قال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 268): وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة وأمثلها حديث عكرمة هذا وقد صححه جماعة منهم الحافظ أبو بكر الآجري وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى، وقال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول أصح حديث في صلاة التسبيح هذا وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس.
وقال المنذري أيضًا (1/ 270): جمهور الرواة على الصفة المذكورة في حديث ابن عباس وأبي رافع والعمل بها أولى إذ لا يصح رفع غيرها والله أعلم.
وأما حديث ابن عمرو:
فأخرجه أبو داود (2/ 30، رقم 1298) والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 428، رقم611).
وأما حديث الأنصاري:
فأخرجه أبو داود (2/ 30، رقم 1299).
وأما حديث أنس:
فأخرجه الترمذي (2/ 347، رقم 481) والحاكم في المستدرك (1/ 462، رقم
1191).
قال الترمذي: حديث أنس حديث حسن غريب وقد روي عن النبي حديث في صلاة التسبيح ولا يصح منه كبير شيء وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم وشاهده حديث اليمانيين في صلاة التسبيح. فذكر حديث ابن عباس.
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 7): وحديث أنس رواه الترمدي أيضا وفيه نظر لأن لفظه لا يناسب ألفاظ صلاة التسبيح وقد تكلم عليه شيخنا في شرح الترمذي.
وأما حديث أبي رافع:
فأخرجه الترمذي (2/ 350، رقم 482) والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 427، رقم 610) عن أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس يا عم ألا أصلك إلا أحبوك ألا أنفعك قال بلى يا رسول الله قال يا عم صل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد الثانية فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فتلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج لغفرها الله لك قال يا رسول الله ومن يستطيع أن يقولها في كل يوم قال فإن لم تستطع أن تقولها في كل يوم فقلها في جمعة فإن لم تستطع أن تقولها في جمعة فقلها في شهر فلم يزل يقول له حتى قال فقلها في سنة.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي رافع.
قال البيهقي رحمه الله: كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع وبالله التوفيق.
وأما حديث جعفر:
فأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 123، رقم 5004).
وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 464، رقم 1196) وقال: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه ومما يستدل به على صحة هذا الحديث استعمال الأئمة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا إياه ومواظبتهم عليه وتعليمهن الناس منهم عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه.
وتعقبه العراقي في ذيل الميزان (8/ 52، ترجمة 178) ترجمة: إسحاق بن كامل أبو يعقوب العثماني فقال: قلت بل هو مظلم لا نور عليه وأحمد بن داود كذبه الدارقطني وغيره وهو مذكور في الميزان وإسحاق بن كامل ذكره ابن يونس في تاريخ مصر وقال لم يتابع في حديثه مناكير توفي في شعبان سنة خمس وستين ومائتين.
وأما مرسل عكرمة:
فأخرجه ابن خزيمة (2/ 223، عقب رقم 1216) والحاكم في المستدرك (1/ 464، رقم 1194) والبيهقي في الكبرى (3/ 52، رقم 4697).
قال الحاكم: هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث فإن الزيادة من الثقة أولى من الإرسال على أن إمام آلاف في الحديث إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ووصله.
وقال النووي في تهذيب الأسماء (3/ 136): وأما صلاة التسبيح المعروفة فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها على خلاف العادة في غيرها وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا وهي سنة حسنة.
قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (1/ 165): غلط ابن الجوزي حيث ذكرها في الموضوعات.
¥