ـ[طالب الحق]ــــــــ[22 - 02 - 03, 01:58 م]ـ
أخي الكريم الفاضل أبو نايف –وفقك الله وجميع الأخوة للعلم النافع والعمل الصالح-.
الجواب عن سؤالك: (ونحن نسئلك أنت يا من تتبع منهج المتقدمين من علماء الحديث
وتقول أن المنهج تغير، وأنه يوجد علماء حديث علي منهج المتأخرين وعلماء حديث علي منهج المتقدمين وان الواجب اتباع ما كان عليه علماء الحديث المتقدمين من المنهج لأنهم علي الحق لو يأتيك أحد ويقول لك انك لست علي منهج المتقدمين من أهل الحديث وانك علي منهج المتأخرين من أهل الحديث فما يكون ردك بالله عليك).
أقول:
الجواب: لا يا أخي الفاضل .. أنا من حيث القواعد والمصطلحات والمسائل على منهج المتقدمين –حسب ما تبين لي- فمثلاً:
- زيادة الثقة لا أقبلها مطلقاً بل حسب القرائن.
- التفرد عن الأئمة المشهورين المكثرين الأصل عندي أنه علة.
- في الجرح والتعديل أراعي القواعد المعتبرة من حيث التشدد والتساهل، والجرح المفسر وغير المفسر .. الخ.
- أحاول جهدي أن أعرف مصطلحات كل إمام فمثلاً: مصطلح حسن في ألفاظ المتقدمين لا يمكن أن أفسرها بتعريف ابن حجر –رحمه الله رحمة واسعة- بل حسب مصطلح الإمام فقد يريدون به: الصحيح، وقد يريدون الغرابة، .. الخ، كذلك لفظ مجهول لايمكن أن أفسر كل مصطلح مجهول على ما هو مقرر في النخبة، بل الأمر في ذلك كما قال ابن رجب في شرح علل الترمذي ج1/ص377
(وقال يعقوب بن شيبة قلت ليحيى بن معين متى يكون الرجل معروفا إذا روى عنه كم قال إذا روى عن الرجل مثل ابن سيرين والشعبي وهؤلاء أهل العلم فهو غير مجهول قلت فإذا روى عن الرجل مثل سماك بن حرب وأبي إسحاق قال هؤلاء يروون عن مجهولين انتهى وهذا تفصيل حسن
وهو يخالف إطلاق محمد بن يحيى الذهلي الذي تبعه عليه المتأخرون أنه لا يخرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين فصاعدا عنه
وابن المديني يشترط أكثر من ذلك فإنه يقول فيمن يروي عنه يحيى بن أبي كثير وزيد بن أسلم معا إنه مجهول ويقول فيمن يروي عنه شعبة وحده إنه مجهول وقال فيمن يروي عنه ابن المبارك ووكيع وعاصم هو معروف وقال فيمن يروي عنه عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة ليس بالمشهور وقال فيمن عنه ابن وهب وابن المبارك معروف وقال فيمن يروي عنه المقبري -وزيد بن أسلم معروف وقال في يسيع الحضرمي معروف وقال مرة أخرى مجهول روى عنه ذر وحده وقال فيمن روى عنه مالك وابن عيينة معروف وقد قسم المجهولين من شيوخ أبي إسحاق إلى طبقات متعددة والظاهر أنه ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه وقال في داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص ليس بالمشهور مع أنه روى عنه جماعة وكذا قال أبو حاتم الرازي في إسحاق بن أسيد الخراساني ليس بالمشهور مع أنه روى عنه جماعة من المصريين لكنه لم يشتهر حديثه بين العلماء وكذا قال أحمد في حصين بن عبد الرحمن الحارثي ليس يعرف ما روي عنه غير حجاج بن أرطأة وإسماعيل بن أبي خالد روى عنه حديثا واحدا وقال في عبد الرحمن بن وعلة إنه مجهول مع أنه روى عنه جماعة لكن مراده أنه لم يشتهر حديثه ولم ينتشر بين العلماء من روى عنه واحد ولكنه معروف وقد صحح حديث بعض من روى عنه واحد ولم يجعله مجهولا قال في خالد بن شمير لا يعلم روى عنه أحد سوى الأسود بن شيبان ولكنه حسن الحديث وقال مرة أخرى حديثه عندي صحيح وظاهر هذا أنه لا عبرة بتعدد الرواة وإنما العبرة بالشهرة ورواية الحفاظ الثقات رأى ابن عبد البر فيما يرفع الجهالة وذكر ابن عبد البر في استذكاره أن من روي عنه ثلاثة فليس بمجهول قال وقيل اثنان وقد سئل مالك عن رجل فقال لو كان ثقة لرأيته في كتبي ذكره مسلم في مقدمة كتابه من طريق بشر بن عمر عن مالك وقال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول سمعت ابن عيينة يقول إنا كنا نتبع آثار مالك بن أنس وننظر إلى الشيخ إن كان مالك ابن أنس كتب عنه وإلا تركناه)
تأمل بدقة ونصفة قول ابن رجب
(وهو يخالف إطلاق محمد بن يحيى الذهلي الذي تبعه عليه المتأخرون أنه لا يخرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين فصاعدا عنه)
هذا جوابي عن سؤال الأخ الكريم الفاضل وفقه الله.
وآمل أن يجبيني عن سؤالين فقط:
س1 - قلتَ (ومن قال بالتفريق بين منهج علماء الحديث بين متقدم ومتأخر لم يعد الإمام الترمذي من بين علماء الحديث المتقدمين
بل عد الإمام الترمذي رحمه الله تعالي من علماء الحديث المتأخرين!!)
من عدّ الترمذي من المتأخرين؟ جزاك الله خيراً، وما هي المسالة بعينه كي نفهم.
س2:
هل ترى أنّ علماء الحديث المتقدمين –شعبة، والقطان، وأحمد والبخاري ... ، قواعدهم، ومصطلحتهم، هي نفس قواعد المحدثين الذين صنفوا في علوم الحديث؟ بدون خلاف.
ملحوظة:
قولك أخي (ونقول لكل من أتهم علماء الحديث من أمة محمد صلي الله عليه وسلم بتغير المنهج الذي كان عليه سلفهم من علماء الحديث وأتوا بمنهج جديد أتق الله تعالي فقد يكونون خصومك يوم القيامة)
أخي هذه مسائل علمية بحتة لا تحتمل كل هذا اليس كذلك؟
وتقبل شكري مقدما على أجابتك.
أرجو الاتنسنا من الدعاء.
¥