لوجبتْ، ولو وجبت ما قُمتُمْ بها ... )).

فأخبر أنَّه لا يجِبُ في العُمُر إلا مرَّة، لكنه (عليه الصلاة والسلام) حث على فضيلة التكرار بقوله ((تابِعُوا بين الحجِّ والعُمْرة فإنَّهُما ينفِيَانِ الفَقْرَ والذُّنوبَ كمَا ينفِي الكِيْرُ خبَثَ الحدِيْدِ، والذَّهَبِ والفِضَّةِ ... )).

فكان هذا منه (صلى الله عليه وسلم) بيان فضيلة قصد بيت اللَّه لحرام، وما يُعقِب اللَّهُ قاصدهُ من المالِ والغِنى، ومَحْو الذُّنوب والآثام.

فله الحمدُ (عز وجل) على أفضاله العظام، وآلائه الجسام.

ثم أما بعد: فهذا جزء في الكلام على حديث ((إنَّ عبدًا أصحَحْتُ لهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَليْهِ فِي المَعِيْشَةِ، يَمْضِي عَليْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحرُومٌ)).

وقد ورد هذا الحديث من ثلاث طرق عن: أبي سعيد الخُدري، وأبي هريرة، وخبَّاب بن الأرت.

وقد أخذ منه البعضُ القول بوجوب الحجِّ كل خمس سنوات، فخالف بهذا النُّصُوص الشَّرعية المُتكاثرة .. المُتظافرة على أنَّه لا يجِبُ في العُمُر إلاَّ مرةً واحدةً.

والبعض قال: بل يُفيد النَّدب ولذا بنَوا عليه .. أنَّ تكرار الحج يُستحبُّ في كلّ خمسة أعوامٍ.

ومنهُم العلاَّمة الألباني (رحمه اللَّه) حيث خرَّجه في ((السلسلة الصحيحة)) وعنون له بقوله: ((الحجُّ كل خمس سنين)).

وقد سُبِقَ الألباني (رحمه اللَّه) بتصحيحه من بعض الأئمة، وتبعه بعض المُعاصرين.

ومن جهةٍ أُخرى كثُر تداول هذا الحديث في هذه الأيام بين طلبة العلم:

فمنهُم من صحَّحه واحتجَّ به تبعًا للألباني.

ومنهُم من ضعَّفه، لعللٍ ذكروها.

ومنهم من توقف في حكمه.

وقد سألني بعض الفُضلاء عن حُكمهِ، وألحَّ في طلبه، ولمَّا لم أجد في الكلامِ عليه ما يشفي الغليل من حيث:

1 ـ جمع طرقه.

2 ـ منهجية العرض.

3 ـ إبرازُ علله.

4 ـ جمع كلام أهل العلم حوله.

5 ـ خلاصة الحكم عليه.

نشِطت للكلام عليه فيه هذا الجزء الذي أسميته:

[الفصل في المنازعات حول حديث الحج كل خمس سنوات]

تيمُّنن بأن يكون قاطعاً للخلاف في بيان حكم هذا الحديث، الذي اختلفت فيه الأراء بين مُصحِّحٍ ومضعِّفٍ، (واللَّه المستعان).

وإلى لقاء قادم بإذن الله (تعالى) في الحلقة الثانية ..

وكتب / محبكم يحيى العدل يوم الاثنين الثاني من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.

ـ[أهل الحديث]ــــــــ[03 - 02 - 03, 03:50 م]ـ

تم تحرير جميع المشاركات

واصل يا شيخ يحيى بارك الله فيك

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[06 - 02 - 03, 10:45 م]ـ

(الحلقة الثانية)

ومما يجدر التنبيه إليه: أن السائل الكريم أحضر لي رسالة حول هذا الحديث لأحد طلبة العلم، ولحسن ظنِّه طلب وجهة نظري حول هذا الحديث.

وبعد أن اطلعت عليها اتفقت مع الباحث في أشياء وخالفته في أشياء كثيرة، تم تنبيهه على كل ذلك.

ثم رأيت أنه لا بد لي من بحث الحديث، وجمع طرقه، لما رأيت حوله من اختلاف وتباين في الحكم عليه.

وسبب نشاطي في العمل عليه، أني قد كنت تناولت موضوع تكرار الحج في مقالة لي في جريدة المدينة العدد رقم ( .... ) في / ... / ... / 1418هـ.

وانفصلت في تلك المقالة على فضيلة التكرر أخذًا من النصوص الصِّحاح، وعدم استحباب ترك العمرة أو الحج أكثر من خمس سنوات، مُستأنسًا في ذلك بحديث: (إنَّ عبدًا أصححتُ له جِسمه ... (فذكرته) معتمدًا على تصحيح الألباني له.

وهذا نص المقالة بحذافيرها .. علمًا أنها كانت قبل قرار التحديد المعروف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير