تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هذا تخريج لحديث: (سعيت قبل أن أطوف) ..]

ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 04:17 م]ـ

حديث: "سعيت قبل أن أطوف ".

أخرجه أبو داود في سننه (2015) وابن خزيمة في صحيحه (2774) والدارقطني في سننه (2/ 251) والطحاوي في شرح المشكل (6015) والطبراني في الكبير (472، لكنه قرن مع جرير أسباطَ بن محمد - وستأتي الإشارة إلى ذلك -) والبيهقي في الكبرى (5/ 146) من طريق جرير بن عبد الحميد عن أبي إسحاق الشيباني " سليمان بن أبي سليمان " عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجاً، وكان الناس يأتونه، فمن قائل يقول: يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف أو أخرت شيئاً أو قدمت شيئاً، فكان يقول:

" لاحرج لاحرج، إلا رجلٌ اقترض عِرْضَ رجل مسلم وهو ظالم فذاك الذي حرِج وهلك ".

وهذا الحديث إسناده صحيح، إلا أن جماعة من الثقات الحفاظ رووه عن زياد بن علاقة ولم يذكروا هذه الجملة، كما أنه روي عن أبي إسحاق

الشيباني بدونها، وبيان ذلك:

أن هذا الحديث بهذا اللفظ جزءٌ من حديثٍ يتكون من مقاطع عدة، فمن الرواة مَنْ رواه مطولاً ومنهم مَنْ رواه مختصراً، ولم يذكر أحد منهم ماذكره جرير عن أبي إسحاق الشيباني.

وقد أشار إلى أن هذا الحديث جزءٌ من حديثٍ آخر - وسيأتي ذكره - الحافظُ ابن حجر "رحمه الله " (إتحاف المهرة 1 /- 323 - ) وقبله أبو نعيم (معرفة الصحابة 1 /- 226) وهو ظاهر تصرف الطبراني و الحاكم.

روى هذا الحديث أسباط بن محمد (وهو ثقة يخطيء في حديثه عن الثوري كما قال ابن معين) عن أبي إسحاق الشيباني عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال:حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل عمن حلق قبل أن يذبح أو ذبح قبل أن يحلق. فقال: "لاحرج ". فلما أكثروا عليه، قال: " ياأيها الناس قد رُفع الحرج

إلا من اقترض من أخيه شيئاً ظلماً، فذلك الحرج ". أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 177 - ) والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 236) والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس رقم "374") ولم يذكر "سعيت قبل أن أطوف ".

وروى الطبراني في الكبير (472، وقد سبقت الإشارة إليه) من طريق أسباط بن محمد وجرير بن عبد الحميد كلاهما عن الشيباني عن زياد عن أسامة وفيه (سعيت قبل أن أطوف).

فقد يقال: إن أسباط بن محمد اختلف عليه في ذكر هذه الجملة.

وقد يقال: إنه لم يُختلف على أسباط في ذلك، ولكن الطبراني لما قرن روايتي جرير وأسباط، أورد لفظ جرير ولم يورد لفظ أسباط، ويكون الإعتماد في لفظ أسباط على رواية ابن أبي شيبة والطحاوي والطبري التي نصت عليها، وهذا أقرب.

ويؤيده أن الطبراني نفسه روى الحديث من طريق أسباط بن محمد غير مقرون برقم (473)

بنحو لفظ ابن أبي شيبة والطحاوي والطبري.

وروى الحاكم في المستدرك من طريق أسباط بن نصر عن أبي إسحاق الشيباني عن زياد عن أسامة، وأورد هذا الطريق ضمن الطرق الأخرى ولم يسق لفظه، وأسباط بن نصر هذا يحتمل أنه غير أسباط بن محمد الذي في سند الطحاوي، ويحتمل أنه هو، ويكون قد وقع تصحيفٌ في إسناد الحاكم، وقد ذكر الحافظ ابن حجر طريق الحاكم في الإتحاف (1/ 325)، وفيه " أسباط بن نصر "، فالله أعلم.

وعلى كل حالٍ فالحاكم لم يورد لفظ أسباط بن نصرٍ هذا حتى نعلم هل تابع جريراً على (سعيت قبل أن أطوف) أم لا؟

هذا ما وقفت عليه من الطرق لهذا الحديث عن أبي إسحاق الشيباني.

ولم أجد في أيٍ منها التصريح بنسبة الجملة المذكورة لغير جرير، وإن كان إسناد الطبراني محتملاً، إلا أن طريق ابن أبي شيبة والطحاوي والطبري صريح في عدم ذكرها.

ويؤيد القول بتفرد جرير، أن الإمام الدارقطني لما روى الحديث في سننه قال:

(لم يقل " سعيت قبل أن أطوف " إلا جرير عن الشيباني).

وننتقل الآن إلى أقران أبي إسحاق الشيباني الذين رووا هذا الحديث عن زياد بن علاقة، فأقول:

روى هذا الحديث عن زياد بن علاقة جماعة، ولم يذكر أحدٌ منهم جملة

(سعيت قبل أن أطوف) ومن هؤلاء:

مسعر بن كدام. عند ابن أبي شيبة (8/ 514) والنسائي في

الكبرى (7554) وَ ابن حبان

(478 وَ 6064). والطبراني في الكبير (475)

والحاكم (4/ 399).

وشعبة بن الحجاج. عند أحمد (30/ 394 - رقم"18454 ") وأبي داود

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير