ولما كان ظاهر هذا الإسناد في غاية الصحة: صحح الحديث جماعة , وقالوا: هو على شرط الشيخين , وحكي عن محمد بن يحيى الذهلي تصحيحه.
ولكن أئمة الحديث طعنوا فيه , ولم يروه صحيحا , بل رأوه خطأ محضا.
قال الترمذي في جامعه: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب في هذا خطأ , وقد أشار أيضا إلى علة حديث معمر من وجوه. فقال: باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد , أو الذائب , ثم ذكر حديث ميمونة.
وقال عقبة: قيل لسفيان: فإن معمرا يحدثه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة؟ قال: ما سمعت الزهري يقوله إلا عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم , ولقد سمعته منه مرارا.
قال الحافظ ابن حجر: وحديث أبي هريرة " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " فالذي خرجه مسلم بلفظ " عند كل صلاة "
قال الحافظ السيوطي: هكذا ذكره في التذكرة ولم ينسبه إلى من خرجه من أهل الحديث
قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي: ولم يخرجه أبو داود من حديث محمد بن كثير وإنما خرجه بإسناد رجاله كلهم ثقات.
قال العلامة المباركفوري: خرجه الشيخان بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه , وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ".
وقال أيضا: خرجه عبد الرزاق بلفظ: أن أسماء بنت أبي بكر قالت: ما لي شيء إلا ما يدخل علي الزبير أفأتصدق منه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنفقي ولا توكي فيوكى عليك "
نماذج لـ (أخرجه):
قال الحافظ ابن حجر:
ووقع في رواية معمر عن الزهري عند أحمد مثل رواية مالك , لكن قال في آخره: " والبتع نبيذ العسل " وهو أظهر في احتمال الإدراج. لأنه أكثر ما يقع في آخر الحديث. وقد أخرجه مسلم من طريق معمر لكن لم يسق لفظه
وقال أيضا: هو من تقديم الراوي على الصيغة وهو سائغ , وقد رواه الحميدي عن سفيان قال: سمعت الزهري أخرجه أبو عوانة وأبو نعيم في مستخرجيهما من طريقه , ورواه أحمد عن سفيان عن الزهري بالعنعنة , وكذا أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغير واحد , وأبو داود عن مسدد كلهم عن سفيان.
وقال أيضا: في رواية فطر بن خليفة عن ابن أبي ليلى " لقيني كعب بن عجرة الأنصاري " أخرجه الطبراني
وقال العلامة المباركفوري:
وحديث أبي سعيد أخرجه البزار بسند صحيح بلفظ عمر. وحديث الأشج العصري أخرجه أبو يعلى كذلك بسند جيد وصححه ابن حبان , وحديث ديلم أخرجه أبو داود بسند حسن فيه قال: " هل يسكر "؟ قال: نعم , قال: " فاجتنبوه ". وحديث ميمونة أخرجه أحمد بسند حسن بلفظ: " وكل شراب أسكر فهو حرام ". وحديث ابن عباس أخرجه أبو داود من طريق جيد بلفظ عمر , والبزار من طريق لين بلفظ: " واجتنبوا كل مسكر ". وحديث قيس بن سعد أخرجه أحمد بلفظ حديث عمر. وحديث النعمان بن بشير أخرجه أبو داود بسند حسن بلفظ: " وإني أنهاكم عن كل مسكر ". وحديث معاوية أخرجه ابن ماجه بسند حسن بلفظ عمر , وحديث عبد الله بن مغفل أخرجه أحمد بلفظ: " اجتنبوا المسكر ". وحديث أم سلمة أخرجه أبو داود بسند حسن بلفظ: نهى عن كل مسكر ومفتر. وحديث بريدة أخرجه مسلم في أثناء حديث ولفظه مثل لفظ عمر. وحديث أبي هريرة أخرجه النسائي بسند حسن. وحديث وائل بن حجر أخرجه ابن أبي عاصم. وحديث قرة المزني أخرجه البزار بلفظ عمر بسند لين كذا في الفتح.
قلت: وأما حديث أبي موسى فأخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وأما حديث عائشة فأخرجه الترمذي في الباب الآتي. انتهى
وقد وضعت هذه النماذج بين أيديكم لتتأملوها وتفيدونا بما خرجتم به
ـ[عبدالله الخليف]ــــــــ[02 - 03 - 03, 07:47 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[02 - 03 - 03, 06:04 م]ـ
على حد علمي لا فرق في كلام أهل الحديث:
ـ بين خرجه وأخرجه ..
ـ وكذا بين قولهم: إسناد الحديث، وسند الحديث ..
ـ بل بعضم (المحققين أو المخرجين) لا يفرق بين أورده وأخرجه .. وهذا من الأخطاء عندهم .. فهناك فرق بين أورده وأخرجه .. فمن أورد الحديث في كتابه من غير إسناد نقول أورده .. ومن أورد (ذكر) الحديث في كتابه بإسناده نقول: أخرجه.
ـ بل هناك كثير من ألفاظ التخريج للأحاديث يجب مراعتها، مثلا: قولهم أحرجه من طريق فلان .. ، أو مدار الإسناد على فلان ... ، أو مثلاً عنه به. .. أو عنه مثله، أو عنه نحوه ... ، أو عنه بألفاظ متقاربة، .. شيء يتعلق بالاسناد وشيء يتعلق بالمتن .. هذا وهناك الكثير الكثير من الألفاظ التخريجية يجب مراعاتها قبل أن يكتب أحد تخريج حديث ..
ومن ذلك لو دققت في تخريج كثير من كتب على الكتب الحديثية، وكتب على صفحة العنوان:
(تحقيق وتخريج فلان) أو (تحقيق وتعليق) أو (حققه وخرجه وعلق عليه) أو (قدم له وحققه وعلق عليه) .... كلها ألفاظ تحمل معاني وللأسف كثير ممن يقوم بذلك لايهتم لها ...
هذا ولو دققت أكثر في الحاشية لتلك الكتب تجد العجب من خلط في المفاهيم الحديثية إن صح التعبير وهذا يعبر أحياناً عن جهل بصياغة التخريج للأحاديث أو تسرع في العزو والإحالة أو حشو تحقيقي يضيه رونق الكتاب المحقق أو عجز للقيام بالمهمة كما ينبغي ..
والله المستعان.
¥