تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم فيقولون: هذا حرف غريب، أي: لفظ الاسم غريب، وقسَّم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وفعل، وكل من هذه الأقسام يسمَّى حرفاً لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل، وسمَّى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء، ولفظ " الحرف " يتناول هذه الأسماء وغيرها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات: أما أني لا أقول: {الم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "، وقد سأل الخليل أصحابَه عن النطق بحرف الزاي من زيد فقالوا: زاي فقال: جئتم بالاسم، وإنما الحرف " ز ".

ثم إن النحاة اصطلحوا على أن هذا المسمَّى في اللغة بالحرف يسمى " كلمة "، وأن لفظ " الحرف " يخص لما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها، وأما ألفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده أنه هكذا في لغة العرب.

" مجموع فتاوى ابن تيمية " (10/ 232، 233).

فائدة (3)

وقال شيخ الإسلام – أيضاً -:

ولفظ الحرف يراد به الاسم والفعل وحروف المعاني واسم حروف الهجاء، ولهذا سأل الخليل أصحابه: كيف تنطقون بالزاي من زيد؟ فقالوا: زاي، فقال: نطقتم بالاسم وإنما الحرف " زه "، فبيَّن الخليل أن هذه التي تسمَّى حروف الهجاء هي أسماء، وكثيراً ما يوجد في كلام المتقدمين: " هذا حرف من الغريب "، يعبرون بذلك عن الاسم التام، فقوله صلى الله عليه وسلم: " فله بكل حرفٍ " مثَّله بقوله: " ولكن ألِف حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ "، وعلى نهج ذلك: و {ذلك} حرف، و {الكتاب} حرف، ونحو ذلك.

وقد قيل: إن ذلك أحرف والكتاب أحرف وروي ذلك مفسَّراً في بعض الطرق.

" مجموع الفتاوى " (12/ 108، 109).

قلت: وهذا التفسير في الطرق التي أشار إليها شيخ الإسلام قد بيَّنتُ أنها ضعيفة.

فائدة (4)

وقال ابن مفلح الحنبلي:

واختار الشيخ تقي الدين – [أي: ابن تيمية] – أن المراد بالحروف: الكلمة، سواءً كانت اسماً أو فعلاً أو حرفاً أو اصطلاحاً، واحتج بالخبر المذكور، فلولا أن المراد بالحرف الكلمة لا حرف الهجاء: لكان في " ألف لام ميم " تسعون حسنة، والخبر إنما جعل فيها ثلاثين حسنة، وهذا وإن كان خلافَ المفهوم والمعروف مِن إطلاق الحرف، فقد استعمله الشارع هنا، والله أعلم.

" الآداب الشرعيَّة " (2/ 312، 313).

والله أعلم

كتبه

إحسان بن محمد بن عايش العتيبي

أبو طارق

http://www.saaid.net/Doat/ehsan/121.htm

ولكن لدي اشكال اعرضه على مشايخنا الافاضل وهو

لفظ الاثر -كما هنا - (مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {الم} حرف، ولكن ألِف حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف).

فماالمتبادر من قوله (من قرأحرفا من كتاب الله فله به حسنة،والحسنة

بعشر أمثالها)؟

ان قيل المتبادر ما ذكره ابن تيمية وهو ان المراد بالحرف الكلمة.

فيقال ان المتبادر من اللفظ السابق اراد ابن مسعود رضي الله عنه

نفيه وذلك بقوله لا اقول (الم) حرف ولكن ......

فهذ الصيغة (لا اقول ..... ولكن .... ) اراد به ابن مسعود نفي فهم يتبادر

من اللفظ واراد التاكيد علىعظيم فضل قراءة القران والا فلم قال هذه العبارة ولم يكتف بقوله (من قرأ ............. بعشر امثالها).

فما قول مشايخنا الافاضل في ذلك.

ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[20 - 02 - 03, 09:10 م]ـ

مسألة معنى الحرف تكلم فيها المتقدمون من أئمة القراءات، وكان منهم من يرى أن الحرف هو الحرف الهجائي، ويستفاد هذا من قول من فضّل قراءة (مالك) على قراءة (ملك) لأن (مالك) أزيد حروفا فهي أزيد أجرا والفاتحة تتكرر في كل ركعة، فجعلوا مالك ب 40 حسنة و ملك ب 30

وأجاب الآخرون بجواب وجيه في نظري وهو أن المراد بالحرف الحرف المرسوم لا المنطوق وعليه فإن رسم ملك ومالك واحد في المصحف (ملك) فأجرهما واحد

وعليه فإن (ألم) في أول البقرة ب 30 حسنة لأنها مرسومة 3 أحرف وكذا (ألم) في أول الشرح ب 30 حسنة لأنها مرسومة أيضا 3 أحرف

وهذا جواب يحل الإشكال، ويريح في مسألة المفاضلة بين القراءات لأن القراءات كلها كاف شاف وهذا يفيد تساوي الأجر وفي معظم الأحيان لا يكون بين القراءات المختلفة اختلاف في الرسم من جهة عدد الحروف المرسومة وإن اختلفت في عدد الأحرف المنطوقة، والله أعلم.

ـ[المستفيد7]ــــــــ[21 - 02 - 03, 02:20 ص]ـ

الشيخ الفاضل ذو التحقيقات الحيثية البديعة ابو تيمية:

قولكم في رواية (له بكل اسم فيه حسنة) فيه امران:

1 - ما ذكرتموه من نفي الشذوذ عنها لتوافق المعنى الا يعكر عليه ما ذكرته من الا شكال.

2 - اليكم رواية مرسلة كرواية ابي البختري المرسلة وهي ما اخرجه ابن منده برقم 25 و26 من طريق ابي عمر وابي رافع كلاهما عن محمد بن كعب عن ابن مسعود.

ولفظ ابي عمر (مامن مؤمن يقرأ حرفا من القران،ولو شئت لقلت:اسما تاما،ولكن حرفا الا كتب الله تبارك وتعالى له عشر حسنات).

ولفظ ابي رافع (من قرأشيئا من القرآن كتب له بكل حرف عشر حسنات

اما ان الحرف ليس بالاية والكلمة ولكن: () ثلاثون حسنة).

فما رايكم بارك الله فيكم.

شيخنا الحبيب ابا خالد:

ماذكرته من الجواب فهو وجيه ويحل الاشكال ولكن هل كان رسم مصحف ابن مسعود رضي الله عنه كرسم مصحف عثمان رضي الله

عنه فان الكلام ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه كما ذكر الشيخ

ابو تيمية وتعلمون مخالفة ابن مسعود في جمع القران؟

فما قو لكم نفع الله بكم و سددكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير