تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقول ابن حجر في نتائج الأفكار " ولم أر فيه أحسن مما نقل الترمذي عن البخاري أنه سأله عنه فقال: مقارب الحديث. " يدل على أن هذا أقوى ما وجد ابن حجر من أقوال الأئمة في تحسين حال " أبي ظلال " وإلا فبقية أقول الأئمة تضعفه وتجرحه، حتى إن الشيخ الألباني رحمه الله لم يلتفت لقول البخاري هذا فقال " قلت: لكن الجمهور على تضعيفه " أي أن كلمة البخاري هذه لا يلتفت إليها مع تضعيف بقية الأئمة له، فكيف لو علم أن له قولا آخر يقول إن " عنده مناكير ".

فأقول لمن يفهم: رجل قليل الحديث، وعنده مناكير، وروى متنا غريبا لم يتابعه عليه غيره، بل خالف المحفوظ عن أنس، هل نقبل روايته والحالة هذه ثم نبحث لها عن شواهد!؟

ثانيا:

أن الأخ أبوعبدالرحمن " مبارك " وفقه الله لم ينقل قول ابن حجر الذي قرآه لزاما في " نتائج الأفكار "

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار " قلت: وقد خولف في متن هذا الحديث أخرجه أبو داود والطبراني في الدعاء ... ، وهذا أصح من حديث أبي ظلال، وله شاهد من حديث أبي هريرة بنحوه أخرجه الطبراني في الدعاء، والله أعلم)) ا. هـ

وقد قال ابن حجر قبل ذلك عن حديث أبي ظلال: ((هذا حديث غريب)) "

فلماذا إهمال هذه النصوص المهمة التي توضح رأي ابن حجر في هذه الرواية.

ثالثا:

أن التقوية بالطرق تصلح عند عدم وجود نصوص صحيحة تخالف هذه المتون الضعيفة، كيف والروايات هنا عن نفس الصحابة الذين نقلوا أن السنة هي الجلوس إلى طلوع الشمس بدون ذكر الصَّلاة بأسانيد صحيحة.

أما نقل الشيخ أبي عبدالرحمن " مبارك " وفقه الله عن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أنه حسَّن هذا الحديث لكثرة طرقه فلا يفيد شيئا، لأنا والحمد لله لا نقدس أحدا والحق هو الأحق بالاتباع.

وأما الحديث الحسن لغيره فأهل الملتقى وغالب من يكتب فيه لا ينكره والحمد لله، ولكن الكثير منهم لا يتابعون المتساهلين في تقوية الأحاديث بالطرق الضعيفة والواهية والمضطربه كما هو الشائع في عصرنا.

أسأل الله لي ولجميع الإخوة الإخلاص في القول والعمل إنه جواد كريم، وأن يجعلنا ممن يرون الحق حقا ويتبعوه، ويرون الباطل باطلا ويجتنبوه.

والله أعلم وأحكم

ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 12 - 03, 10:19 ص]ـ

أزجي شكري واحترامي وتقديري للأخ الفاضل خالد بن عمر وفقه الله لكل خير.

واستغفر الله وأتوب إليه لذاك الخطأ الذي وقعت فيه وجزاك الله خير الجزاء يأخ خالد على هذا التنبيه اللطيف.

أما عدم ذكري لكلام الحافظ الكبير ابن حجر: لكن في سماع خالد من ابن عمر نظر.أنني رجعت إلى المصادر التالية:

* الجرح والتعديل (3/ 351).

* المراسيل (52ـ 53) لابن أبي حاتم.

* جامع التحصيل (171) للعلائي.

*تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (93ـ 94) لابن أبي زرعة العراقي.

* التاريخ الكبير (3/ 176).

* تهذيب الكمال (8/ 167 ـ 174).

* تهذيب التهذيب (3/ 118ـ 120) لابن حجر.

قلت: ولم ينصوا على أنه لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنه مع العلم أنهم ذكروا عدة من الصحابة لم يسمع منهم، وقد ذكر المزي في " تهذيبه " (8/ 168) ممن أخذ عنهم ابن عمر. زد على ذلك أن الشيخ العلوان حفظه الله تعالى لم ذكر هذا الطريق لم يعله بالانقطاع.

قال أبو عبدالرحمن: لعلي أرجىء بقية المناقشة في مناسبة أخرى، وفي الختام أشكر الأخ المفضال خالد بن عمر على جهده الجهيد، والتعب الشديد في تتبع طرق الحديث والكلام حولها مما يرجى له الأجر والمثوبة بالحسنى عند الله تبارك وتعالى.

وختاماً أقول: من المتقرر في علم المصطلح أن الحديث الضعيف يتقوى بالشروط التي تقدم ذكرها، من أجل ذلك أقول: هل يبقى الحديث على ضعفه كما تدل عليه مفردات طرقه، ويشير إليه صنيعك أخي الكريم، أم إن مجموع طرقه يخرجه من الضعف، ويرقى به إلى مرتبة الاحتجاج به، ولو في رتبة الحديث الحسن لغيره على الأقل؟.

ولا يخفى أن بعض طرقه ليس شديد الضعف، إنما ضعفها سوء حفظ في بعض رواتها، كما هو حال طريق الأحوص بن حكيم، ومثل طريق المغيرة بن عبدالرحمن الحراني، حدثنا عثمان بن عبدالرحمن، عن موسى بن علي، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعاً.وهذا الطريق حسنه المنذري والهيثمي.

ومثل طريق سلم بن المغيرة، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن مسعر، عن خالد بن معدان، عن ابن عمر.

وسلم على تقدير تضعيف الدارقطني له فهو يستشهد به بناء على ماتقدم من قول ابن أبي حاتم: وإذا قالوا: ضعيف الحديث: فهو دون الثاني لا يُطرح حديثه.

ومثل حديث الترمذي من طريق أبي ظلال، عن أنس مرفوعاً. فممكن أن يعتبر به ولا يُطرح.

فهذه الطرق مما يتقوى الحديث بها لا نتفاء شدة الضعف عنها، والطرق الأخرى التي ذكرت والتي لم تذكر إن لم تزدها قوة فلا تضرها كما لا يخفى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير