تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما رواه الإمام أحمد (): حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسال قال: قال رجل من اليهود: انطلق بنا إلى هذا النبي. قال: لا تقل: النبي؛ فإنه لو سمعها كان له أربعة أعين ـ وقص الحديث ـ، فقالا: نشهد أنك رسول الله ().

ذكر عبد الله ابن الإمام أحمد، عن أبيه، أنه قال:

" خالف يحيى بن سعيد غير واحد ()، فقالوا: " نشهد أنك نبي "؛ ولو قالوا " نشهد أنك رسول الله " كانا قد أسلاما؛ ولكن يحيى أخطأ فيه خطأً قبيحاً ".

فأنت ترى الإمام أحمد ـ عليه رحمة الله ـ قد قضى على خطأ يحيى بن سعيد القطان في هذا الحديث، بأنه "خطأ قبيح"؛ ومعنى هذا: أنه فاحش شديد، لا سبيل لقبوله.

ويحيى؛ هو يحيى ف الحفظ والإتقان والتثبت، ولكن أحمد لم يعلق الحكم على روايته بما يعرفه من حاله في الحفظ والإتقان، ولو كان كذلك لما تردد في قبولها؛ ولكنه نظر في روايته، وتأملها من حيث المعنى، وقابلها برواية غيره من الثقات؛ فتبين لديه أنها رواية شاذة غير مقبولة، وأن يحيى أخطأ فيها، وإن كان ثقة حافظاً، واعتبره " خطأ قبيحاً " مع أنه من ثقة.

هذا؛ وقد علمت أن الخطأ الذي وقع فيه يحيى القطاع خطأ في المتن، أدى إلى فساد المعنى.

ومعنى هذا: أن الراوي إذا أخطأ في المتن بما يؤدي إلى فساد معناه كان خطؤه شديداً؛ فلا يحتج بروايته، ولا يُعتبر بها، ولو كان الراوي ثقة.

ومثل ذلك:

ما حكاه عبد الله ابن أحمد ()، عن أبيه أيضاً؛ حيث قال:

" سمعت أبي يقول، وذكر يحيى ابن آدم فقال: أخطأ في حديث ابن مبارك، عن خالد، عن أبي قلابة، عن كعب، قال: قال الله عز وجل: أنا أشج وأداوي.

قال يحيى ابن آدم ـ وأخطأ خطأً قبيحاً ـ، فقال: أنا أسحر وأداوي " ا هـ.

ويحيى ابن آدم؛ من الثقات المعروفين، ومع ذلك؛ فقد نعت أحمد خطأه في هذا الحديث بأنه " خطأ قبيح " وذلك؛ لأنه صحَّف في متن الحديث، فأفسد معناه.

وقد صحف أيضاً في حديث آخر ()، لفظه: " لا غرر في الإسلام "، فقال: " لا غُرْل في الإسلام "، فأفسد الحديث، وقلب معناه؛ فإن " الغرل " عدم الاختتان، وهو بخلاف " الغرر " الذي هو الجهالة في

البيع ().

ومن ذلك:

قال الخلال (): أخبرني الميموني، أن أبا عبد الله ـ يعني: أحمد ابن حنبل ـ قيل له: إن بعض الناس أسند، أن النبي r كان يلاحظ في الصلاة.

فأنكر ذلك إنكاراً شديداً، حتى تغير وجهه، وتغير لونه، وتحرك بدنه، ورأيته في حال ما رأيته في حال قط أسوأ منها، وقال: النبي r كان يلاحظ في الصلاة؟! ـ يعني: أنه أنكر ذلك؛ وأحسبه قال: ليس له

إسناد (). وقال: من روى هذا ()؟! إنما هذا من سعيد ابن المسيب ().

ثم قال لي بعض أصحابنا: إن أبا عبد الله وهَّن حديث سعيد هذا، وضعَّف إسناده، وقال: إنما هو: عن رجل، عن سعيد ا هـ.

قلت: وهذا الحديث الذي أنكره الإمام أحمد هذا الإنكار الشديد، هو:

حديث: الفضل ابن موسى السيناني، عن عبد الله ابن سعيد ابن أبي هند، عن ثور ابن زيد عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله r كان يلحظ في صلاته يميناً وشمالاً، ولا يلوي عنقه خلف ظهره.

رواه: جماعة، عن السيناني.

أخرجه: أحمد (1/ 275ـ 306)، وأبو داود () والترمذي في " الجامع " (587)

و "العلل" (ص 98 - 99) والنسائي (3/ 9) ()، وابن خزيمة (485) (871) والدارقطني (2/ 83) والبيهقي (2/ 13) والحاكم (1/ 236 - 237) وأبو يعلى (4/ 463) وابن حبان (2288).

وقال الترمذي:

" هذا حديث غريب ()، وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته ".

ثم رواه (588) عن وكيع، عن ابن أبي هند، عن بعض أصحاب عكرمة، أن النبي r ـ فذكره.

وهذا مرسل، بل معضل.

وقال في " العلل "

" لا أعلم أحداً روى هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند مسنداً مثل ما رواه الفضل بن موسى "

وقال الدارقطني:

" تفرد به الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند متصلاً، وأرسله غيره ".

ثم أسند رواية وكيع أيضاً.

وكذلك؛ صنع البيقهي.

وهم يشيرون بذلك إلى إعلال رواية السيناني برواية وكيع المرسلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير