أولا: بأنه لا يلزم من تركهم العمل بسنة عدم ثبوتها، بل يعتذر لهم بانشغالهم بباب آخر من أبواب الأجر أو عدم بلوغ الحديث، فكم من السلف ترك ركعتي الضحى أو صيام ست شوال، وغير ذلك من الفضائل
ثانيا: بأن الحديث لم يشترط أن تصلى الركعتان في المسجد، ولا أن تصلى مباشرة بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وغاية ما في الحديث (ثم صلى ركعتين) فما دام صح عن كثير من السلف أنهم كانوا يجلسون للذكر في المسجد حتى تطلع الشمس، وصح عن كثير منهم أنهم كانوا يصلون ركعتي الضحى في أي مكان وأي وقت ما بين ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال، فقد تحقق المطلوب وثبت لهم الأجر المذكور.
وقد صحت آثار بأنهم كانوا يذكرون الله حتى تطلع الشمس ثم صحت آثار أخرى بأنهم كانوا يصلون الضحى فثبت المطلوب
ففي المصنف لابن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا إسماعيل قال حدثني قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف قال: مررت على بلال وهو بالشام جالس غدوة فقلت: ما يحبسك يا أبا عبدالله؟ قال: أنتظر طلوع الشمس.
وكان ابن أبي ليلى إذا صلى الصبح نشر المصحف وقرأ حتى تطلع الشمس (سير أعلام النبلاء ج ـ 4 صـ 265.).
وقال الوليد بن مسلم رأيت الأوزاعي يقبع في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ويخيرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفضوا في ذكر الله والتفقه في دينه (سير أعلم النبلاء جـ 7 صـ 117.).
قال مالك: كان سعيد بن أبي هند ونافع مولى ابن عمر وموسى بن ميسرة يجلسون بعد الصبح حتى ترتفع الشمس ثم يتفرقون ولا يكلم بعضهم بعضاً اشتغالاً بذكر الله (الجامع لأبي محمد بن عبدالله القيرواني)
ثالثا: تحسين الألباني للحديث كان بمجموع طرقه، وإلا فكل طريق على حدة فيه كلام كما بين لكن ثبت الحديث بمجموعها.
رابعا: ممن كان يحسن الحديث ويواظب على هذه السنة المباركة سماحة العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله، بل سمعته يوصي المرأة أن تعمل بهذه السنة في بيتها فتجلس في مصلاها في بيتها بعد الفجر تذكر الله حتى تطلع الشمس ثم تصلي ركعتين ويرجو لها ما ثبت للرجل من الأجر إذا جلس في المسجد.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[20 - 02 - 03, 01:30 ص]ـ
الأخ أبو خالد السلمي وفقه الله ..
يجاب عن جوابك بنفس قول الشيخ الأول!!
فلو كان الأمر كما ذكرت حفظك الله لنقل عن آحادهم على الأقل في ذلك شئ، وجلوس من جلس من السلف واستحبابه ذلك مبني على الاقتداء بسنته عليه الصلاة والسلام في هذا كما في صحيح مسلم، والحديث لا يصحح هنا بمجموع طرقه لتوفر الموانع من هذا، ومنها:
- المجهول.
- التفرد.
- النكارة.
شدة الضعف.
إلى غير ذلك من الموانع. والله أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 02 - 03, 01:42 ص]ـ
الأخ الكريم بو الوليد وفقه الله
فما دام صح عن كثير من السلف أنهم كانوا يجلسون للذكر في المسجد حتى تطلع الشمس، وصح عن كثير منهم أنهم كانوا يصلون ركعتي الضحى في أي مكان وأي وقت، ألا يكفي هذا؟
هل يلزم لإثبات السنة أن يقول الجالس (أنا جلست حتى أوجر أجر حجة وعمرة)؟
وكيف جزمت وفقك الله بأن جلوس من جلس من السلف واستحبابه ذلك مبني على الاقتداء بسنته عليه الصلاة والسلام الفعلية وليس بسنته القولية أو ليس لهما معا؟
وهل كل سنة فعلها السلف كانوا يقولون: (نحن فعلناها من أجل أن نؤجر كذا وكذا من الأجر)؟
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[20 - 02 - 03, 09:18 م]ـ
لم نؤت الا من تحسين الاحاديث بمجموع الطرق
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[20 - 02 - 03, 09:57 م]ـ
ورحم الله العلامة المعلمي اليماني إذ قال في (الأنوار الكاشفة) ص 29:
(وتحسين المتأخرين فيه نظر) اهـ.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 02 - 03, 10:07 م]ـ
لماذا يكون المتأخرون جميعا في تحسينهم نظر
ولا يكون هناك نظر في كلمة المعلمي _ وهو واحد من المتأخرين _؟
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[20 - 02 - 03, 10:10 م]ـ
شيخنا ابو خالد
المعلمي لم يقل جميع المتاخرين , وهو رحمه الله وان كان من المتاخرين زمنيا , فنفسه نفس المتقدمين.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[20 - 02 - 03, 10:32 م]ـ
الحديث ضعيف لا يصح، و هو مخرج عندي في جزء، و مما يزيده ضعفا عدم جريان العمل عليه، بل جريان العمل بخلافه، فقد كانوا يذكرون الله إلى طلوع الشمس، ثم يقومون و لا يحدثون صلاة بعدها .. كما في النقولات أعلاه.
و في صحيح مسلم (670) من طريق سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم.
و بعيدا عن منهج النقد الحديثي لطرق الحديث و رواته،،
حديثٌ في فضل عمل يسير بمثل الأجر المذكور فيه يتنكبه الثقات و يتركه أرباب الصحاح، و يرويه الضعفاء و المجهولون، هل يتصور ثبوته؟
أبمثل هذا نثبت سنة عن سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم؟ و نحتسب حال العمل بها الأجر المذكور فيها (حجة وعمرة تامة تامة تامة)؟؟
اللهم لا.
¥