[تخريج حديث عمران بن حصين: "هذه من الواهنه"]
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[24 - 02 - 03, 11:37 م]ـ
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله، أما بعد
"عن عمران بن حصين أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً فى يده حلقه من صُفر، فقال ما هذه الحلقه؟ قال: هذه من الواهنه. قال انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً".
أخرجه أحمد وابن ماجه (3531) و البزار (3547) وابن حبان
(6088) من طرق عن مبارك بن فضاله عن الحسن عن عمران مرفوعاً
قلت وهذا سند ضعيف فيه علل
1ـ مبارك بن فضاله ضعيف ومدلس وقد عنعنه
فأما كونه ضعيفاً فبيانه كالأتى:
أخرج له البخارى تعليقاً وأبا داود والترمذى وابن ماجه
# أقوال من عدّله:
قال ابن المدينى: صالح وسط، وكان يحيى القطان يحسن الثناء عليه، واختلفت الروايه عن ابن معين فيه فقال مره: ثقه. وأخرى:لا بأس به، وأخرى:صالح، وسيأتى أنه ضعفه،ذكره ابن حبان فى الثقات وقال:يخطىء. وقال ابو زرعه وأبو داود: شديد التدليس فإذا قال ثنا فهو ثبت.
# أقوال من ضعفه:
سئل عنه وعن الربيع الإمام ابن معين فقال: ضعيف الحديث (يعنى مباركاً) وهومثل الربيع فى الضعف.اهـ والربيع هذا قال فيه الحافظ:صدوق سىء الحفظ وكان عابداً مجاهداً.اهـ على أن شعبه كان أحب إليه المبارك من الربيع، وقال أحمد:كان مبارك بن فضاله يرفع حديثاً كثيراً ويقول فى غير حديث عن الحسن ... ثنا عمران ... ثنا ابن معقل وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك.اهـ قال فى التهذيب: يعنى أنه يصرح بسماع الحسن من هؤلاء وأصحاب الحسن يذكرونه عندهم بالعنعه اهـ وضعفه النسائى
وقال العجلى: كتبت حد يثه وليس بالقوى جائز الحديث .. اهـ
وقال الساجى بعد أن أثنى عليه بالعباده: لم يكن بالحافظ فيه ضعف
وذكره ابن حبان فى مشاهير علماء الأمصار: كان ردىء الحفظ.
ومما تقدم يظهر لىً أن مبارك بن فضاله فى نفسه عدل لكنه ضعيف الحفظ كما ترى، فقول الحافظ:صدوق يدلس ويُسوى.اهـ
يدل على أنه حمل عبارات الجرح فيه على التدليس فقط وفى هذا نظر. وأما كونه يدلس تدليس التسويه فلم أر من نص على ذلك،
ومن ثم عارض ذلك العلامه الألبانى فى الاستدراك رقم 17 ص 952 من القسم الثانى المجلد الأول (ط. المعارف) فأفاد وأجاد والله أعلم
# تابع العلل
2ــ عنعه مبارك بن فضاله، على أنه قد صرح بسماع الحسن من عمران عند أحمد لكن لا ينفعه لما سيأتى
3ــ الإنقطاع بين الحسن وعمران نص على ذلك ابن المدينى وابن معين وأبو حاتم، (راجع الضعيفه حديث رقم (1029)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما فى سند البزار فإن شيخه فيه بشر بن ادم،أخرج له أصحاب السنن إلا النسائى، قال أبو حاتم والدارقطنى:ليس بالقوى.
وقال النسائى:لا بأس به وذكره ابن حبان فى الثقات.
وقال الحافظ: صدوق فيه لين. اهـ
والحديث عند الحاكم (7502) عن صالح بن رستم عن الحسن به
وصالح هذا، أخرج له لبخارى تعليقاً وكذا فى الأدب المفرد،ومسلم وأصحاب السنن وأختلفوا فيه
# أقوال من عّدله:
قال أحمد: صالح الحديث، ووثقه أبو داود صاحب السنن وكذا الطيالسى والبزار وابن وضاح. وذكره ابن حبان فى الثقات
وقال ابن عدى: عزيز الحديث روى عنه يحيى القطان مع شده استقصائه وهو عندى لا بأس به ولم أر له حديثاً منكراً جداً.اهـ
وأخذ الذهبى بقول أحمد
# أقوال من ضعفه:
قال ابن المدينى:كان ضعيفاً ليس بشىء. وقال ابن معين:ضعيف
وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الدارقطنى:ليس بالقوى. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم.
وقال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.
قلت: قال الذهبى: حديثه لعله يبلغ الخمسين حديثاً.اهـ
وهذا عدد قليل جداً من الأحاديث ومع ذلك قد ضعفه بعضهم فهذا مما يدل على ضعف حفظه فى الجمله والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
والحديث أخرجه البزار من وجه أخر (3545) فقال رحمه الله:
ثنا عمرو بن مالك قال نا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى قال نا يونس عن الحسن عن عمران فذكره
ثم قال البزار: وهذا الحديث قد واحد (كذا ولعل الصواب قد رواه غير واحد) عن الحسن عمران ولا نعلم يروى من حديث يونس عن الحسن إلا من حديث محمد بن عبد الرحمن ولم نسمعه إلا من عمرو.اهـ
¥