أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دالويه الدقاق ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن عوف عن مالك الأصمعي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن قرأ حرفاً مِن القرآن كُتب له بها حسنةٌ، لا أقول بسم، ولكن باء، وسين، وميم، ولا أقول {الم} ولكن الألف، واللام، والميم ".
رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 341).
فالجواب عنهما:
أن الحديث ضعيف، فيه: موسى بن عبيدة الربذي.
قال على بن المدينى، عن يحيى بن سعيد القطان: كنا نتقى حديث موسى بن عبيدة تلك الأيام، ثم قال يحيى: كان بمكة فلم نأته.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة، قال: فقلت: يا أبا عبد الله لا تحل؟ قال: عندي، قلت: فإن سفيان يروي عن موسى بن عبيدة، و يروي شعبة عنه يقول: حدثنا أبو عبد العزيز الربذي؟ قال: لو بان لشعبة ما بان لغيره ما روى عنه.
وقال محمد بن إسماعيل الصائغ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما تحل أو ما تنبغي الرواية عنه، قلت: مَن يا أبا عبد الله؟ قال: موسى بن عبيدة الربذى.
وقال أحمد بن الحسن الترمذى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تكتب حديث أربعة: موسى بن عبيدة، و إسحاق بن أبى فروة، و جويبر، و عبد الرحمن بن زياد.
وقال البخارى: قال أحمد: منكر الحديث.
وقال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: لما مر حديث موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب، عن ابن عباس، قال: هذا متاع موسى بن عبيدة و ضم فمه و عوجه و نفض يده، وقال: كان لا يحفظ الحديث.
وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: لا يحتج بحديثه.
وقال أبو زرعة: ليس بقوى الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
وقال الترمذى: يضعف، وقال النسائى: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال محمد بن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، وليس بحجة.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، ضعيف الحديث جدّاً، ومن الناس من لا يكتب حديثه لوهائه، وضعفه، وكثرة اختلاطه، وكان من أهل الصدق.
وقال أبو أحمد بن عدى: وهذه الأحاديث التي ذكرتها لموسى بن عبيدة بأسانيد مختلفة مما ينفرد بها من يرويها عنه، وعامة متونها غير محفوظة، و له غير ما ذكرت من الحديث، والضعف على رواياته بيِّن.
وقال أبو بكر البزار: موسى بن عبيدة رجل مفيد و ليس بالحافظ، وأحسب أنما قصر به عن حفظ الحديث شغله بالعبادة، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم، وقال الساجى: منكر الحديث، و كان رجلا صالحاً، وكان القطان لا يحدث عنه، وقد حدث عنه وكيع، وقال: كان ثقة، وقد حدث عن عبد الله بن دينار أحاديث لم يتابع عليها.
وذكره البرقي في باب من كان الضعف غالباً في حديثه: وقد تركه بعض أهل العلم، وقال ابن قانع: فيه ضعف، وقال ابن حبان: ضعيف.
مختصر من " تهذيب الكمال " و " تهذيب التهذيب ".
والملاحظ: اتفاق كلمة العلماء – تقريباً – على ضعفه، ومن قال بأنه ثقة أو صدوق فالمراد أن ذلك في دينه لا في حديثه، فتأمل، أو أنه لم يتبين له أمره.
سادساً:
فائدة (1):
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج / 11].
وحرف هنا بمعنى: شك، وكل شاك فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء. رواه البخاري (4465).
فائدة (2)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
¥